تقارير وتحقيقات | 12 06 2025

نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي ليل أمس الأربعاء، عملية توغل ليلية في بلدة بيت جن بريف دمشق، اختطفت خلالها أشخاصاً ادعت أنهم ينتمون إلى حركة حماس، دون أي تعليق رسمي من الحكومة السورية الانتقالية حتى ساعة نشر المادة.
وبعد سلسلة من التوغلات والاقتحامات في محافظتي القنيطرة ودرعا، تأتي عملية الأمس الأولى من نوعها ضمن الحدود الإدارية لمحافظة ريف دمشق جنوبي العاصمة.
وتقع بلدة بيت جن ومزرعة بيت جن التابعتين لمنطقة قطنا، عند تخوم الحدود الإدارية لمحافظة القنيطرة وعند خط برافو الفاصل شرقي المنطقة العازلة بموجب اتفاق 1974 لفض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل.
ما رواية جيش الاحتلال؟
قال جيش الاحتلال عبر موقعه الإلكتروني، إن قوات لواء "الإسكندروني" (3) نفذت خلال الليل عملية "اعتقال" عناصر زعمت أنهم من حركة حماس، عقب معلومات استخباراتية جمعت في الأسابيع الأخيرة، متهمة "المعتقلين" بمحاولتهم تنفيذ "مؤامرات إرهابية" ضد الإسرائيليين وقواتها في سوريا.
وأشار جيش الاحتلال أن "المعتقلين" نقلوا إلى إسرائيل "لمزيد من التحقيق من قبل الوحدة 504، كما عثرت القوات على أسلحة في المنطقة وصادرتها، من بينها أسلحة وخرطوش وذخائر".
وبث جيش الاحتلال الإسرائيلي مقطعاً مصوراً يوثق عملية التوغل الليلية في بيت جن، أظهر عدداً من الآليات العسكرية وجنود ترافق بعضهم الكلاب ينتقلون بين أراض زراعية، إضافة لظهور جنديين بمعدات ليليلة يدخلون ما يبدو أنه منزلاً، مشياً دون أي انطباع لعملية مداهمة أو احترازات عسكرية.
لا تعليق رسمي سوري!
قالت "الإخبارية السورية" عبر حسابها في فايسبوك، إن شاباً قتل برصاص "دورية للاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها بيت جن بريف دمشق الغربي"، كما أشارت نقلاً عن مراسلها إلى "اعتقال" سبعة أشخاص خلال الاقتحام.
ولم تنشر وزارة الدفاع أو الخارجية السورية بياناً حول عملية التوغل في بيت جن حتى ساعة نشر المادة، كما لم يرد تفاصيل أو إشارة لها في وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
وسبق أن قصف جيش الاحتلال بغارة منطقة بيت جن قبل أيام، زعم أيضاً صباح الأحد الماضي أنه استهدف عنصراً من حركة حماس.
ويأتي التوغل للمرة الأولى إلى بلدة بيت جن، في ظل عمليات تتواصل توغل إسرائيلية متكررة في محافظة القنيطرة وصولاً إلى مناطق تتبع إدارياً لمحافظة درعا، منذ سقوط النظام السابق، أسفرت آخرها حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن اعتقال عامل في قرية القحطانية.
وقال المرصد اليوم، إن دورية إسرائيلية اقتحمت قرية القحطانية وانتشرت بين الأحياء السكنية، مطلقة نداءات عبر مكبرات الصوت تدعو الأهالي لالتزام منازلهم، بينما أفرجت عن العامل المختطف بعد تعرضه لـ"تعامل عنيف" أدى لكدمات في الظهر.
توغل وتفاوض
وتأتي عملية التوغل بعد يوم من كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من الولايات المتحدة لبدء مفاوضات مع الإدارة السورية الجديدة بوساطة أمريكية.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ"أكسيوس" إن "هدف نتنياهو هو محاولة التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات، بدءا باتفاقية أمنية محدثة تستند إلى اتفاقية فك الارتباط بين القوات لعام 1974، مع بعض التعديلات، وانتهاء باتفاقية سلام بين البلدين".
ونقل الموقع عن المسؤول إن المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك أبلغ الإسرائيليين إن رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع "منفتح على مناقشة اتفاقيات جديدة مع إسرائيل".
وسبق أن كشف "الشرع" قبل أسابيع من العاصمة الفرنسية باريس، عن إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء "لتهدئة الأوضاع ومحاولة امتصاص، لعدم وصول الأمر لحد يفقد السيطرة عليه كلا الطرفين"، واصفاً إن التدخلات الإسرائيلية العشوائية كثرت ودمشق ملتزمة باتفاق 1974.