حلقات | 25 05 2020
كتب ربيع جميل في العربي الجديد لا يختلف اثنان على ضخامة الاستهداف الذي تعرّض له حزب الله، عبر اغتيال المسؤول الأبرز عن جهازه العسكري والأمني والملاحق دولياً، مصطفى بدر الدين، إلا أنه لا بد من الإشارة إلى أن كيفية تعاطي الحزب مع مفاعيل هذا الاغتيال، وتحليل خياراته في الرد، توازي، من حيث الأهمية، ضخامة مصابه هذا.
يتابع جميل:"ان الحزب خسر مروحةً واسعةً من الصداقات التي شكلت أكبر مظلة حماية دولية وإقليمية تم تقديمها لقوّة مقاومة في التاريخ الحديث فيما هو اليوم لديه أكبر شبكة أعداء وخصوم إقليمية ودولية".
كما يؤكد جميل أن فائض القوّة والكارزماتية الذكورية التي ضخّت في لاوعي جمهوره أنست حزب الله أن السلاح، أي سلاح، مهما عظم شأنه، وعلت قدرته التدميرية، فإن ميزان القوى الدولي قادر على كسره، وأن قوّة الردع الأولى والأخيرة تكمن في مدى التراص الوطني والشعبي مع الخيارات السياسية والميدانية التي يعتمدونها.
يبين أيضاً الكاتب ان التعليق الأولي على خبر الاغتيال يشي بارتباك وتأزمٍ كثيرين، إنْ من ناحية تفسير الفعل، وإنْ من ناحية الرد عليه. فكيف سيتفهم جمهور المقاومة المُتخم بالوعود بالانتصارات وأساطير التفوّق الأخلاقي والميداني تساقط أبرز قياداته، واحداً تلو الآخر في دمشق، الخاصرة الرخوة للحزب
و في حال اتهم الحزب خصومه الإقليميين بالمسؤولية، فهذا يعني اعترافه الضمني بأنه يواجه خصماً متمكناً متراصّاً، فيما اتهامه أطرافاً سورية داخلية بالمسؤولية، فهذا يعني فقدانه، ومن خلفه إيران، وما بينهما من بقايا النظام السوري، أي تفوق عسكري في الميدان السوري.
ختاماً، ينهي الكاتب ومع إعلان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التوقف عن جلساتها إلى حين التثبت من الحمض النووي الخاص ببدر الدين، يبقى رفيق الحريري الخاسر الأكبر والمستهدف الأول من هذا الاغتيال، إذ قد يطوي عملياً صفحة المحكمة الدولية، بغض النظر عن الموقف منها أو من ملاحقتها بدر الدين.
وفي صحف اليوم أيضاً: كتب راجح خوري في النهار "بوتين ومصالح إسرائيل في سوريا"، وكتب معتز حيسو في السفير "تصعيد الحرب السورية".