تقارير | 25 05 2020
جود حمادة، تكتب على صفحتها في فيسبوك:
ما أدري شلون فجأة نكتشف إنو مرت سنتين.. شلون الأيام تمشي بكل وقاحة وما تستنانا تا نرجع عل بيوتنا.. ما أفهم شلون ممكن الوقت يكون سريع لهالدرجة، مع إنو كل يوم يمر أثقل وأبشع من الي قبلو، ما أعرف شلون نقنع الناس إنو ما تعودنا, شلون نفهمهم انو إحنا مو حيسبين هذول السنتين من عمرنا لأنو عنجد مو حيسين بيها، شلون نشرحلهم ليش لسانا بعد سنتين نخربط ونقول "السنة الماضية بالدير..".
منين أبلش؟ ما أدري..
ما أدري اذا صار من قبل انو شعب كامل ضب غراض تكفيه اسبوع وطلع, ولحد الآن ما استوعب انو خلص الاسبوع.. ومارح يرجع، وما أدري اذا صار وانحكى عن بيت انتركت شبابيكو نص مفتوحة مشان ما يتكسر بلورها.. وصار بلا شبابيك.. عن غرفة كانت حيطانها مو مبينة من كثر الصور والاوراق والقصاقيص والذكريات.. وصارت بلا حيطان.
عن خزانة مليانة أسرار مغباية بين الهدوم..
عن أم توصي كل حدا تقدر توصيه "يخليلي عمرك ابنيي.. اذا قدرت توصل بيتنا ما أريد غير ألبوم الصور.. بجرار الفاترينا الفوقاني... ماعندي ولا صورة لجودي ورودي وجاد وهم زغار"، عن شجر برتقال قبال البيت.. لسا ريحتو بقلبي، عن حارة تعبتو وأنا أشوفلها صور ما تشبهها، صور بأسهم ودوائر وإشارات.. "هون البرج ولغادي جيراي وهاذ الحايط يمكن لبيتكم".
عن نهر نترجى الهوا يجيبلنا ريحتو، عن نهر مخنوق قطعو عنو ميتو.. عن جسر كسر قلوبنا، وظل بيها معلق، عن مدينة خذلوها ولادها الي شربتهم فراتها، عن مدينة بجت وما حدا شاف دمعها، عن مدينة صاحت وماحدا سمع صوتها:
"ول وينكم..
ول شلون قلوبكم طاوعتكم، شلون تتركوني للغرايب، تعالو تفرجو شوارعكم وحاراتكم، تعالو شوفو بيوتكم وجسركم، تعالو شوفو ما ظل بشر.. بس قبور قبور وكوام حجر، تلال بيوت.. وسوالف منسية، تعالو ارجعو.. تعالو نبجي سوا، بلجي نرتاح.. ترا ماظل شي يسوى التعب.. تعالو نصيح يويللللي... تعالو نشق الثوب عل وليداتنا الي راحو.. ول تعالو عنّو..
ول وينكم.. اشو الهامات محنية... اشو انكسرت العيون الكوية".
رابط صفحة جود على فيسبوك، اضغط (هنا)