تقارير | 25 05 2020
بعد لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس النظام السوري بشار الأسد، يوم الخميس الماضي في مدينة سوتشي الروسية، أعلن بوتين خلال حديث متلفز نقلته قناة "روسيا 24 " عن ضرورة سحب كل القوات الاجنبية من الاراضي السورية، لتفعيل العملية السياسية بسوريا.
لتكثر بعد ذلك التساؤلات والافتراضات حول أسباب تلك الزيارة وتوقيتها، فهل يدل اللقاء على رغبة روسية في إتمام صفقة مع الغرب فيما يتعلق بالملف السوري؟
السياسية والأكاديمية السورية سميرة المبيض اعتبرت في حديث خاص لراديو روزنة أن اللقاء يبدو بروتوكولياً كإثبات موقع القوة الروسي باستدعاء الأسد إلى سوتشي؛ وخصيصاً بعد رفض الأسد المشاركة في اللجنة الدستورية التي انبثقت عن المؤتمر الذي عُقد سابقاً في نفس المكان (في كانون الثاني 2018).
وتابعت في حديثها لروزنة "من نقطة أخرى يأتي ذلك في إطار تجاذب قوى بين روسية و ايران على الأراضي السورية و الذي يعكس تثبيت الموقف الروسي من هذا الموقف، و أخيراً فقد استخدمت هذه الزيارة كتهنئة للأسد من قبل الرئيس الروسي في تأكيد لحالة الانتصار على ما سماه بالارهابيين في موقف استعراضي إعلاميا في هذا الاتجاه مع تجاهل كامل لملايين المهجرين قسرياً و الشهداء من الطرفين مما يجعل من اعلان أي انتصار موقفاً هزلياً ليس له أي معنى"
من جانبه يرى طه عبد الواحد الصحفي المتخصص بالشؤون الروسية أن استدعاء الأسد يراد منه نقل رسالة للقوى الأخرى المنخرطة في الأزمة السورية، وأول أهدافها تأتي حول النفوذ الذي تتمتع به موسكو في الملف السوري، وثانيا والأهم، بحسب عبد الواحد خلال حديثه لراديو روزنة فإن تنظيم موسكو مثل هذه اللقاءات وإطلاقها تصريحات عبر الإعلام؛ مرده لتؤكد على طبيعة الرسائل التي توجهها للأسد، وكأنها بهذا الشكل تريد القول "العالم كله شاهد على ما نتفق عليه معك" وهذا الأسلوب فيه نوع من الضغط على الأسد، وفق وصف عبد الواحد.
اقرأ أيضاً..ما هو الطلب الروسي الذي رفضه الأسد خلال زيارته إلى سوتشي؟
هذه رسائل بوتين بعد لقاءه الأسد
وتعتقد المبيض أن روسيا تبدو جادة بالتوجه نحو خروج الإيرانيين من الأراضي السورية، "يعزز هذا المعتقد؛ التململ في أوساط الداخل السوري من التواجد الإيراني، في مناطق تابعة لحكم الأسد، فيبدو أن نهاية المرحلة الحالية تسعى لضبط أي وجود عسكريي على الأراضي السورية ولا بد أن التواجد الإيراني، بمختلف تسميات الميليشيات التابعة له، يشكل جزء كبير من مظاهر التسلح العشوائي في البلاد".
وترى المبيض أن ذلك يتوافق مع المطالب الأميركية بهذا السياق ورغم اختلاف المصالح بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية على عدة محاور، لكن ضبط التوسع الإيراني في المنطقة، أمر يتوافق عليه البلدان، بحسب المبيض، وتنظر خلال حديثها لراديو روزنة أن بوتين وجّه عدة رسائل للأسد خلال لقاء يوم الخميس، وترد ذلك إلى أنه ناتج عن اتفاقات دولية بين الدول الكبرى، في حين لم تستبعد عودة قريبة الى جنيف في الفترة القادمة على أسس جديدة مهدت لها مؤتمرات سوتشي وأستانا، ومعادلة قوى جديدة سيعاد احتوائها في إطار الشرعية الدولية للوصول لحل سياسي ظاهرياً، قائم على موازين القوى العسكرية التي أُعيد توزيعها خلال المرحلة السابقة؛ بحسب توصيف السياسية السورية.
