حلقات | 25 05 2020
سقط رهان البيت الأبيض على تفاهم مع الكرملين. وباب الخيارات «الجديدة» التي يدرسها لرفع التحدي يكاد يكون مقفلاً. لا أحد يتوقع أن يعمد إلى استخدام القوة لا في حلب ولا في غيرها. ليس مستعداً للوقوف على شفير المواجهة مع موسكو. وهذه لم تتأخر بالرد على التهديدات الأميركية. حذرت من تغييرات «مزلزلة» في الشرق الأوسط إذا شنت الولايات المتحدة عدواناً مباشراً على دمشق والجيش السوري. والواقع أن هذه المواقف لا تعدو كونها قرقعة لا تبدل ولا تغير في الوضع القائم في سورية. تأخرت إدارة الرئيس باراك أوباما كثيراً. وفات أوان تلويحها باستخدام القوة. بدت عاجزة منذ اليوم الذي قرر فيه الرئيس فلاديمير بوتين ضرب وحدة أوكرانيا. أو أنها عزفت عن استـــخدام القوة. واكتفت باللجوء إلى سلاح العقوبات الذي لم يغن ولم يسمن. وتركت لفرنــسا وألمانيا التفاوض على التهدئة، وكان اتفاق مينسك. وفعلت الشيء عينه في الأزمة السورية. امتنعت عن أي تدخل ميداني فاعل. فالأميركيون، كما قال وزير الخارجية جون كيري، سئموا الحروب ولا يرغبون في إرسال أبنائهم للقتال في الخارج. وتذرع بغياب أي مسوغ قانوني دولي وداخلي لأي تدخل.
حتى المزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا لن يجدي ودونه عقبات. وبالتأكيد لن يتوقف الرئيس بوتين أمام تحذيرات وزير الخارجية البريطاني من أن بلاده قد «تصبح دولة منبوذة». الاتحاد الأوروبي قد لا يبدي حماسة كبيرة لتشديد العقوبات في وقت يدعو كثير من زعماء دوله إلى تخفيف تلك التي فرضت إثر أزمة أوكرانيا. ولا يرغب في مزيد من الاستفزاز لروسيا. وقد لا يخفي بعض هؤلاء القادة أن شهية بوتين المفتوحة على دول البلطيق وغيرها قد تتعزز إذا كان الغرب عموماً لا يملك ما يصد ويردع.
وتتابعون أيضاً: مسلخ حلب، والبابا والغضب الإلهي وواقعة حلب!