حلقات | 25 05 2020
من المؤكد أن يكون بشار الأسد في طليعة السعداء بتصريحات دونالد ترامب أمام مؤيديه في ولاية نورث كارولينا الثلثاء الماضي، فترامب كرر بوضوح الثناء على صدام حسين لتعامله مع «الإرهابيين» على نحو يفتقر إلى أدنى اعتبار قانوني أو أخلاقي. ومعلوم أنه صرح في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أنه لو بقي صدام والقذافي لكان العالم أكثر استقراراً، على رغم تأييده سابقاً قرار إدارة جورج بوش إسقاط صدام.
سيكون خطأ كبيراً التوقف عند وصف تصريحات ترامب المتكررة بأنها غير متزنة، على النحو الذي تتنصل فيه الطبقة السياسية التقليدية بفرعيها الجمهوري والديموقراطي من أقواله. فالرجل يعبّر عن مزاج منتشر، يتقاسمه يمين متطرف ويسار يصعب تصنيفه أحياناً بسبب تهافت خطابه عالمياً. ومن جهة أخرى قد تكون أهم، يستأنف ترامب سياسة أوباما نفسه مع كمّ فاقع من الرعونة اللفظية، إذ لا يخفى انحياز أوباما إلى بقاء أنظمة الاستبداد تحت ذريعة عدم الذهاب إلى الفوضى العراقية، ولا يخفى على أوباما وعلى عموم أبناء المنطقة أن الحفاظ على المؤسسات كلمة سر تتضمن أولاً الحفاظ على البنية الأمنية للنظام القديم، في ما إذا اقتضى «الحياء» الديبلوماسي استبدال مستبد بآخر.
وتتابعون: المعارضة السورية تدفع ثمن تأخرها في فتح طريق الراموسة: شبح حصار حلب في الأفق، لم يأتِ من الفراغ.