تقارير وتحقيقات | 10 06 2025

أثار المؤتمر الصحفي الذي عقده عضو "لجنة السلم الأهلي" في سوريا حسن صوفان، اليوم الثلاثاء، جدلاً واسعاً وموجة انتقادات لاذعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً في الوقت ذاته أن القيادي السابق في "قوات الدفاع الوطني" فادي صقر، لعب دوراً إيجابياً في مسار السلم الأهلي.
وقال حسن صوفان في رد على سؤال حول الدور الذي يلعبه فادي صقر المتهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات في حي التضامن خلال السنوات الماضية، إن "القيادة" أعطته الأمان بدلاً من "توقيفه"، بناء على ما وصفه "تقدير المشهد، من الممكن في ذلك الوقت أن يكون سبباً في حقن الدماء".
وأضاف: "بغض النظر عن ثبوت ارتكاب الانتهاكات من عدمه (...) قام بدور إيجابي (فادي صقر) والقيادة مطلعة على ذلك وأُغلقت أبواب فتن كبيرة كانت ستكلف المواطنين من كل المكونات كلفاً باهظة".
واعتبر "صوفان" أن "لجنة السلم الأهلي" ملتزمة بالتعاون مع "أي جهة تنطبق عليها مواصفات محددة مدروسة بعناية لدى القيادة، ليست متوفرة في كل شخص"، مشيراً إلى أن "شخصيات مثل فادي صقر لهم دور في تفكيك العقد وحل المشكلات ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها البلاد".
وتابع حول حضور فادي صقر في مسار التسويات الأمنية وعمليات الإفراج عن سجناء بعد سقوط النظام السابق، الذي أثير مراراً خلال المؤتمر الصحفي: "نحن نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا في مرحلة السلم الأهلي مضطرون لاتخاذ قرارات لتأمين استقرار نسبي للمرحلة المقبلة".
اقرأ أيضاً: التحريض الطائفي في سوريا وسبل التصدي له.. هل ينجح السوريون؟
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: "ضباط من جيش ومخابرات النظام البائد تعاونوا معنا وسلمونا القطع العسكرية وأفرع الأمن ما سهل وصول قوات ردع العدوان إلى المناطق السورية لتحريرها"، حسب ما نقلت صفحة قناة "الإخبارية" في فايسبوك.
وأضاف: "بعض الأسماء التي يسلط عليها الضوء اليوم وحولها الكثير من إشارات التعجب والاستفهام ساعدت خلال معركة ردع العدوان على تحييد الكثير من القطع العسكرية التابعة للنظام البائد وهذا ما عجّل النصر وتحرير سوريا".
انتقادات لاذعة
وجه صحافيون وسوريون عبر مواقع التواصل، انتقادات لاذعة للمؤتمر الصحفي الذي امتد لفترة طويلة وصلت إلى نحو ساعتين.
ورأى الصحفي خالد الإدلبي عبر فايسبوك أن ما حصل هو "أسوء مؤتمر صحفي على الإطلاق"، معتبراً أن "صوفان" لم يكن مستعداً للأسئلة ولا يملك إجابات واضحة ما أعطى "أسوء أداء في مؤتمر منذ التحرير ولحد الآن".
أيضاً، قال الصحفي وليد النوفل إن المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم "هو الأسوء" منذ سقوط النظام، واصفاً ما جرى بـ"المستفز"، كما رأى من وجهة نظره أن "التنظيم كان سيء، ويبدو أنه الباب كان مفتوح للصحفيين وغير الصحفيين، وهاد كان سبب لمداخلات خارجة عن الموضوع".
وانتقدت غالية التركي أداء عضو اللجنة حسن صوفان وحضوره في المؤتمر، خاتمة منشور لها في فايسبوك: "يا وجع قلب المعتقلين السابقين وأهالي المفقودين والشهداء ع هالمصايب يلي عم تصير".
من جانبه، قال الحقوقي السوري المعتصم الكيلاني إن المؤتمر الصحفي "مخيب للآمال" باعتباره "ينسف تماماً كل مفاهيم العدالة الانتقالية وكل ماهو مرتبط بالسلم الأهلي"، مضيفاً: "من يصدر العفو العام هو الضحايا و ذوي الضحايا .. و هم فقط الوحيدين الذي يحق لهم المسامحة".
وتابع في منشور بحسابه بفايسبوك: "الحق الشخصي غير مسموح لاحد على الإطلاق مصادرته، صاحب الحق في تقدير الموقف حول المشتبه بارتكابهم جرائم حرب و جريمة ضد الانسانية هو " القانون " و ليس "الشريعة او الحاكم".
وطالت انتقادات واسعة أداء لجنة السلم الأهلي عقب أحداث الساحل أو جرمانا وأشرفية صحنايا، في ظل ما يصفه منتقدون بـ"غياب الشفافية والعمل الجدي على الأرض"، إضافة لموجة غضب أثارها وجود أشخاص كفادي صقر في المسار.
وكان حسن صوفان القائد العام لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية"، وعين في لجنة السلم الأهلي المشكلة وفق قرار لرئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع في التاسع من آذار الماضي، ضمت أيضاً أنس عيروط وخالد الأحمد، وسط انتقادات للأخير باعتباره أحد المقربين من بشار الأسد ومستشاريه، وفق تقارير.