تقارير | 25 05 2020
قالت الفنانة السورية يارا صبري، في لقاء خاص ببرنامج روزنامة روزنة، أن غيابها الذي استمر لأربع سنوات عن الساحة الفنية ووسائل الإعلام، كان بسبب ما يجري في سوريا، فهو "أكبر من أن يتم التعبير عنه بكلمة أو تصريح".
وأوضحت صبري، أنه خلال الفترة الأولى من الثورة السورية، لم تكن لديها القدرة على العمل، وبعد مرور عام أو عامين، وجدت أن الأعمال التي عرضت عليها غير مناسبة لها، لأنها كانت تفضل العودة بأعمال تمس الناس والواقع السوري الحالي، ولو بجزء صغير.
وتعتقد يارا صبري، أن ظهورها في مقابلات إعلامية، "لا يقدم ولا يؤخر"، ذلك أن الشخص يستطيع تقديم يد المساعدة دون الظهور على الإعلام.
وأشارت صبري، إلى أنها لا تعتبر نفسها سياسية وإنما ممثلة، وهي لم تقم بأعمال خلال السنوات الماضية، لتظهر وتتكلم عنها عبر وسائل الإعلام.
"بسمة صباح" محاولة للتذكير ببداية الثورة
اعتبرت الفنانة صبري، أن المسلسل الإذاعي "بسمة صباح" الذي تقوم ببطولته مع مجموعة من الفنانين السوريين، ويبث على هوا راديو روزنة، هو مشروع فني فكري ثقافي، لا سيما أن إذاعة روزنة التي تنتج العمل وتبثه، موجهة بطريقة تنسابها، على حد تعبيرها، مشيرةً إلى أن فكرة المسلسل، جعلتها تقرر العودة إلى التمثيل من جديد.
وأوضحت أن أحداث مسلسل "بسمة صباح" تبدأ منذ اندلاع الثورة السورية، لأن البداية لم يعد أحد يذكرها، أو يتحدث عنها مع مرور الزمن، مشيرةً إلى أن الأحداث التي يركز عليها المسلسل، لا يعرفها الجميع، فالكثير من الناس لا يعرفون ماذا حصل في سوريا عام 2011.
وأكدت أن العمل هو محاولة لتسليط الضوء على ما جرى بتلك الفترة، وعلى الأسباب التي جعلت الثورة تصل إلى ما وصلت إليه في الوقت الحالي.
وأشارت الممثلة السورية، إلى أن الممثلين في "بسمة صباح"، يعيشون في بلدان مختلفة، وكل شخص سجل صوته من مكان إقامته، ليتم تجيمع الأصوات في استديوهات روزنة، قائلةً "إنها المرة الأولى التي أعمل بها بهذه الطريقة".
وعبرت عن أملها، أن يكون المسلسل مسموعاً في الداخل السوري، لأن السوريين في الداخل هم من تهتم بهم أكثر من غيرهم، وتمنت أن يكون الجميع راضٍ عن العمل، حتى لو لم يسمعوا فيه كل شيء يريدونه، لأنه من الصعب التحدث عن كل شيء في عمل درامي واحد.
"هناك فرق كبير بين المؤيد والشبيح"
وعن اختلاف الآراء السياسية بين الفنانين السوريين، وإمكانية اشتراكهم في عمل واحد، قالت يارا "من الطبيعي أن يكون هناك خلاف، ولكن في النهاية، الجميع سوف يعود إلى سوريا، وسنعيش مع بعضنا إن وافقنا أو لم نوافق، وذلك بغض النظر عن نظرتي لهم".
وأضافت: "أنا إلى الآن، لدي أصدقاء مؤيدون للنظام السوري، ولكن يوجد فرق كبير بين المؤيد والشبيح، أما بالنسبة للفنانين الشبيحة، فلا يمكن أن أقف معهم أمام كاميرا واحدة، حتى لا يمكن أن أسلم عليهم، لأن أيديهم ملوثة بالدم، مثلهم مثل أي شخص قتل في سوريا".
وأشارت إلى أن الإختلاف في الآراء يبقى حالة صحية، ولكن يجب أن نجد نقطة التقاء بين بعضنا، "كرمى لسوريا... كي لاتتدمر أكثر"، لكنها أكدت أنها "غير قادرة على التعامل مع الشبيحة من كلا الطرفين".
وبالنسبة لنشرها أسماء المعتقلين على صفحتها الشخصية في فيسبوك، كشفت عن أنها لا تنشر معلومة عن أي معتقل، إلا بعد التواصل مع أهله، مؤكدةً أن هذا أهم شرط لديها، لأن النشر عن المعتقلين مسؤولية كبيرة، ويجب أن تكون واثقة من المعلومات قبل النشر.
وأوضحت صبري أنها لا تملك سوى صفحة واحدة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تديرها بنفسها ولا يوجد أحد يديرها معها.
وأشارت إلى أنها عندما بدأت بتوثيق أسماء المعتقلين على صفحتها، لم يكن لديها خطة أو آلية للعمل، وأن الدافع الوحيد لديها كان شعور إنساني، بضرورة الوقوف مع المعتقلين وذويهم، مشيرةً إلى أن صفحتها أصبحت فجأة، صفحة من أجل المطالبة بالمعتقلين".
وأضافت "لدي شعور بأن الجميع يجب أن يعرف اسماء المفرج عنهم، كي يشاركوهم الفرحة، ولكي نعطي الأمل لأهالي المعتقلين بخروج أبنائهم".
يذكر أن يارا صبري، تشارك أيضاً في واحدة من حكايا المسلسل التلفزيوني "وجوه وأماكن"،مع الفنان جمال سليمان، عبد الحكيم قطيفان وسوسن أرشيد ومجموعة من الفنانين السوريين، وهو من إخراج هيثم حقي، ومن المقرر عرضه في شهر رمضان القادم.