تقارير | 25 05 2020
أثار مشهد التعري الذي قُدم في مسرحية "يا كبير" ضجة واسعة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، و ذلك بعد ظهور الممثل السوري؛ حسين مرعي، عارياً بالكامل في المشهد.
مسرحية "يا كبير" هي من إخراج رأفت الزاقوت و النص أمل عمران و تمثيل حسين مرعي، و أمل عمران.
الممثل المسرحي حسين مرعي تحدث لراديو روزنة عن أسباب الضجة التي أثيرت حول المشهد والعمل ككل، فضلاً عن الضرورات الفنية والدرامية التي ذهبت به إلى أن يؤدي أحد مشاهد العرض عارياً تماماً، وأشار إلى أن هذا المشهد موجود في مشاهد العرض منذ بداية البروفات.
الفنان المسرحي مرعي رد على تبرير مدير المهرجان "حاتم دربال" في وقت سابق، إلى أن إدارة المهرجان لا تتحمل ما حدث.
حيث ادعى مدير المهرجان أن مرعي قد فعل ذلك من وحي اللحظة، وارتجل هذا المشهد على المسرح؛ الذي لم يكن موجودا فى العرض من قبل؛ كما زعم حسب تصريحات صحفية نقلها موقع "عين المشاهير".
وشبه الممثل المسرحي خلال حديثه لـ "روزنة" العمل المسرحي بالمختبر، وأن كل عرض يُقدم يتم تطويره قبل تقديم العرض التالي.
ونوه أن مشهد التعري تم تقديمه مرتين على المسارح الألمانية، قبل أن يتم عرضه خلال مهرجان "أيام قرطاج المسرحية"، نافياً أن يكون تقديم المشهد بهذه الطريقة كان ارتجالياً، بالرغم من أن الارتجال هو حق بالنهاية؛ وفق قوله.
اقرأ أيضاً:أصالة نصري في منافسة شرسة مع فايا يونان
ويضيف مرعي بأن التعري أو أي فعل آخر سواء كان فعل منطوق أو سلوكي على خشبة المسرح، هو عملية خلق حينما تكون بسياقها الدرامي وسياقها الحيوي الإبداعي، متابعاً بالقول: "بمعنى بأن نقول أن تأتي في مكانها المناسب، فهي بالتالي حاجة؛ وأعتقد أن الفن يجب أن يتحول فينا إلى حاجة، وليس لخدمات نقدمها للآخر حسب الطلب".
وتستمر الدورة الـ20 لمهرجان "أيام قرطاج المسرحية"، والتي افتتحت السبت الماضي، إلى غاية 16 من الشهر الجاري، بمشاركة 117 مسرحية من 39 دولة عربية وأجنبية، فيما يتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان 11 عرضًا مسرحيًا.
تجربة مشابهة
الفنان السوري؛ سعد لوستان، قال خلال حديثه لراديو روزنة، حول ما جرى من سجالات عن مسرحية "يا كبير"، مستعرضاً واحدة من تجاربه المسرحية العديدة؛ حينما شارك في مسرحية "طقوس الإشارات والتحولات" عن نص الكاتب سعد الله ونوس.
و يقول لوستان أن الهجوم على هذا العرض و الذي حمل توقيع المخرج السوري الفرنسي وسام عربش جاء ضد رسالة المسرحية ليس على المشهد.
يشير لوستان في معرض حديثه إلى أن الشخصية التي أداها في ذلك العرض المسرحي تتعرى أيضاً في نهاية مسارها و إن لم يكن بشكل كامل ، لافتاً أن هذا أداء الشخصية بهذا الشكل جاء بتوافق رؤيته مع رؤية المخرج، أن هذه الشخصية (عبد الله) يجب أن تخلع ثيابها، معتبراً هنا أن للتعري كان له مدلول آخر.
