عسكرياً واقتصادياً.. ما ملامح مستقبل التواجد الأمريكي في سوريا؟

عسكرياً واقتصادياً.. ما ملامح مستقبل التواجد الأمريكي في سوريا؟

احتفالات السوريين في حلب برفع العقوبات الأمريكية - روزنة

تقارير وتحقيقات | 28 05 2025

روزنة

منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصف بالتاريخي برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، قبل أسبوعين، توالت التصريحات حول ملامح مستقبل تواجد الولايات المتحدة عسكرياً واقتصادياً، في ظل التقارب السياسي مع رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع وإدارته الجديدة.

آفاق جديدة أعلن عنها التحالف الدولي حول التواجد العسكري للولايات المتحدة في سوريا، إضافة لكشف موقع مختص، عن خطة استراتيجية لشركات أمريكية تنوي من خلالها إدارة قطاع الطاقة السوري، وحديث عن مستقبل الإشراف الأمني الأمريكي على مراكز احتجاز عناصر "داعش"في الحسكة.

عسكرياً.. ما الجديد؟

قبل شهر من سقوط النظام السابق، ومع وصول الرئيس الحالي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية، بدأ السوريون التساؤل عن مستقبل ملفين رئيسيين، الأول مرتبط بمستقبل التواجد الأمريكي، والآخر مرتبط بالعقوبات الأمريكية وقانون "قيصر" وتمديده، لتتغير المعطيات مع هروب بشار الأسد.

أبرز التصريحات حول مستقبل التواجد الأمريكي عسكرياً، جاء في منتصف نيسان الماضي، ضمن بيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" شون بارنيل، الذي أعلن فيه عن توجيه وزير الدفاع بـ"تعزيز" القوات الأمريكية في سوريا تحت قيادة "التحالف الدولي لهزيمة داعش" في مواقع مختارة.

وتحدث البيان بشكل مباشر إلى أن "هذه العملية المدروسة (التعزيز) والقائمة على الظروف، ستؤدي إلى تقليص الوجود الأمريكي في سوريا إلى أقل من ألف جندي أمريكي خلال الأشهر المقبلة".

ولم يكشف البيان عن المواقع المتوقعة أو المحتملة للتواجد الأمريكي وفق العملية الجديدة، مع التأكيد إلى أن القيادة الأمريكية ستبقى مستعدة لمواصلة ضرباتها ضد "فلول داعش" في سوريا، والعمل مع الشركاء القادرين والراغبين في التحالف للضغط على التنظيم.

ما المقصود بـ"التعزيز"؟

"قيادة قوة المهام المشتركة في عملية العزم الصلب" أو "التحالف الدولي"، أشار أمس الاثنين، إلى بيان "البنتاغون" حول "تعزيز قواتها في سوريا في إطار مهمة التحالف العسكرية"، محاولاً الإجابة على سؤال: "ماذا يعني ذلك لسوريا؟"، دون ذكر معلومات تفصيلية عما جاء في البيان قبل شهر.

وقال "التحالف" في منشور عبر حسابه الرسمي في منصة "اكس"، إن قواتها بدأت عملية إعادة تموضع في شمال شرق سوريا "ضمن عملية مدروسة ومرتبطة بالظروف الميدانية، تهدف إلى تقويض قدرات (داعش) وتعزيز الاستقرار الإقليمي (...) وتبقي على جهوزية لاستمرار العمليات عند الضرورة".

كذلك، وفي إشارة مجدداً لما جاء في بيان "البنتاغون" جرى التشديد على أن "قوة المهام المشتركة" تواصل العمل مع شركاء "التحالف الدولي" للحفاظ على الضغط على "داعش" و"التعامل مع التهديدات الإرهابية المحتملة".

ما شكل التواجد الحالي للجيش الأمريكي في سوريا؟

يتواجد الآن نحو ألفي جندي أمريكي في قواعد مختلفة بمحافظات دير الزور والحسكة والرقة، وهم جزء من "التحالف الدولي"، يعملون بالتنسيق مع "قوات سوريا الديمقراطية" في شرقي البلاد و"جيش سوريا الحرة" بمنطقة التنف عند الحدود الأردنية العراقية.

وكشف "البنتاغون" في نهاية العام الفائت وبعد سقوط النظام السوري السابق، أن التصريحات السابقة المنتظمة لوسائل الإعلام كانت تتحدث عن وجود 900 جندي "لكن في ضوء الوضع في سوريا والاهتمام الكبير، علمنا مؤخرا أن هذه الأعداد أعلى، وأن هناك ما يقرب من 2000 جندي أميركي في سوريا".

ويقسم الجنود في سوريا إلى تصنيفين، الأول وعددهم 1100 ضمن "قوات تناوبية مؤقتة"، غالباً ما تبقى في مهمتها "مسرح العمليات" لمدة تتراوح بين شهر إلى ثلاثة أشهر فقط، وتنشر "لتلبية متطلبات المهمة المتغيرة في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية".

أما التصنيف الثاني، فهم 900 جندي "موظف أساسي"، يؤدون مهامهم طويلة الأجل التي تستمر عادة بين تسعة أشهر إلى سنة، حسب "البنتاغون"، الذي أوضح أن التقلب بعدد الجنود "أمر شائع في كثير من الأحيان"، وأن القوات الإضافية كانت موجودة قبل سقوط النظام في سوريا.

ويبقى التواجد الأمريكي في سوريا، موضع جدل ونقاش سياسي في الولايات المتحدة، خاصة بعد إعلان ترامب في 2018 بتغريدة مفاجئة حينها، سحب القوات وأنه هزم تنظيم "داعش" وهذا كان المبرر الوحيد لبقاء القوات في سوريا، لكن القرار لم ينفذ واحتفظت أمريكا بقوات لها في سوريا.

وأين يتمركز الجنود الأمريكيون؟

حسب مركز جسور للدراسات، في تموز العام الفائت، ينتشر "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة في 32 موقعاً ضمن الأراضي السورية، هي عبارة عن 17 قاعدة و15 نقطة عسكرية، تتوزع 17 منها في الحسكة و9 في دير الزور وثلاثة في الرقة، إضافة لموقع في كل من حمص وريف دمشق وحلب.

يتواجد في القواعد إلى جانب الجنود الأمريكيين قوات من التحالف بينها البريطانية والفرنسية بشكل رئيسي مع "وجود تمثيلي" لبقية الشركاء، التي تتولى مهام مختلفة كتدريب وتطوير "قسد" أو "جيش سوريا الحرة" (منطقة التنف عند حدود حمص وريف دمشق الإدارية) وتزويدها بالمعدات العسكرية.

أيضاً، تقدم القوات الأمريكية والتحالف إسناداً عسكرياً في مهام قتالية وأمنية داخل الأراضي السورية، كتنفيذ عمليات الإنزال الجوي "لدعم قسد في عملياتها ضد عناصر وخلايا (داعش)"، حسب "جسور".

ويبلغ عدد الشركاء في التحالف89 من مختلف القارات (دول) إضافة لشركاء آخرين كـ"الإنتربول" والاتحاد الأوروبي و"تجمع دول الساحل والصحراء" (الإفريقي) و"جامعة الدول العربية" و"منظمة حلف شمال الأطلسي" (الناتو).

تدريبات عسكرية أمريكية وتعزيزات جديدة شرقي سوريا

قوات أمريكية شرقي سوريا - من الإنترنت

بعد المجال العسكري.. ما تفاصيل "دعم الطاقة"؟

قال موقع "CNBC عربية" المختص، في تقرير له أمس الاثنين، إنه حصل على تفاصيل تصور لخطة استراتيجية تنفذها شركات أمريكية بالتعاون مع الحكومة السورية الجديدة، لإنعاش وتطوير قطاع النفط والغاز السوري، تتضمن إطلاق شركة "SyriUs Energy" لإعادة بناء قطاع الطاقة بالبلاد.

