تقارير | 25 05 2020
عرض لاجئ سوري مقيم في مدينة قونية غرب تركيا كليته للبيع، معللاً السبب بـ"عدم قدرته على العمل بسبب إصابة سابقة في سوريا، وعدم قبول أحد توظيفه".
وقال اللاجئ السوري (فهد الأحمد) اسم مستعار 34 عاماً، عبر منشور في مجموعات السوريين بتركيا على "فيسبوك"، إن "حادثة تعرّض لها في سوريا أثرت على جسده، اضطرته للعمل لفترات متقطعة، فيما لم يعد يجد عملاً لاحقاً.
وأكد الأحمد في حديثه مع روزنة، أنّ الحاجة إلى الطعام والشراب المنقطع عنه وعن عائلته منذ أيام، وانعدام التدفئة في ظل البرد الشديد، وعدم قدرته على العمل، أسباب دفعته إلى عرض "كليته للبيع" لإعالة أسرته، مشيراً إلى أنه لم يعمل منذ عدة شهور، وأنه يعيش عن طريق الاستدانة من الناس.
وأوضح أنه تعرّض عام 2009 لحادث سير أدى لكسور في رجله، ما جعله غير قادراً على العمل كأي شخص طبيعي، حيث عمل بشكل متقطع في معامل تركية وفي مهنة الإنشاءات، دون إمكانية الاستمرار بها بسبب وضعه الصحي.
وأشار الشاب لروزنة، أنه غير مطّلع على القانون التركي الذي يمنع الاتجار أو بيع الأعضاء البشرية، ويعاقب عليها.
اقرأ أيضاً: التحرش الجنسي: اللاجئون السوريون.. متهمون أم ضحايا؟
فيما انتشرت عروض بيع الكلى على مجموعات السوريين في غازي عنتاب التركية ، دون معرفة ما إذا هو ذات الشخص الذي قام بالنشر.
وأوضح المحامي حسام سرحان عضو تجمع المحاميين السوريين في تركيا لروزنة، أن القانون التركي في مادته رقم (91) في الفقرة السادسة، يعاقب من "يعلن" عن بيع عضو من جسمه بالسجن لمدة أقصاها سنة، لافتاً أن العبرة في الجزاء هو العرض بمقابل مادي.
وأشار سرحان إلى أن القانون التركي يسمح للشخص أن "يتبرّع" بشرط أن يكون عمره فوق الـ 18 عاماً، بوجود شاهدين يشهدان أنه بصحة عقلية وجسدية.
أمّا من باع عضواً بمقابل مالي، فتصل عقوبته في حدها الأعلى بالسجن لمدة 15 عاماً، لكن القانون التركي يخفف من العقوبة لتصل في حدها الأدنى إلى ثلاث سنوات، لمن باع عضواً من جسده لمرة واحدة، ، ويمكن للقاضي أن يحكم بالسجن مع وقف التنفيذ بحسب القضية، كما أفاد سرحان.
وتعاطف الكثير من السوريين عبر تلك المجموعات معه، فمنهم من تبرّع له بفحم للتدفئة وملابس شتوية، ومنهم من طلب التواصل معه لمساعدته بشكل مباشر دون توضيح نوع المساعدة.
كما طالب "عبدو أبو حبيب" بذات الأمر، قائلاً " بس تعرف المكان خبرني (أي مكان بيع الكلى) لأن قصتي نفس قصتك"، فيما نصحت "أم اللول" بالالتجاء إلى جمعيات مختصة بالمساعدة الاجتماعية، أما مصطفى حاج محمود، اعتبر المنشور نسخة متطورة عن "فن الشحادة" كما يقول.
اقرأ أيضاً: التجنيد والاعتقال يلاحق أبناء المناطق الخاضعة لـ "التسوية"
وبحسب تقرير استقصائي للتلفزيون الألماني "آي آر دي" نشره في شباط العام الماضي، قال فيه إن لاجئين سوريين في تركيا يبيعون أعضائهم البشرية من أجل العيش عن طريق الانترنت و خاصة "الفيسبوك"، وأن معظم الزبائن هم أثرياء من الدول الغربية ومن السعودية، يشترون في الغالب الكلى والكبد، وقد يصل سعر الكلى بحسب التقرير إلى 30 ألف يورو.
و تستضيف تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ سوري، موزعين على مدن وبلدات في مناطق متفرقة من البلاد، أبرزها: "عينتاب، هاتاي، أورفا، واستانبول"، فيما يعيش 250 ألف منهم في مخيمات قريبة من الحدود التركية مع سوريا جنوب البلاد، حيث فرّ معظمهم هربًا من الحرب الدائرة في بلادهم.