مستطرداً: " شخصية عبد الله كانت مثقلة بالخطايا والمخالفات القانونية والفساد، وهنا مستوى من تبرير التعري؛ بأنه يبدأ بحالة من التطهير إن جاز التعبير ليخلع أستار المرحلة الماضية من حياته"، ويعتبر لوستان أن الضرورة الفنية والدرامية والرؤية الاخراجية؛ هي من تحكم طريقة تمثيل مشاهد النصوص المسرحية.
ليضيف بضرورة وجوب رؤية الشكل الفني للعرض العائدة على الرؤية الإخراجية، وكذلك الضرورة الفنية والموضوعية للفعل الدرامي على المسرح، مشيراً إلى أن فعل التعري بالنسبة لحرفة التمثيل هو ليس موضع شبهة؛ فهو وفق رأيه يأتي ضمن سياق أفعال، مثله مثل أي تفصيل آخر موجود بزمن العرض.
قد يهمك:هل تحولت نقابة الفنانين إلى منبر للأجهزة الأمنية؟
وتابع حديثه حول ذلك قائلاً: "لا يمكن القول أن التعري ممنوع، وبنفس الوقت لا يمكن أن نقول أن التعري شرط حتمي على المسرح، إلا أنه أيضاً لا يمكن أن نقتطع الحدث ونعطي حكم قيمة، لمجرد القول أن الممثل كان عارياً، هذا لايجوز".
مشيراً إلى إمكانية التساؤل في مثل هذا الموضع؛ من ناحية نقدية، بأنه و إلى أي حد يكون من الأفضل كشكل فني، بأن يحصل تعري كامل؛ أو يعطي إيحاء بالعري، أيهما يصل للمتلقي بشكل أكبر، وأيهما يخدم السياق الدرامي بشكل أفضل.
ويكشف الفنان السوري سعد لوستان خلال حديثه لراديو روزنة إلى حصول حالات تعري سابقا على خشبة المسرح السوري، وبالتحديد على خشبة المسرح الدائري بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام ١٩٩٨.
حيث يشير إلى عرض للمخرج العراقي الألماني عوني كرّومي، أثناء تخرج طلاب السنة الرابعة؛ "حصل آنذاك تعري وإن كان سريع وخاطف، لكن التعري حصل بشكل كامل لثانيتين".
هل كان يمكن لعرض "يا كبير" أن يتم في دمشق؟
مسرحية "يا كبير" هي من إخراج رأفت الزاقوت و النص أمل عمران و تمثيل حسين مرعي، و أمل عمران.
الممثل المسرحي حسين مرعي تحدث لراديو روزنة عن أسباب الضجة التي أثيرت حول المشهد والعمل ككل، فضلاً عن الضرورات الفنية والدرامية التي ذهبت به إلى أن يؤدي أحد مشاهد العرض عارياً تماماً، وأشار إلى أن هذا المشهد موجود في مشاهد العرض منذ بداية البروفات.
الفنان المسرحي مرعي رد على تبرير مدير المهرجان "حاتم دربال" في وقت سابق، إلى أن إدارة المهرجان لا تتحمل ما حدث.
حيث ادعى مدير المهرجان أن مرعي قد فعل ذلك من وحي اللحظة، وارتجل هذا المشهد على المسرح؛ الذي لم يكن موجودا فى العرض من قبل؛ كما زعم حسب تصريحات صحفية نقلها موقع "عين المشاهير".
وشبه الممثل المسرحي خلال حديثه لـ "روزنة" العمل المسرحي بالمختبر، وأن كل عرض يُقدم يتم تطويره قبل تقديم العرض التالي.
ونوه أن مشهد التعري تم تقديمه مرتين على المسارح الألمانية، قبل أن يتم عرضه خلال مهرجان "أيام قرطاج المسرحية"، نافياً أن يكون تقديم المشهد بهذه الطريقة كان ارتجالياً، بالرغم من أن الارتجال هو حق بالنهاية؛ وفق قوله.
