مشاريع خدمية متعثرة في حماة.. وعود بالتطوير وسط غياب الحلول البديلة

مشاريع خدمية متعثرة في حماة.. وعود بالتطوير وسط غياب الحلول البديلة

تقارير وتحقيقات | 26 05 2025

عبد الجبار الجزماتي

بعد سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول 2024، برزت في مدينة حماة مشكلة تعثر المشاريع الخدمية وتداعيات تأخير تنفيذها وأثر ذلك على سلامة السكان، ومن تلك المشاريع "مشروع الحاويات الذكية"، و"مخلفات الحفر"، وإزالة أكشاك وبسطات كانت مصدر رزق عائلات دون توفير البديل.

وكانت مدينة حماة قد شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية إطلاق حملة من قبل المحافظة تحت عنوان "حماة تنبض من جديد"، تهدف إلى إعادة الخدمات للمدينة وإصلاح ما يمكن إصلاحه من البنى التحتية فيها.

وتضمنت الحملة إطلاق مشروع لتنظيف مجرى نهر العاصي، حددت مدة انتهائه حسب التصريحات الرسمية خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر، لكن المشروع توقف بعد 45 يوما ولم يستكمل، إضافة لمشروع تركيب 100 حاوية ذكية صديقة للبيئة تحسّن من إدارة النفايات.

و"الحاوية الذكية"، وفق ما نقلت جريدة "الحرية"، عبارة عن مستوعب معدني فيه غطاء معدني مصمم بـ "رذات" لمنع خروج القمامة منها والعبث بها، وفوائدها كبيرة، كونها صديقة للبيئة وتمنع انتقال الأمراض عن طريق الحشرات، وهي سهلة الاستعمال لأنها مخفية تحت الأرض ولا ترتفع سوى ٧٠ سم عنها، ما يسهل استخدامها من قبل الجميع، وخاصة الأطفال.

تأخر بالتنفيذ

وفي حديث مع روزنة قبل أيام، قال عبد الحميد خالد، المسؤول في منظمة "رحمة بلا حدود" عن مشروع تنظيف نهر العاصي، إن التأخير يعود لفتح مياه نهر العاصي من أجل ري المحاصيل الزراعية ما أدى إلى توقف العمل ضمن المجرى، فيما لم يبين الوقت المتوقع للانتهاء من أعمال المشروع.

وأوضح "خالد" أنهم ينتظرون من الجهات الحكومية إيقاف مياه النهر من أجل السماح للآليات بإتمام العمل.

من جانبها، تقول زينة موصللي، مهندسة تسكن في شارع حجازي بمنطقة القصور، إن مؤسسة "البيئة النظيفة"، المسؤولة عن مشروع "الحاويات الذكية"، بدأت بالفعل قبل أكثر من أسبوعين بأعمال الحفر في الشارع بهدف تركيب الحاويات الجديدة بدلاً من القديمة، إلا أن تلك الأعمال تركت وراءها أكواماً من التراب ومخلفات الحفر دون أي متابعة أو إزالة فورية.

وتضيف "موصللي" لروزنة، أن هذه الأكوام لا تزال تملأ جزءاً من الطريق منذ بداية المشروع، ما عرقل حركة السير في شارع يُعد من المحاور الحيوية في الحي، مشيرةً إلى أن هذا الإهمال ألحق أذى مباشراً بالسكان، لا سيما مع غياب وجود أي إشارات تحذيرية حول المكان.

لا تتوقف المشاكل الناتجة عن المشاريع الجديدة عند التراكمات الترابية، إذ تشير موصللي إلى وجود حفر عميقة يزيد عمقها عن مترين تُركت مكشوفة وسط الشارع، ما يشكل تهديداً حقيقياً خاصة للأطفال الذين يمرون من المكان يومياً، الأمر الذي تتضاعف خطورته خلال ساعات الليل، بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء في المنطقة.

وتعكس هذه الشكاوى حالة من التذمر لدى نسبة من أهالي حي القصور، الذين رحبوا في البداية بمشروع "الحاويات الذكية" لما يحمله من وعود بتحسين الواقع البيئي وتنظيم النفايات، إلا أن تأخر التنفيذ وتأخر المعالجة للمخلفات الناتجة عن المشروع باتا يثيران قلقهم مطالبين الجهات المعنية بالتدخل الفوري لمعالجة الخلل وتأمين الموقع بشكل يضمن سلامة السكان قبل أن تقع حوادث لا تُحمد عقباها.

