حياة | 2 06 2025

"ليس حلم.. النجمة على القميص"، هكذا احتفل لاعبو باريس سان جيرمان مع جماهيرهم في العاصمة الفرنسية باريس بكأس "النصر" بدوري أبطال أوروبا، بعد وصول الفريق قادماً من ميونخ الألمانية متوجاً بلقب تاريخي للمرة الأولى.
حتى ساعة متأخرة من ليل أمس الأحد، احتفل نادي العاصمة مع جماهيره في حديقة الأمراء بالكأس الأوروبية المنتظرة، حيث دخل كل لاعب بعد تقديم اسمه وعلى أنغام أغان صاخبة، كما قدم فنانون عروضاً موسيقية أبرزها مشاركة الفنان الشهير "djsnake".
وحضر الحفل نجوم عالميون، كلاعب التنس الصربي جوكوفيتش المشارك ببطولة رولان غاروس حالياً في باريس، كما حضر النجم الفرنسي الألومبي برياضة الجودو تيدي رينر ونجم النادي السابق خافيير باستوري.
وسبق ذلك، جولة بحافلة مكشوفة في جادة الشانزليزيه وسط باريس للاعبي النادي، بحضور عشرات آلاف المشجعين، كما استقبلهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه.
ورفع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي نجمته الأولى في سماء دوري أبطال أوروبا، وسجل اسمه في لائحة شرف البطولة ضيفاً جديداً ليصبح الفريق رقم 25 الذي يحقق هذا الإنجاز منذ انطلاق البطولة في 1955.
وبعد انتظار طويل وتعثر متكرر، حصد الباريسيون لقهم بعد فوز تاريخي وكاسح على نادي إنتر ميلان الإيطالي بخماسية نظيفة على ملعب أليانز آرينا في ميونخ - ألمانيا، أول أمس السبت.
وتحت قيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي، طبع لاعبو الفريق الباريسي دقائق المباراة التسعين بألوانهم ، وسيطروا على الملعب طولاً وعرضاً، مسجلين أكبر نتيجة فوز بتاريخ نهائيات دوري الأبطال في القارة العجوز، وفي نسختها الأولى المطورة بعد زيادة عدد الفرق والمباريات وبعض التعديلات.
وظهر النادي الإيطالي ممثل مدينة ميلانو، بدون أي فاعلية، بعيداً كل البعد عن حماس النهائيات، ولولا تسرع المهاجمين في الفريق الباريسي وتدخل الحارس سومير في أكثر من هجمة خطرة، لكانت نتيجة المباراة مرشحة إلى " فضيحة كروية " في تاريخ المباريات النهائية لدوري أبطال أوروبا.
إنزاغي مدرب إنتر ميلان أنهى الموسم مع فريقه بـ"صفر ألقاب" على المستوى المحلي والقاري، بينما حقق إنريكي الرباعية التاريخية بعد الثلاثية المحلية (الدوري والكأس وكأس الأبطال)، مع استعداد الفريقين لخوض غمار بطولة كأس العالم للأندية " المطورة " في منتصف الشهر الحالي .
أهداف المباراة جاءت بتوقيع "أشرف حكيمي (د 12)، ديزيريري دوي (هدفين في الدقيقتين 20 و63)، كفاراتسخيليا (د 73)، ومايولو (د 86)".
وبات أبناء حديقة الأمراء ثاني فريق فرنسي يصعد منصة التتويج في الشامبيونزليغ بعد نادي مارسيليا الفرنسي عام 1993 الذي توج حينها على حساب القطب الثاني لمدينة ميلانو ايه سي ميلان في ميونيخ أيضاً، لكن على ملعبه الأولمبي القديم .
الصحفي الرياضي قتيبة الخطيب تحدث لموقع روزنة عن المباراة النهائية بين إنتر وسان جيرمان، معتبراً أن المباراة "كانت من طرف واحد وهو باريس سان جيرمان بينما إنتر ميلان لم يأتي من إيطاليا، ومشروع السيد لويس إنريكي مع باريس سان جيرمان كان واضحاً في النهائي".
وأوضح: "أوفى إنريكيه بوعده الذي أطلقه في 2023، استطاع بناء فريق مناسب وموهوب، وتقديم الشاب دوي والنجم عثمان ديمبلي بشكل يخدم الفريق في كل البطولات ومنها دوري الأبطال بالإضافة لتألق وأسلوب أشرف حكيمي".
وأضاف "الخطيب": "أستطيع أن أشبه إنريكي بالضابط العسكري، خطته مرسومة وواضحة لا تقبل الأعذار، باريس سان جيرمان يستحق اللقب (...) إنريكي مع لاعبيه سيطروا على مجريات المباراة ولم يسمحوا للفريق الإيطالي بالتنفس خلال شوطي اللقاء، وكأنها حلبة ملاكمة".
وعن غياب الأندية الانكليزية مع نادي ريال مدريد وطموحات نادي برشلونة فيما يخص النهائي، قال الخطيب: "عندما يتأهل ريال مدريد إلى نصف نهائي البطولة فمسألة وصوله للنهائي وترشيحه لحمل اللقب يصبح الرقم 1 ، بينما مع خروجه من ربع النهائي أمام آرسنال، أنا توقعت وقتها فوز إنتر ميلان على برشلونة وباريس على آرسنال، وحصد اللقب للفريق الباريسي أمام الإنتر".
