تقارير | 25 05 2020
قامت روزنة باستطلاع آراء بعض الصحفيين والمحللين، بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس، مساء أمس الجمعة، وراح ضحيتها 128 قتيلاً ونحو 200 جريح، وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على إثرها حالة الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، في حين تبنى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الهجمات.
الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، رأى في اتصال هاتفي مع روزنة، أن "هناك تحول في سلوك تنظيم داعش، منذ التدخل الروسي، فلم يعد يكتفي بعملياته داخل أماكن سيطرته، بل تعدى ذلك لعمليات انتقامية منها الطائرة الروسية والضاحية الجنوبية والآن باريس".
ورداً على سؤال، حول خصوصية باريس بالهجمات، قال هنية في حديثه لروزنة: "لدى داعش قدرات لوجستية في فرنسا فهي صاحبة أكبر عدد من مواطنيها الذين ينتمون لداعش". مضيفاً "لا توجد دولة مهما كانت عظمى، محصنة ضد هجمات من هذا النوع، لا ننسى أنها رغم إجراءات أمنية مشددة، ومن الواضح أنه تم التخطيط لها في سوريا والعراق، وبالتالي نتوقع أن لديهم المزيد من الخطط لضرب الأمن الأوروبي".
وأشار هنية، إلى أن "التنظيم يراهن ويدفع باتجاه تدخل بري، هو يريد ذلك، ولكن أعتقد بوجود فرصة في فيينا من خلال إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، لأن الحديث عن بقاء الأسد في السلطة، سيشجع ويغذي التطرف في المنطقة لذا لا بد من علاج الأسباب العميقة".
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس، خطار أبو دياب، لروزنة: "باريس بعد الثالث عشر من هذا الشهر لن تكون كما كانت قبله. ومنذ نهاية الصيف الماضي اعتقدت فرنسا ان استراتيجيتها هي الحرب على داعش، وأعتقد أنها ستستمر في قصفها مواقع التنظيم".
وأضاف الخبير في شؤون الشرق الأوسط، "ولكن سياسياً هل ستغير فرنسا موقفها اتجاه النظام السوري؟ على العكس سيكون هناك تشديد على الحل السياسي، كل القوى تراجعت عن رحيل الأسد سريعاً وهنا كان الجدل في فيينا هذه المسألة ستلقي بظلها على الموقف الفرنسي".
وتابع: "النواب من حزب اليمين الذين زاروا الأسد، سيطلقون العنان لحملة جديدة، من أجل تغيير الأولويات الفرنسية، وإعادة بناء صلة مع النظام السوري، ولو من الناحية الأمنية فهل سينجحون؟! نحن سنراقب".
وأوضح أبو دياب، أن "الموقف الفرنسي كان يعتبر براميل الأسد ووجوده هي من غذت داعش، وتعتبره المسؤول عن إطلاق القيادات الداعشية"، لافتاً أن "هذه القناعة الفرنسية بوجوب المواجهة مع داعش لا تلتقي مع الجلوس مع الأسد ولكنها لا تعتبر الحفاظ على النظام وإيجاد بديل من داخله مشكلة، وأعتقد أنها في النهاية ستقبل ببقاء الأسد في مرحلة زمنية محددة".
من جانبه، قال الصحفي السوري، علي عيد، في حديثه لروزنة، إن فرنسا اتخذت موقفاً حاسماً اتجاه جرائم النظام السوري أولاً، وموقفاً واضحاً لاحقاً في رفض إرهاب تنظيم "داعش"، وهذا الموقف الفرنسي الصارم كان له تأثيراته الواضحة على الأوضاع السورية.
وتابع عيد، قائلاً: "وبالتالي هناك نقطتان يجب أن ينظر إليهما، الأولى سعي فرنسا لإزاحة النظام والعلاقة العقدية لتنظيم داعش ومريديه. أعتقد أنه سيكون هناك تعاطي جديد في الشأن الخارجي لباريس، باعتباره هو ما تسبب بما حصل في الداخل الفرنسي، ولكن لا أعتقد أنها ستتخلى عما بدأت فيه بدعم المعارضة المعتدلة".
من جهة أخرى، اعتبر الصحفي السوري صخر إدريس، أن "الإرهاب الذي ضرب فرنسا، مرتبط بشكل عميق بتصريحات سابقة للنظام، أحمد حسون توعد أوروبا بعمليات استشهادية، وقال أنه ليس بالضرورة أن يكونوا عرباً ومسلمين وكان جاداً بطرحه يومها تبعها تصريحات لوليد المعلم وبشار الأسد بأن أوروبا ستدفع ثمن تسليح السوريين".
وأردف إدريس، بالقول: "أعتقد أنه تبين بأن النظام السوري له علاقات بالجماعات الإرهابية التي تنفذ هذا النوع من العمليات الإرهابية".
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)