"غير دقيق"

في تصريح لروزنة، أوضح بلال ذكرى، المسؤول عن النظافة في مؤسسة "البيئة النظيفة"، أن تأخر ردم الحفر "غير دقيق"، مؤكدًا أن الأتربة الناتجة عن أعمال الحفر تتم إزالتها خلال يومين على الأكثر.

وأرجع المسؤول سبب الاستياء لدى نسبة من الأهالي، إلى كثرة الحفر المنتشرة في مناطق مختلفة، ما يترك لدى السكان انطباعًا بوجود تأخير في الردم.

وأشار المسؤول إلى أن بعض التأخيرات التي قد تحدث في عدد من المواقع تعود لوجود شبكات مياه أو كهرباء قريبة من موقع الحفرة، ما يستدعي التنسيق مع مديريات المياه والكهرباء، وأحيانًا إعادة اختيار موقع بديل للحفر بعد دراسة الوضع.

وبحسب المسؤول فإن هناك لجنة مشتركة من مديريات المياه والكهرباء والهاتف تُشرف على تحديد أماكن الحفر، استنادًا إلى المخططات المتوفرة لديها حول شبكات الخدمات، إلا أن بعض الأخطاء قد تحدث وتتطلب معالجة فنية تؤخر العمل.

إهمال وتوقف مشاريع

عبّر سكان حماة عن استيائهم مما وصفوه بـ"الإهمال"، وقال عدد منهم لـ "روزنة"، إن ترك الحفر دون أي إجراءات وقائية يزيد من احتمال وقوع حوادث، وطالبوا، بضرورة تسريع العمل وتأمين مواقع الحفر بشكل أفضل.

ويشتكي عدد من سكان المدينة من تعثر بعض المشاريع الخدمية، حيث تُباشر الجهات المعنية بتنفيذها وتعلن عنها بشكل رسمي، لكنها سرعان ما تتوقف أو تُنفذ جزئيًا دون استكمال أو متابعة حقيقية، ما يترك أثرًا سلبيًا في الشارع.

ومن أهم المشاريع الخدمية، إزالة التعديات عن الأرصفة والشوارع والحدائق العامة من خلال إطلاق حملة لإزالة الأكشاك والبسطات من جميع المناطق في حماة بعد توجيه البلدية الإنذارات لمالكيها بضرورة إخلائها.

خالد الأحمد، مالك أحد تلك الأكشاك في حي الصابونية لم يعترض على قرار الإزالة طالما أن القرار يطبق على الجميع ولكنه وجد نفسه عاطلاً عن العمل حيث يعد الكشك مصدرا للرزق له ولعائلته.

لكن، ما يثير حفيظة الأهالي في حماة ومالكي البسطات والأكشاك ليس إزالتها بحسب "الأحمد"، الذي اعتبر أن مثل تلك القرارات تمس مصدر رزق السكان، دون إيجاد حلول بديلة قبل البدء بتنفيذها كي لا تخرج شريحة كاملة منهم من سوق العمل في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشونها وعدم وجود فرص للعمل.

واعتبر مرهف شتات، مالك كشك في منطقة الحرش في الصابونية أن على البلدية والجهات المسؤولة عن الإزالة تخصيص أماكن ضمن المدينة لتكون بديلا لأصحاب تلك الأكشاك وتكون أسواقا شعبية أو بازارات على غرار ما يتم العمل به في جميع الدول المجاورة لسوريا.

تواصلت روزنة مع المسؤول الإعلامي لمجلس مدينة حماة من أجل الوقوف على تلك المطالبات وتوضيح آلية العمل التي تقوم بها البلدية في إزالة التعديات دون إيجاد بديل لأصحابها، ولكنه رفض التصريح دون تبيان الأسباب.

ووفق رصدنا، على الرغم من أن قرار الإزالة طبق في العديد من الأماكن في المدينة، إلا أن الشوارع شهدت عودة لأصحاب البسطات في ظل غياب وجود أماكن مخصصة لهم كأسواق شعبية.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض