تقارير | 25 05 2020
قال الناطق باسم "هيئة التفاوض العليا" المعارضة؛ د. يحيى العريضي، في حديث لـ "راديو روزنة"، أنه وبحكم تدويل القضية السورية ووجود أيادي كثيرة منخرطة في المسألة السورية؛ فإنه لا بد لأي مبعوث دولي أن يأخذ بعين الاعتبار مصالح تلك الدول والقوى وتشابكها واختلافاتها.
العريضي أشار خلال حديثه لـ "روزنة"، في إطار التوقعات المأمولة من المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا "غير بيدرسن"، بأنه ورغم مصالح تلك الدول المتداخلة في الملف السوري، إلا أنه وفي الوقت نفسه فإن هناك جوهر أساسي لهذه القضية؛ يجب الأخذ به، وفق تعبيره.
وأضاف موضحاً حول ذلك: "إذا أخذ المبعوث الدولي هذه المصالح وتشابكها بعين الاعتبار؛ مغفلا جوهر الصراع، فسيبقى ضائعا بين مصلحة و أخرى، ويقفز بين منصة و أخرى؛ بين بلد و آخر".
وأكد العريضي على ضرورة أن يأخذ بيدرسن جوهر القضية السورية بعين الاعتبار خلال مسيرة عمله التي انطلقت مطلع الشهر الجاري.
لافتاً حسب وصفه بأن جوهر القضية السورية يكمن في تحصيل حق الشعب السوري الملحوظ بالقرارات الدولية، "بيان جنيف والقرار 2254"، حيث اعتبر أن هذه القرارات بمثابة أدوات أساسية بيد المبعوث الدولي من أجل تطبيقهم، والذي يؤمن عمليا الحفاظ على حق الإنسان السوري.
وأضاف متابعاً: "هناك مسألتين يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، مصالح الدول لتأمين التوافق، و جوهر القضية السورية ومصلحة الإنسان السوري وحقه بعودة كريمة إلى بلد حر ديمقراطي ملتزم بالقرارات الدولية، هذا الشكل المثالي لعمل المبعوث الدولي".
اقرأ أيضاً:قيادي معارض يكشف عن احتمال إلغاء اللجنة الدستورية قبل تشكيلها
وكان المبعوث الدولي إلى سوريا؛ غير بيدرسن، قد التقى "هيئة التفاوض العليا" يوم الجمعة الفائت، وأعلنت في بيان لها؛ بعد اللقاء، استعدادها لمتابعة التفاعل الإيجابي مع المبعوث الجديد بغية عدم إضاعة المزيد من الوقت.
وأشارت الهيئة في بيانها الذي اطلع عليه راديو روزنة، إلى عدة نقاط خلال اللقاء، منها العمل برعاية الأمم المتحدة وفق بيان جنيف1 والقرارات الدولية وخاصة القرار 2254، إضافة إلى متابعة العمل في اللجنة الدستورية، وأكدت الهيئة على ضرورة تحقيق بناء الثقة وفي مقدمتها الإفراج عن المعتقلين، وبيان مصير المفقودين؛ ووقف الانتهاكات في مختلف المناطق السورية.
وحول اللقاء الذي تم بين "هيئة التفاوض" والمبعوث الدولي الجديد، قال د. يحيى العريضي، أنهم رأوا بيدرسن يعمل باستراتيجية مختلفة، فهو يتحدث قليلا وإنما يخطط ويرسم كثيراً؛ وكذلك يقارب المسائل بشكل متوازن، لافتاً إلى رغبتهم بأن تتحقق نتائج الجهد المبذول.
كما نوه العريضي إلى تأمل "هيئة التفاوض" ببذل جهود كبيرة من قبل بيدرسن، معتبراً بأن اللجنة الدستورية قد تكون ما تزال أحد البوابات الأساسية للدخول في العملية السياسية وتطبيق القرار الدولي "2254"؛ وذلك بهدف تحقيق بيئة آمنة متوازنة لإنجاز دستور، فضلا عن تحقيق تلك البيئة لإنجاز إنتخابات وعقد اجتماعي بين الشعب وبين من يريده.
وحول الخطوة العملية الممكنة في الوقت الحالي عبر بيدرسن، لفت العريضي بأن المبعوث الدولي الجديد يمكن أن يتقدم بإحاطة مهمة في مجلس الأمن لحصيلة الجولة التي يقوم بها؛ وذلك بعد أن ينتهي منها.
وتابع: "من خلال هذه الإحاطة يمكن أن يضع استراتيجيته في مقاربة المسألة السورية أمام مجلس الأمن، ويأخذ زخما من تلك الدول، ليدعو من خلالها لاجتماع في جنيف؛ وتبدأ الأمور بشكل صحيح ومثمر، وليس بشكل بروتوكولي فقط من أجل أن يتم الحديث بأن المعارضة والنظام اجتمعوا في جنيف، ليس هذا الهدف؛ و إنما الهدف هو إنجاز أشياء مثمرة للقضية السورية بجوهرها".
هذا ويعتبر القرار الدولي "2254" المرجعية الأساسية للمعارضة السورية من أجل التوصل لحل سياسي، ويضم القرار 16 مادة وتنص الفقرة الرابعة على دعم عملية سياسية بقيادة سورية، تيسرها الأمم المتحدة.
بيدرسن تحدث عن المنطقة الآمنة..