ويضيف مرعي بأن التعري أو أي فعل آخر سواء كان فعل منطوق أو سلوكي على خشبة المسرح، هو عملية خلق حينما تكون بسياقها الدرامي وسياقها الحيوي الإبداعي، متابعاً بالقول: "بمعنى بأن نقول أن تأتي في مكانها المناسب، فهي بالتالي حاجة؛ وأعتقد أن الفن يجب أن يتحول فينا إلى حاجة، وليس لخدمات نقدمها للآخر حسب الطلب".
وتستمر الدورة الـ20 لمهرجان "أيام قرطاج المسرحية"، والتي افتتحت السبت الماضي، إلى غاية 16 من الشهر الجاري، بمشاركة 117 مسرحية من 39 دولة عربية وأجنبية، فيما يتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان 11 عرضًا مسرحيًا.
تجربة مشابهة
الفنان السوري؛ سعد لوستان، قال خلال حديثه لراديو روزنة، حول ما جرى من سجالات عن مسرحية "يا كبير"، مستعرضاً واحدة من تجاربه المسرحية العديدة؛ حينما شارك في مسرحية "طقوس الإشارات والتحولات" عن نص الكاتب سعد الله ونوس.
و يقول لوستان أن الهجوم على هذا العرض و الذي حمل توقيع المخرج السوري الفرنسي وسام عربش جاء ضد رسالة المسرحية ليس على المشهد.
يشير لوستان في معرض حديثه إلى أن الشخصية التي أداها في ذلك العرض المسرحي تتعرى أيضاً في نهاية مسارها و إن لم يكن بشكل كامل ، لافتاً أن هذا أداء الشخصية بهذا الشكل جاء بتوافق رؤيته مع رؤية المخرج، أن هذه الشخصية (عبد الله) يجب أن تخلع ثيابها، معتبراً هنا أن للتعري كان له مدلول آخر.
مستطرداً: " شخصية عبد الله كانت مثقلة بالخطايا والمخالفات القانونية والفساد، وهنا مستوى من تبرير التعري؛ بأنه يبدأ بحالة من التطهير إن جاز التعبير ليخلع أستار المرحلة الماضية من حياته"، ويعتبر لوستان أن الضرورة الفنية والدرامية والرؤية الاخراجية؛ هي من تحكم طريقة تمثيل مشاهد النصوص المسرحية.
ليضيف بضرورة وجوب رؤية الشكل الفني للعرض العائدة على الرؤية الإخراجية، وكذلك الضرورة الفنية والموضوعية للفعل الدرامي على المسرح، مشيراً إلى أن فعل التعري بالنسبة لحرفة التمثيل هو ليس موضع شبهة؛ فهو وفق رأيه يأتي ضمن سياق أفعال، مثله مثل أي تفصيل آخر موجود بزمن العرض.
قد يهمك:هل تحولت نقابة الفنانين إلى منبر للأجهزة الأمنية؟
وتابع حديثه حول ذلك قائلاً: "لا يمكن القول أن التعري ممنوع، وبنفس الوقت لا يمكن أن نقول أن التعري شرط حتمي على المسرح، إلا أنه أيضاً لا يمكن أن نقتطع الحدث ونعطي حكم قيمة، لمجرد القول أن الممثل كان عارياً، هذا لايجوز".
مشيراً إلى إمكانية التساؤل في مثل هذا الموضع؛ من ناحية نقدية، بأنه و إلى أي حد يكون من الأفضل كشكل فني، بأن يحصل تعري كامل؛ أو يعطي إيحاء بالعري، أيهما يصل للمتلقي بشكل أكبر، وأيهما يخدم السياق الدرامي بشكل أفضل.
ويكشف الفنان السوري سعد لوستان خلال حديثه لراديو روزنة إلى حصول حالات تعري سابقا على خشبة المسرح السوري، وبالتحديد على خشبة المسرح الدائري بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام ١٩٩٨.
حيث يشير إلى عرض للمخرج العراقي الألماني عوني كرّومي، أثناء تخرج طلاب السنة الرابعة؛ "حصل آنذاك تعري وإن كان سريع وخاطف، لكن التعري حصل بشكل كامل لثانيتين".
