تقارير | 25 05 2020
يواصل فرع "جرائم المعلومات" التابع لوزارة داخلية النظام، للأسبوع الرابع على التوالي، اعتقال الصحفيين عامر دارو وعمار العزو؛ بذريعة التواصل مع صفحة على "الفيس بوك"، والتشهير بـ "هلال هلال" الأمين القطري المساعد في حزب البعث الحاكم بالبلاد.
وذكر موقع "هاشتاغ سوريا" أنّ "اعتقال دارو، أتى على خلفية نشر محادثة مكتوبة بين القائمين على صفحة على (فيسبوك)، تدعى (عود ثقاب) وبين الأخير، تتضمن اتهامات للمسؤول البعثي البارز بالفساد".
فيما ذكر أنّ تهمة العزو "مراسلة صفحة على (فيسبوك) تنشر قضايا فساد طالت العديد من المسؤولين" وأنّ "المسؤول البعثي أعطى تعليماته بتوقيف الصحفييَن من قبل الداخلية، مطالباً بتمديد فترة التوقيف من قبل القضاء لأطول فترة ممكنة، بهدف معرفة خصومه".
وبحسب الموقع فإنّ "عماد سارة، وزير الإعلام، نفى علمه بتوقيف الصحفيين نهائيًا، ووعد بمتابعة القضية، فيما رفض موسى عبد النور، نقيب الصحفيين التعليق على الموضوع".
أقرأ أيضًا: بعد 30 سنة من كتابة التقارير الأمنية.. النظام السوري يتعامل مع "الكيديين الأشرار"
ويدير العزو المكتب الصحفي في محافظة حلب، إضافة إلى عمله كمراسل ميداني لوكالة أنباء النظام (سانا) في المحافظة، فيما يعمل دارو كمراسل حربي لعدد من وسائل الإعلام الموالية والمحسوبة على النظام السوري.
ويُعرف عن المسؤول البعثي "هلال" تصريحاته النارية حول محاربة الفساد، وتعهده بسوق أبناء المسؤولين إلى الخدمة في قوات النظامن، حتّى وصل به الأمر إلى إعفاء عدد من المسؤولين الصغار في الحزب من مناصبهم؛ بسبب سفر أبنائهم إلى خارج البلاد.
وتتعامل السلطات الأمنية -بحسب مطلعين- مع محاربة الفساد على مبدأ (خبار وفقوس)، فالمسؤول الذي تغضب عليه السلطات الأمنية يوضع تحت سياط وسائل الإعلام، فيما يلاحق من ينتقد تصرفات آخرين ممن لم (تحرق ورقتهم لدى الأجهزة الأمنية)، ويُزج بهم في السجون.
ففي حين أبدى عددمن المسؤولين في النظام رغبتهم في فتح الأبواب امام وسام الطير، مدير صفحة دمشق الآن في الكشف عن الفاسدين في وزارتهم بعد تحقيق استقصائي نشره عبر صفحته عن فساد ورشى في مديرية النقل بريف دمشق لصغار الموظفين -كما نشر الطير عبر صفحته لشخصية- توصد الأبواب أمام أي محاولة صحفية للحديث عن فساد المتنفذين.
ولا يعتبر اعتقال دارو والعزو، جديدًا على السلطات الأمنية في مناطق النظام، فغالبًا ما تضيق الأخيرة على الأشد الموالين له كما فعلت من قبل مع رضا الباشا، مراسل قناة الميادين ومنعته من التغطية الإعلامية؛ بسبب انتقاده تعفيش الشبيحة في حلب، وتكرر الأمر مع شادي حلوة، مراسل تلفزيون النظام الرسمي، حينما منع من الاستمرار في تقديم برنامج "هنا حلب" على الفضائية السورية؛ بسبب انتقاده لعدد من المسؤولين في المحافظة.