هل كان لقاء سوتشي الأخير لإيقاف الأسد عن اللف والدوران؟
ويشير الصحفي المتخصص في الشؤون الروسية طه عبد الواحد أن اللقاء جاء في هذا التوقيت نظرا لخطورة المرحلة، "في الشأن الداخلي السوري تشير المواقف من دمشق وطهران إلى نية النظام وإيران لفتح واحدة من معركتين إما في محافظة إدلب أو في الجنوب، وهي مناطق خفض تصعيد، تخشى روسيا من أن يؤدي نشوب مواجهات في اي منهما، إلى مواجهة بين قوات النظام وتركيا فيما يخص محافظة إدلب ومناطق شمال شرق وشمال غرب سوريا، ومع الأميركيين. ".
ويلفت عبد الواحد خلال حديثه لروزنة أن روسيا ليست مستعدة لتطور خطير سيخلط كل أوراقها وسيأخذ النزاع نحو مسارات أخرى يزداد فيها التورط الروسي الفعلي في أزمات إقليمية أوسع من سوريا، وذلك في حال شن النظام عملية عسكرية مع الإيرانيين ضد منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا فهذا يهدد بمواجهة مع الإسرائيليين والأميركيين، حسب اعتباره.
وبحسب رؤية عبد الواحد فإن الرسالة الأهم التي عاد بوتين ووجهها للأسد تتعلق بضرورة انخراطه فعليا في مفاوضات التسوية السورية والكف عن اللف والدوران، وتابع مضيفاً "ما يدفع بوتين لمثل هذا الموقف عوامل كثيرة كلها غاية في الأهمية منها على سبيل المثال أن عرقلة عملية التسوية بعد ربط مساري أستانا وسوتشي بمسار جنيف، سيشكل ضربة لمجمل الجهود الروسية، لاسيما مع توجه ماكرون بتوافق مع ترامب وميركل لطرح خطة لتنفيذ الحل السياسي".
لتكثر بعد ذلك التساؤلات والافتراضات حول أسباب تلك الزيارة وتوقيتها، فهل يدل اللقاء على رغبة روسية في إتمام صفقة مع الغرب فيما يتعلق بالملف السوري؟
السياسية والأكاديمية السورية سميرة المبيض اعتبرت في حديث خاص لراديو روزنة أن اللقاء يبدو بروتوكولياً كإثبات موقع القوة الروسي باستدعاء الأسد إلى سوتشي؛ وخصيصاً بعد رفض الأسد المشاركة في اللجنة الدستورية التي انبثقت عن المؤتمر الذي عُقد سابقاً في نفس المكان (في كانون الثاني 2018).
وتابعت في حديثها لروزنة "من نقطة أخرى يأتي ذلك في إطار تجاذب قوى بين روسية و ايران على الأراضي السورية و الذي يعكس تثبيت الموقف الروسي من هذا الموقف، و أخيراً فقد استخدمت هذه الزيارة كتهنئة للأسد من قبل الرئيس الروسي في تأكيد لحالة الانتصار على ما سماه بالارهابيين في موقف استعراضي إعلاميا في هذا الاتجاه مع تجاهل كامل لملايين المهجرين قسرياً و الشهداء من الطرفين مما يجعل من اعلان أي انتصار موقفاً هزلياً ليس له أي معنى"
من جانبه يرى طه عبد الواحد الصحفي المتخصص بالشؤون الروسية أن استدعاء الأسد يراد منه نقل رسالة للقوى الأخرى المنخرطة في الأزمة السورية، وأول أهدافها تأتي حول النفوذ الذي تتمتع به موسكو في الملف السوري، وثانيا والأهم، بحسب عبد الواحد خلال حديثه لراديو روزنة فإن تنظيم موسكو مثل هذه اللقاءات وإطلاقها تصريحات عبر الإعلام؛ مرده لتؤكد على طبيعة الرسائل التي توجهها للأسد، وكأنها بهذا الشكل تريد القول "العالم كله شاهد على ما نتفق عليه معك" وهذا الأسلوب فيه نوع من الضغط على الأسد، وفق وصف عبد الواحد.