وقدمت الخطة من قبل الرئيس التنفيذي لشركة "أرغنت للغاز الطبيعي المسال" إلى الرئيس الأمريكي دونالد وترامب والسوري أحمد الشرع قبل إعلان رفع العقوبات الأخير، باعتبار استعادة قطاع النفط والغاز السوري واستقراره وتنميته كـ"حجر زاوية في التعافي الوطني وأمن الطاقة والسيادة الاقتصادية".

وتهدف الخطة إلى إعادة بناء البنية التحتية للطاقة لـ"توفير وقود وكهرباء موثوقين للسوريين بسعر عادل ومعقول، فضلاً عن خلق فرص عمل وخبرات فنية للسوريين وتوليد إيرادات مستدامة لإعادة الإعمار الوطني والخدمات الحكومية الأساسية وحماية السيادة السورية على موارد الطاقة".

ما مراحل "الخطة"؟

تشمل الخطة عدة مراحل تتركز على تأمين خطوط النفط ذات الأولوية في العمر والتيم والتنك بالحسكة، مع وضع خطة للحقول الأخرة، وتقييم فني لخطوط الأنابيب والمصافي وخطوط الكهرباء، إضافة لرسم خريطة لاحتياجات البنية التحتية لإمدادات الوقود الطارئة وتحديد أولوياتها.

وتشمل المرحلة الثانية إعادة تأهيل مصفاتي حمص وبانياس، وإعادة تأهيل خط الغاز العربي وتوسيع نطاق الوصول إلى الغاز الطبيعي للاستخدامات المنزلية وإمدادات الطاقة، مع تركيز الخطة بشكل كامل على تعبئة المهندسين والعمال السوريين للمساهمة في رفع مستوى المعيشة، وفق التقرير.

وتسعى "SyriUS Energy" إلى إعادة تصنيف سوريا على الخارطة العالمية "من خلال برنامج وطني يحمل شعار سوريا أولاً (Syria First Energy Reconstruction Program) (...) عبر تبني نهج يرتكز على مصلحة سوريا أولاً، تحت شعار "اجعل سوريا عظيمة مرة أخرى (على غرار شعار ترامب الخاص بالولايات المتحدة)".

وقال الموقع في تقريره، إن الخطة تحرص "على إعادة بناء ثقة الجمهور في إدارة الموارد الوطنية والأرباح المخصصة لخدمة الشعب السوري"، وحسب رئيس "أرغنت" يعتمد نجاح المشروع "بشكل كبير على إشراك البنوك والمؤسسات المالية في التمويل"، وإلا سيقتصر على دول خليجية بأفضل الأحوال.

الكهرباء في سوريا: مشروع السفينتين لم ينجز بعد.. والخصخصة تلوح بالأفق

الكهرباء في سوريا: مشروع السفينتين لم ينجز بعد.. والخصخصة تلوح بالأفق

وتعرضت حقول النفط والغاز في سوريا  على مدى السنوات الماضية لأعمال تدمير واسعة النطاق، أسهمت في انهيارها بشكل شبه كامل، حسب تقرير لموقع "الطاقة" المختص.

"وتنتج أكبر 5 حقول نفط وغاز في سوريا، في الوقت الحالي، نحو 5% من إنتاجها قبل عام 2011"، حسب تقرير الموقع قبل أشهر، إذ يبلغ إنتاج النفط في سوريا بشكل عام نحو 15 ألف برميل من النفط الخام في تشرين الثاني 2024، بينما كان يبلغ 385 ألف يومياً في تشرين الأول 2010.

وقدمت الولايات المتحدة الأمريكية نحو 1.2 مليار دولار في 2024 كـ"أكبر جهة مانحة منفردة للمساعدات الإنسانية استجابة للأزمة السورية"، حسب بيان لسفارتها في سوريا في أيلول العام الماضي، أكدت فيه أن واشنطن قدمت "أكثر من 18 مليار دولار" في سوريا منذ 2011. 

ويراقب سوريون مستقبل التواجد العسكري والاقتصادي في سوريا، وسط ما وصفه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو منتصف الشهر الحالي بـ"الفرصة التاريخية التي سيكون تأثيرها هائلاً وتغييرياً لو نجحت".

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض