تقارير | 25 05 2020
تضاعفت معاناة السوريون في السودان، في ظل الاحتجاجات الشعبية هناك، نتيجة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.
وقال، علي المدني، (شاب سوري يعيش في السودان منذ 2014)، إن "الشباب السوريين في السودان يعانون بالأصل من ندرة فرص العمل وارتفاع أسعار الخدمات، بالمقارنة مع الدخل الشهري للعامل".
وأضاف أن "ما زاد الوضع الاقتصادي سوءاً، القرارات الأخيرة برفع أسعار مواد أساسية، وما تبعها من احتجاجات أدت لتوقف العديد من الأعمال"، لافتاً إلى أن "الدخل الشهري لكثير من الشباب السوريين في السودان، لا يكفيهم للطعام فقط، ويعتمدون على حوالات مالية من ذويهم إما داخل سوريا أو في أوروبا".
ويبلغ متوسط الدخل الشهر للعامل السوري في السودان، ثلاثة آلاف جنية، أي 65 دولار أمريكي، في حين يبلغ بدل إيجار المنزل المتوسط 150 دولاراً.
وعن أثر الاحتجاجات على السوريين هناك، قال الصحفي السوداني فتح الرحمن الحمداني، لـ "روزنة" اليوم الأربعاء، إنه "ليس هناك أي تأثير سلبي على السوريين من الجانب الأمني وبخاصة أن المواطن السوداني يتقبل الوجود السوري".
(الصحفي السوداني فتح الرحمن الحمداني)
وأضاف أن "التأثير السلبي سيقتصر على الجانب الاقتصادي، في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية في السودان بشكل عام".
وتوقع الحمداني أن تتواصل المظاهرات الاحتجاجية، لافتاً إلى أن "هناك حالة من الاحتقان والغليان الشعبي نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي وتهاوي العملة، إضافةً إلى غياب الأمن والنزاعات الدائرة في مناطق عدة من البلاد".
وتتواصل المظاهرات الاحتجاجية في عدد من المناطق السودانية، إذ منعت القوى الأمنية السودانية، أمس الثلاثاء، مئات المتظاهرين المطالبين بإسقاط الرئيس السوداني عمر البشير، من الوصول على القصر الرئاسي وفرقتهم
باستخدام الغاز المسيل للدموع.
كما كانت لجنة أطباء السودان المركزية أعلنت، يوم الاثنين الماضي، بدء إضراب عن العمل، دعماً للاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة، مشيرة إلى أنها ستكرس جهدها لمعالجة جرحى المصادمات مع القوى الأمنية.
إقرأ أيضاً: 100 دولار.. أجر العامل السوري في السودان!!
وبدأت المظاهرات، في الـ 19 من الشهر الحالي، عقب قرار رفع أسعار مادة الخبز، وشهدت كانت شرارة الاحتجاجات في مدينة عطبرة شمال السودان، ليتبعها احتجاجات في ولايات سودانية أبرزها الخرطوم، والنيل الأزرق، والفاشر، وشمال دارفور.
واستخدمت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، كما تم تداول أنباء عن استخدام الشرطة السودانية للرصاص الحي.
وذكرت منظمة العفو الدولية "أمنستي" في بيان صدر عنها، أمس الثلاثاء، إن قوات الأمن السودانية، أطلقت النار على المحتجين، وقتلت ما لا يقل عن 37 شخصاً، بذريعة إثارة الفوضى في البلاد.
في حين، قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير في خطاب، أمس الثلاثاء، إن بعض الخونة والعملاء والمرتزقة والمندسين استغلوا الضائقة المعيشية للتخريب خدمة لأعداء السودان، مضيفاً ان الحكومة السودانية ماضيةٌ في إنفاذ مشروعات التنمية والإعمار لصالح المواطنين وإصلاح أحوالهم، على حد تعبيره.
يشار إلى أن السودان لا تفرض تأشيرة على دخول السوريين، الأمر الذي جعلها مقصداً للشباب السوريين، الهاربين من السوق الإجباري إلى الخدمة لدى جيش النظام السوري.