تقارير | 25 05 2020
عمر دياب يكتب على صفحته في فيسبوك:
ليس مهماً أن تسعى لإنقاذ المريض، عليك فقط ألا تساهم في قتله، أو أن عليك أن تحاول حتى النهاية، البشر يموتون في النهاية، لا يختلف الأمر كثيراً، إن حصل ذلك في مشفى أو حظيرة.
إما أن تقتل المريض أو تحييه، أسوأ ما يفعله الطبيب أن يترك المريض جريحاً للأبد.
أميل أحياناً إلى أولئك الذين ينسحبون، الذين يفقدون صبرهم بسرعة، الذين لا يرديون أن يكونوا صيادين، الذين لا يقبلون حياة عادية مثل قطعة قماش تهترئ، أميل إلى أولئك القادرين على الإعتراف بالتعب، بالضجر، بالسأم، باليأس، الذين يرفضون المحاولة الأخيرة.
الذين يملكون قرار الرحيل، حتى لو أكلهم الندم في الصباح.
غالباً من يهاجرون، لا تقلقهم أحوال السماء، لقد بدأوا الإبحار قبل ذلك، ليس سهلاً أن نقنع أنفسنا أننا نسينا، لكننا نرغم أنفسنا على الإعتياد.
تبدو حياة الأحجار جميلة، ولكنهم يتفتتون أيضاً، وليس ضرورياً أن تكون أركيولوجياً كي تكتشف ذلك.
الغرباء ينامون وأجسامهم منطوية على ذاتها، أجنة متكورة تبحث عن أثداء مفعمة بكل نقصانهم، وليس ضرورياً أن تسافر لكي تصبح غريباً.
هناك أشياء لا نستطيع تفسيرها، سنتعب من استجداء الخيال لأجلها، ما لا تعرفه لن يؤذيك، وجع الحقيقة.
الأشجار التي تنبت في الصحراء وحيدة، لا تعرف طعم الخذلان، هي موجودةٌ وكفى.
عليك أن تفكر مرة واحدة أن تكون الآخر، أن لا تكون ذاتك، تقمص شيئاً يعجبك، دعه يمضي بك حتى النهاية، أو قبلها بقليل، مزّق كل لغاتك واستخدم صراخك الأخير قبل الهاوية.
كل مكانٍ لا يمكنك مغادرته سجن.
رابط صفحة عمر على فيسبوك، اضغط (هنا)