تقارير | 25 05 2020
داخل "دار الاستشفاء" قصص كثيرة، منها قصّة "فاطمة حج حسين" المسؤولة عن الموظفين في المشفى، تلك السيّدة التي كانت في يوم من الأيام مديرة مجمّع تجاري في اللاذقية، وهي اليوم تقوم برعاية المرضى وتهتم بأمور الموظفين.
" ابتسامة مريض وكلمة شكر منه تزوّدني بالقوّة وتساعدني على الاستمرار في عملي"، بهذه الكلمات عبّرت "فاطمة" عن علاقتها القوية مع المرضى ومع هذا العمل، الذي انخرطت فيه منذ بداية الثورة.
وضعت "فاطمة" في غرفتها بالمشفى كلّ ما يذكرها بأفراد عائلتها من صور وقطع تذكارية مختلفة، ففي هذه الغرفة البسيطة التي تضمّ سريراً حديدياً وخزانة صغيرة تقضي معظم أيامها، واصلة الليل بالنهار، لتكون على أهبة الاستعداد لاستقبال أي مريض أو مصاب وتلبية كافة احتياجاته.
تضمّ هذه المستشفى 36 غرفة وداخل كلّ غرفة مريضين، ولكنّ المشكلة تكمن، كما تقول "فاطمة"، بالنقص الكبير في الكادر الطبي من ذوي الاختصاصات.
تفجيرات الريحانية..
تفجيرات الريحانية التي أودت بحياة قرابة المئة تركي، انعكست سلبا على السوريين القاطنين فيها، وحتى على المستشفى. وحول ذلك قالت فاطمة:
"أحاطت القوات التركية بالمستشفى ومنعتنا من الخروج أو حتى استقبال أي مريض أو جريح بعد التفجير ولمدة 12 يوماً، خوفاً علينا، حيث خرج الأتراك بمظاهرات وتهجموا على السوريين وكسروا سياراتهم ووجهوا أصابع الاتهام لهم حول هذه التفجيرات".
خرج ليسعف واليوم هو بحاجة لمن يسعفه!
هو صيدلاني ومسعف ميداني تعرّض لإطلاق ناري خلال مزاولته عمله في منطقة اشتباك قرب مدينة إدلب وأصابت هذه الرصاصة ظهره، وتمّ نقله مباشرة إلى مشفى حدودي في باب الهوى، وانتهى به الأمر في دار الاستشفاء هذه وحالياً يقوم الأخصائيون الفيزيائيون بمعالجته على أمل أن يتحسّن بأسرع وقت ممكن ويعود للعمل الميداني.
انتقد المسعف، الذي رفض ذكر اسمه، الخدمات في المشفى وخاصّة الطعام الذي يتمّ تقديمه والذي لا يلائم المرضى الذين يحتاجون إلى عناية خاصة من هذه الناحية، والأمر الأهم الذي أشار إليه، هو عدم وجود أخصائيين للاعتناء بالحالات الصعبة التي تأتي إلى دار الاستشفاء في الريحانية.