هل كان يمكن لعرض "يا كبير" أن يتم في دمشق؟
الممثل حسين مرعي يتحدث لـ روزنة حول تجربته في هذا العمل بالقول: "كنا نتساءل أنا والمخرج وأمل كيف نستطيع ببروفات 6 أسابيع فقط، أو حتى عرض مسرحي 75 دقيقة، أن نحكي عن التراجيديا الكبيرة وهذا السؤال بشكل خاص بالنسبة لي كان يؤرقني".
مشيراً في حديثه إلى أنه وبحكم أن إنتاج العمل هو ألماني، فمن الطبيعي وفق تعبيره بأنهم عندما يعيشون كفنانين في بلد تتوفر فيه هامش من الحرية والإبداع، الأمر الذي سيدفع الفنان بالمضي نحو الجوهري والأهم والأكثر إنسانية؛ حسب وصفه.
اقرأ أيضاً:السوريّة "مايا يوسف" أوّل عربية تنال جائزة أفضل موسيقية في لندن
ويتابع عن هذا الشأن: "أنا لو كنت في سوريا؛ فبالتأكيد لن أمثل هذا المشهد، بل حتى كل المسرحية، لأن العرض المسرحي بالأساس هو عملية تعرية لما حدث بسوريا ولمجرمي الحرب ولنظام استبدادي دمر بلد بكاملها"، مؤكداً بأنهم في أوروبا استفادوا من هامش الحرية؛ من أجل أن يكونوا حقيقيين أكثر، وصادقين ومؤمنين بالحياة.
مشيراً في حديثه إلى أنه وبحكم أن إنتاج العمل هو ألماني، فمن الطبيعي وفق تعبيره بأنهم عندما يعيشون كفنانين في بلد تتوفر فيه هامش من الحرية والإبداع، الأمر الذي سيدفع الفنان بالمضي نحو الجوهري والأهم والأكثر إنسانية؛ حسب وصفه.
اقرأ أيضاً:السوريّة "مايا يوسف" أوّل عربية تنال جائزة أفضل موسيقية في لندن
ويتابع عن هذا الشأن: "أنا لو كنت في سوريا؛ فبالتأكيد لن أمثل هذا المشهد، بل حتى كل المسرحية، لأن العرض المسرحي بالأساس هو عملية تعرية لما حدث بسوريا ولمجرمي الحرب ولنظام استبدادي دمر بلد بكاملها"، مؤكداً بأنهم في أوروبا استفادوا من هامش الحرية؛ من أجل أن يكونوا حقيقيين أكثر، وصادقين ومؤمنين بالحياة.
وحول الضجة التي أثيرت حول مشهد التعري الذي أداه مرعي لفترة 6 دقائق في العرض المسرحي الذي استمر 75 دقيقة، قال حسين مرعي أن الضجة برأيه أثيرت حول العمل المسرحي ككل وليس حول هذا المشهد فقط، مفنداً ذلك بحسب اعتقاده أن هناك من أزعجه مشهد العري وهم من أسماهم بـ "التيار المتأسلم"، بينما في الجهة الأخرى فقد أزعجها العرض وليس المشهد بحد ذاتها.
ويعود ذلك وفق رأي مرعي إلى بنية العرض المسرحي وما يقوله العرض وأيضاً الأسئلة التي يطرحها، كما يربط في الوقت ذاته أسباب التهجم على العرض المسرحي "يا كبير" بأنه يتعلق أيضاً بتوجه على مستوى عالي في تونس؛ للتطبيع مع النظام السوري من بوابة الفن بمعنى "التطبيع الناعم"، والذي يفتح الباب حسب وصفه للتطبيع الأكبر مع النظام السوري.
مسرحية "يا كبير" يُطرح من خلالها أسئلة حول أسباب العنف الذي يعيشه السوريون، فضلاً عن ماهية دورة العنف هذه؛ وعن العلاقة بين المجتمع الأبوي أو البطريركي والدكتاتور.