وتابع: "أما الأندية الإنكليزية فتبدو أكثر قوة ومهارة وتركيز ضمن جولات البريميرليغ، بينما في الشامبيونز ليغ معظم منافساتها تصل إلى نصف النهائي، وحجز بطاقة النهائي فيما ندر مع إخفاق في معظم النهائيات الماضية وهذا ما شاهدناه خلال السنوات الأخيرة مع السيتي وتشيلسي وليفربول".
ويرى الصحفي الرياضي السوري أن "مشكلة برشلونة تبقى في ذهنية اللاعبين، وهذا ما حصل في نصف النهائي أمام إنتر والذي سمح بضياع بطاقة التأهل للمباراة الختامية".
تصريحات ما بعد النهائي
جاءت تصريحات السيد سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان منطقية وبحجم هزيمة لاعبيه في النهائي حيث تحدث لشبكة فوتبول إيطاليا بعد النهائي، بأنه لم يشاهد فريق إنتر ميلان المعتاد، معربًا عن فخره الكبير باللاعبين وأدائهم رغم الهزيمة.
وأكد أن الفريق المنافس كان يستحق الفوز والتتويج بدوري الأبطال، مشيرًا إلى أن باريس سان جيرمان قد يكون فريقًا أفضل.
وأضاف إنزاغي: "بداية المباراة كانت سيئة، حيث استقبل الفريق هدفًا مبكرًا مما منح باريس سان جيرمان السيطرة على مجريات اللقاء. وأنا أشعر بالمرارة من نتيجة المواجهة ، لكنني لن أقلل من جهود اللاعبين والاداريين بالوصول إلى هذه المرحلة .. لقد كان موسماً صعباً".
أما السيد لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان فقد أعرب عن سعادته بالتتويج، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة التي بذلها الفريق طوال الموسم، كما أكد أن هذا اللقب يمثل لحظة تاريخية للنادي وجماهيره.
إنريكي تحدث لصحيفة “ليكيب” الفرنسية، عن فخره بما حققه فريقه، قائلاً: "لقد كتبنا التاريخ وكان هذا هدفنا منذ بداية الموسم الماضي. والآن هو وقت للاحتفال والتمتع باللحظة. أشعر برابط قوي يجمعني مع اللاعبين والجماهير، إنه موسم استثنائي، نحن نستحق النجاح".
وتحدث عن ابنته الراحلة زانا التي توفيت بعمر 9 سنوات بعد صراع مع مرض السرطان ، قائلاً إنه يفكر فيها يوميًا، سواء في الفوز أو الخسارة، مؤكدًا أنها دائمًا في قلبه. وأوضح أن زانا كانت معه في لحظات الانتصار، لكنها تظل حاضرة بشكل أكبر في الأوقات الصعبة.
ورفعت جماهير باريس سان جيرمان "تيفو" بعد التتويج، يظهر لويس إنريكي مع زانا وهو يغرس راية النادي في منتصف الملعب، في محاكاة لصورة شهيرة لهما مع نادي برشلونة.
أوراق وأرقام في حضرة النهائي
بات النجم أشرف حكيمي، أول لاعب مغربي يسجل هدفا في نهائي دوري أبطال أوروبا بعدما سجل أول أهداف باريس سان جيرمان في مرمى إنتر ميلان مساء السبت.
ورفع المدرب لويس إنريكي كأس دوري الأبطال للمرة الثانية في مسيرته بعدما حقق اللقب قبل 10 أعوام مع نادي برشلونة حيث كان اللقب الخامس في خزائن البلوغرانا على 3-1 على يوفنتوس الإيطالي في برلين.
أما إنتر ميلان فقد فرط في النجمة الرابعة على قميص الفريق بعد 3 تتويجات سابقة في 1964 و1965 و2010، وخسر النيراتزوري المباراة النهائية للمرة الرابعة بعد أعوام 1967 و1972 و2023.
ويتصدر ريال مدريد سِجِلّ الفائزين في البطولة برصيد 15 لقباً وبفارق كبير عن أقرب ملاحقيه ميلان الإيطالي صاحب الألقاب السبعة، ثم بايرن ميونيخ الألماني وليفربول الإنجليزي بستة ألقاب، ثم برشلونة الإسباني بخمس بطولات.
وأحرزت الأندية الإسبانية اللقب 20 مرة، ثم أندية إنكلترا 15 مرة، ثم أندية الكالتشيو 12 مرة، أما أندية فرنسا فلديها لقبان اثنان فقط.
يذكر أن الاحتفالات على مدار اليومين الماضيين، شهدت أحداثاً مؤسفة، إذ توفي شخصان أحدهما شاب يعمل لده طاه فرنسي شهير صدمته سيارة وهو على متن دراجته، فيما أصيب العشرات واعتقلت الشرطة الفرنسية أكثر من 560 شخص، وسط أعمال نهب وحرق وتخريب للمتاجر والممتلكات.