اقرأ أيضاً..ما هو الطلب الروسي الذي رفضه الأسد خلال زيارته إلى سوتشي؟
هذه رسائل بوتين بعد لقاءه الأسد
وتعتقد المبيض أن روسيا تبدو جادة بالتوجه نحو خروج الإيرانيين من الأراضي السورية، "يعزز هذا المعتقد؛ التململ في أوساط الداخل السوري من التواجد الإيراني، في مناطق تابعة لحكم الأسد، فيبدو أن نهاية المرحلة الحالية تسعى لضبط أي وجود عسكريي على الأراضي السورية ولا بد أن التواجد الإيراني، بمختلف تسميات الميليشيات التابعة له، يشكل جزء كبير من مظاهر التسلح العشوائي في البلاد".
وترى المبيض أن ذلك يتوافق مع المطالب الأميركية بهذا السياق ورغم اختلاف المصالح بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية على عدة محاور، لكن ضبط التوسع الإيراني في المنطقة، أمر يتوافق عليه البلدان، بحسب المبيض، وتنظر خلال حديثها لراديو روزنة أن بوتين وجّه عدة رسائل للأسد خلال لقاء يوم الخميس، وترد ذلك إلى أنه ناتج عن اتفاقات دولية بين الدول الكبرى، في حين لم تستبعد عودة قريبة الى جنيف في الفترة القادمة على أسس جديدة مهدت لها مؤتمرات سوتشي وأستانا، ومعادلة قوى جديدة سيعاد احتوائها في إطار الشرعية الدولية للوصول لحل سياسي ظاهرياً، قائم على موازين القوى العسكرية التي أُعيد توزيعها خلال المرحلة السابقة؛ بحسب توصيف السياسية السورية.
هل كان لقاء سوتشي الأخير لإيقاف الأسد عن اللف والدوران؟
ويشير الصحفي المتخصص في الشؤون الروسية طه عبد الواحد أن اللقاء جاء في هذا التوقيت نظرا لخطورة المرحلة، "في الشأن الداخلي السوري تشير المواقف من دمشق وطهران إلى نية النظام وإيران لفتح واحدة من معركتين إما في محافظة إدلب أو في الجنوب، وهي مناطق خفض تصعيد، تخشى روسيا من أن يؤدي نشوب مواجهات في اي منهما، إلى مواجهة بين قوات النظام وتركيا فيما يخص محافظة إدلب ومناطق شمال شرق وشمال غرب سوريا، ومع الأميركيين. ".
ويلفت عبد الواحد خلال حديثه لروزنة أن روسيا ليست مستعدة لتطور خطير سيخلط كل أوراقها وسيأخذ النزاع نحو مسارات أخرى يزداد فيها التورط الروسي الفعلي في أزمات إقليمية أوسع من سوريا، وذلك في حال شن النظام عملية عسكرية مع الإيرانيين ضد منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا فهذا يهدد بمواجهة مع الإسرائيليين والأميركيين، حسب اعتباره.
وبحسب رؤية عبد الواحد فإن الرسالة الأهم التي عاد بوتين ووجهها للأسد تتعلق بضرورة انخراطه فعليا في مفاوضات التسوية السورية والكف عن اللف والدوران، وتابع مضيفاً "ما يدفع بوتين لمثل هذا الموقف عوامل كثيرة كلها غاية في الأهمية منها على سبيل المثال أن عرقلة عملية التسوية بعد ربط مساري أستانا وسوتشي بمسار جنيف، سيشكل ضربة لمجمل الجهود الروسية، لاسيما مع توجه ماكرون بتوافق مع ترامب وميركل لطرح خطة لتنفيذ الحل السياسي".