حلقات | 25 05 2020
كتب فاروق يوسف في العرب اللندنية: "إن البيان الختامي لمؤتمر فيينا الخاص بالأزمة السورية نص على أن إطلاق عملية سياسية يسبقها وقف لإطلاق النار".
و يسأل يوسف: "إذا ما كان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد استثنى جبهة النصرة وتنظيم داعش من ذلك، باعتبارهما تنظيمين إرهابيين، فهل يعني ذلك أن المئات من الجماعات المسلحة التي تقاتل على الأرض ستكون جزءا من العملية السياسية؟
و برأي الكاتب: "إن المسافة العقائدية التي تفصل بين تلك الجماعات وجبهة النصرة على سبيل المثال ليست كبيرة، بل إن بعضا من تلك الجماعات ما هو إلا جناح منشق من جبهة النصرة أو من داعش. المعطيات على الأرض تقول إن فصل الإرهابي عن غير الإرهابي في الحرب السورية لن يكون عملية مجدية. فبعد أن تم تذويب الجيش السوري الحر من خلال قطع الإمداد عنه وحرمان مقاتليه من التمويل وإجبارهم على بيع أسلحتهم والانضمام إلى التنظيمات الإسلاموية المتشددة، وفي مقدمتها تنظيم داعش وجبهة النصرة، فإن الأمل في العثور على مقاتلين وطنيين سيبدو ضئيلاًً.
يضيف الكاتب: "إن وجود تلك الجماعات صار أمرا مفروغا منه، وهو ما يضفي على المسألة السورية تعقيدا مضافا. ذلك لأن اندماجها في حياة ما بعد الحرب مشكوك فيه ولا يدعو إلى الاطمئنان، كما أن خروجها من سوريا غير مسموح به دوليا.
فمَن ذهب إلى سوريا مقاتلا لن يُسمح له بالعودة منها إلى مكان إقامته الأصلي، فرنسيا كان أم تونسيا. الأمر سواء. وهو ما سيدفع بالمقاتلين إلى التصلب في الدفاع عن حقوق افترضوا أنها صارت جزءا من بداهات وجودهم على الأرض السورية.
ينهي يوسف ان على عَرَّابي فيينا أن يواجهوا حقيقة أن الخروج من المأزق في سوريا سيكون أكثر من صنع ذلك المأزق. فمَن أدخل الجماعات المسلحة إلى الأراضي السورية لن يكون مستعداً لتبني عملية إخراجها، كما أن تلاشي دور المعارضة السياسية من جهة قوتها الفعلية على الأرض قد أدى إلى غياب الجهة التي يؤمل أن تكون طرفا في حوار سياسي يكون النظام طرفه الآخر.
وفي جولة الصحافة لليوم أيضاً: كتب أكرم البني "عن تحوّلات الطبقة الوسطى في سوريا" بصحيفة الحياة، وكتب عبد الرحمن الراشد "التدخل الذي سيضطر له العالم" في الشرق الأوسط.