تقارير | 25 05 2020

لا يستطيع أبو أمجد، الخروج من مخيم سليمان شاه التركي، لقضاء أي حاجة، إلا بموافقة المختار التركي الذي يفرض سلطته، على اللاجئين السوريين بالمكان.
اقرأ أيضاً: العثور على جثة يافع في مخيم سليمان شاه التركي
"لا دخول ولا خروج من المخيم إلا بهوية، ولا إجازات إلا بموافقة ومزاجية المختار"، يقول أبو أمجد، لاجئ سوري في المخيم. صعوبة كبيرة يواجهها الرجل وباقي القاطنين بالمكان، لو أرادوا الذهاب إلى خارجه، فالأمر بحاجة لموافقة المختار.
مخيم سليمان شاه، أحد أكبر مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا، يضم من 30 إلى 50 ألف لاجئ سوري، ويقسم لعشرة أحياء، وكل حي فيه حوالي 450 خيمة.
يقول أبو أمجد: "موضوع الإجازات كله تعب بتعب، أنا رجل كبير في السن وعلي اجتياز مسافة طويلة، فقط للوصول إلى مكان المختار، وتقديم طلب للإجازة، حتى إن أردت زيارة الطبيب بالخارج".
المختار يسيطر
اقرأ أيضاً: تعرف على مخيم سليمان شاه.. للاجئين السوريين
يحتاج سكان مخيمات اللجوء في تركيا، إلى موافقة المختار للتجول خارج المخيمات، في حال احتاجوا للتبضع، أو التسوق، وما شابه، ولايقتصر الأمر على ذلك، فحتى العاملين منهم خارج المخيم، لا يذهبون إلى أماكن عملهم إلا بإجازة موقعة من المختار، وتصل مدتها حتى الأسبوع الواحد فقط، أما في حال تجاوزهم تلك المدة، فيتم اعتبارهم مسفّرين، ولا يحق لهم دخول المخيم إلا بعد عمل إجراء "فك التسفير" حسب البعض منهم.
في مخيم سليمان شاه، مختار تركي لكل حي، توظّفه الحكومة التركية ليكون مسؤولاً عن المكان، يساعده أربعة سوريين لا يملكون أي صلاحيات، بحسب البعض من أهالي المخيم.
أم ليث، إحدى نساء المخيم، تؤكد أن المختار صار يتحكم بإجازات اللاجئين حسب مزاجه، وخصوصاً في ظل غياب قانون محدد يمنع طلب الإجازات، وأن بعض أهالي المخيم بتعرضون للإطالة بأجراء معاملاتهم، مقابل الحصول على إجازة، وقليلون هم من يحالفهم الحظ في تحصيلها آخر الأمر بحسب تعبيرها.
لا استثناءات للحالات الخاصة
إحدى السوريات اللاجئات في المخيم، بقيت حبيسة المكان مدة ثلاثة أعوام، وحين قررت الفتاة زيارة طبيب الأسنان لأسباب ضرورية، جاء رد المختار بالرفض على إجازتها، لأن زوجها متوفي، ولا تستطيع الحصول على إجازة لوحدها.
وبكاء عمر إبن التسعة أعوام، لم يغير رأي المختار في منحه إجازة لمجرد الذهاب إلى حديقة الألعاب خارج المخيم، فحرم الصغير من أبسط حقوقه.
"وعدني بابا نروح نلعب بحديقة الألعاب، بس المختار رفض الإجازة، صرت أبكي في صالة المختار، بس ما اهتملي أبداً" يقول عمر بحرقة.
واقعٌ جديد يفرض على أبو أمجد وأم ليث، وغيرهم من اللاجئين السوريين، الذين تركوا بلدهم خوفاً من الموت والحصار، ليواجهوا أنواعاً جديدة من المصاعب، وشكلاً آخر من الحصار!.