من جانبه قال عضو الهيئة السياسية في "الائتلاف الوطني" المعارض؛ عبد المجيد بركات، في حديثه لـ "راديو روزنة"، بأنه لن يتواجد حل في سوريا إذا بقي المبعوث الدولي؛ غير بيدرسن، يفكر في داخل الصندوق الذي صنعه دي ميستورا، والذي اعتبره بركات بأنه قد تمخض عنه استعصاء سياسي كبير.
ورأى عضو الهيئة السياسية في الائتلاف بأن بيدرسن إذا فكر خارج هذا الصندوق واستخدم خبرته الدولية فيما يتعلق بحل النزاعات، فسيكون هناك تقدم على صعيد بعض المسارات المتعلقة بالملف السوري، بينما استبعد في الوقت ذاته أن يكون هناك حل شامل يرضي جميع الأطراف، حيث رأى خلال حديثه لـ "روزنة" بعدم قدرة بيدرسن على تحقيق ذلك.
وتابع منوهاً: "لا نأمل الكثير من بيدرسن؛ فنحن ندرك بأنه مجرد موظف دولي، يحاول أن يخلق توافق بين القوى الإقليمية والدولية المؤثرة في الملف السوري، ويحاول أن يترجم هذه التوافقات برؤى حل، ولذلك التعويل هو على القوى المؤثرة، فإذا كان هناك توافق إقليمي و دولي بينهم يكون هناك نتاج لجهود بيدرسن".
بركات أكد على ضرورة التزام المعارضة السورية بواجباتها خلال الفترة الحالية والقادمة؛ من خلال الاستمرار في التعاطي الإيجابي مع المبعوث الدولي وكذلك مع القرارات الدولية، فضلاً عن إبراز حسن النية في تطبيق هذه القرارات.
كما شدد على حاجتهم للكثير من الدعم السياسي؛ الإقليمي و الدولي، وذلك كي لا يقدمون تنازلات أكثر مما قاموا به، وأكد في الوقت ذاته على ضرورة محافظتهم على موقفهم من اللجنة الدستورية؛ من حيث الإبقاء على الحصة الثابتة من نسبة تمثيل المعارضة فيها.
وأضاف حول ذلك: "ما يتوجب القيام به كمعارضة، بالالتزام بمسؤوليتنا عن الاستمرار بالعملية السياسية؛ وذلك لاستمرار إحراج النظام والروس والإيرانيين أمام المجتمع الدولي بالدرجة الأولى، والبرهنة بأنهم لا يسعون إلى إيجاد حل ولا يسعى النظام للتوافق على حل سياسي؛ ولا يرضى أن يكون هناك إشراف أممي على هذا الحل".
قد يهمك:دي ميستورا خلال 4 سنوات.. هل نجح بدور "السوبرمان" ؟
عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض، لفت في حديثه لـ "روزنة" إلى وجوب إصرار المعارضة على طلب المنطقة الآمنة؛ لأنها وفق اعتباره هي التي ستكون بذرة لانتخابات حقيقة ولجنة دستورية حقيقية.
واستطرد حول ذلك: "أصبحنا نسمع منذ فترة بأن بيدرسن يتحدث عن موضوع المنطقة الآمنة، فبالتالي يعيد ترتيب السلال ذات الصلة بالحل السياسي، وذلك أملاً يمنع حدوث أي استعصاء".
وتحدث بركات بأن بيدرسن ومنذ بداية تسلمه للمهام؛ لمح بأكثر من مرة في تصريحاته بأن اعتماده بشكل كبير سيكون على قرارات الأمم المتحدة، وعلى مفرزات المسار السياسي منذ بدايته، وحول احتمالات الآلية التي سيعتمد عليها بيدرسن، اِعتقد بركات بأن بيدرسن ينظر إلى أن كل المسارات الموجودة حاليا في الملف السوري مسدودة.
وتابع مضيفاً: "بيدرسن يدرك بأنه لا فائدة من دستور في ظل نظام قمعي، ولا إمكانية حالية من انتخابات حرة ونزيهة في ظل وجود سيطرة للقوى الأمنية والجيش على البلد، وكذلك يدرك تماما بيدرسن من أن القيام بأي عملية سياسية في الوقت الراهن؛ سوف تصب في مصلحة النظام، لأنه (النظام) هو الذي يسيطر بقوته الأمنية على الشعب المتواجد داخل سوريا، كما أعتقد أيضاً بأن بيدرسن يدرك أن القوى الانتخابية مشتتة والأرض عسكريا غير مستقرة".
وكان رئيس الائتلاف المعارض، عبد الرحمن مصطفى، قال في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي، إن المعارضة أكدت للجانب الأمريكي ضرورة تنسيق الانسحاب من شرق الفرات مع الجانب التركي، مشددا على أن المنطقة الآمنة تشكل ملاذا آمنا للمدنيين.
وأضاف مصطفى "طرحنا رؤية الائتلاف للحل في سوريا، وتناولنا الوضع الميداني شرق الفرات، والجانب الأمريكي طرح رؤيته لشرق الفرات، وأكدنا على ضرورة التنسيق مع الحليف التركي خلال الانسحاب، بحيث لا يحصل أي فراغ، وشددنا على أن يكون هناك تواصل دائم مع الجانب التركي بخصوص شرق الفرات".