تقارير وتحقيقات | 14 05 2025
روزنة
التقى رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في العاصمة السعودية الرياض، بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومشاركة عبر الفيديو للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ذلك في أول لقاء سوري أمريكي على المستوى الرئاسي منذ ربع قرن.
وقال البيت الأبيض على لسان المتحدثة باسمه كارولين ليفات، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حث نظيره السوري أحمد الشرع على بذل جهود حثيثة من أجل الشعب السوري، عبر نقاط عدة تلخصت بـ"التوقيع على اتفاقات إبراهام مع إسرائيل، ومطالبة الجميع الإرهابيين الاجانب بمغادرة سوريا".
أيضاً، حث "ترامب" بـ"ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين، ومساعدة الولايات المتحدة في منع عودة داعش، وتحمل مسؤولية مراكز احتجاز داعش في شمال شرق سوريا"، وفق ما ورد في النص.
ونقلت "ليفات" في البيان الذي نشرته عبر حسابها في منصة "اكس"، أن "الشرع " أقر بالفرصة المهمة التي أتاحها انسحاب الإيرانيين من سوريا، إضافة للمصالح الأمريكية السورية المشتركة في مكافحة الإرهاب والقضاء على الأسلحة الكيميائية.
وأكد رئيس سوريا على التزامه باتفاق 1974 مع إسرائيل، معرباً عن أمله في أن تكون سوريا حلقة وصل أساسية في تسهيل التجارة بين الشرق والغرب، داعياً الشركات الأمريكية إلى الاستثمار في النفط والغاز السوريين.
ولم ينشر حتى لحظة نشر المادة أي بيان عن "الرئاسة السورية"، فيما أظهرت صور حضور كل من وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، المقرر لقاؤهما لاحقاً.
ووصفت "الخارجية السورية" في بيان اللقاء بـ"التاريخي"، وجرى التأكيد خلاله على أهمية رفع العقوبات المفروضة على سوريا ودعم مسار التعافي وإعادة الإعمار، إذ أكد الرئيس "الشرع" على امتنانه للدعم الإقليمي والدولي مشدداً على مضي سوريا بثقة نحو المستقبل.
وجاء أن اللقاء تناول سبل الشراكة السورية الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب، والتعاون في القضلاء على تأثير الفاعلين من غير الدول، والمجموعات المسلحة غير السورية التي تعيق الاستقرار، بما في ذلك تنظيم "داعش" والمجموعات الأخرى، حسب البيان.
وقالت "الخارجية" أن ولي العهد "بن سلمان" شدد على ضرورة هذه الخطوة (رفع العقوبات) لدعم الاستقرار في المنطقة، بينما أكد الرئيس "ترامب" التزام بلاده بالوقوف إلى جانب سوريا في ما وصفها "المرحلة المفصلية".
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادرها، أن الرئيس "أردوغان" أكد خلال انضمامه عن بعد في الاجتماع، مواصلة تركيا دعم دمشق "في حربها ضد التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش"، معرباً عن استعداد بلاده "تقديم الدعم فيما يتعلق بإدارة وتأمين" مراكز احتجاز عناصر "داعش".
وأضاف أن تركيا ترغب وتسعى لأن تكون سوريا دولة مستقرة ومزدهرة تعمل مع دول المنطقة، ولا تشكل تهديداً لجيرانها، لافتاً إلى أن قرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا يحظى بأهمية تاريخية، وأن هذا القرار سيكون مثالا للدول الأخرى التي فرضت عقوبات على دمشق، وفق ما نقلت الأناضول.
أيضاً، شدد الرئيس التركي على أن فرص الاستثمار ستشمل مختلف المجالات في سوريا، بعد قرار رفع العقوبات.
بدروها، قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان حول لقاء "الشرع-ترامب" حول "مستقبل الأوضاع في سوريا"، إن اللقاء جرى بدعوة من "بن سلمان" وجرى خلاله التأكيد على أهمية استقرار وسيادة ووحدة الأراضي السورية، وتحقيق الأمن والرخاء للشعب السوري.
ونقلت "الخارجية السعودية" عن رئيس سوريا قوله إن قرار رفع العقوبات سيفتح صفحة جديدة لتمكين إعادة بناء سوريا وإحياء اقتصادها والإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار فيها، موجهاً شكره لولي العهد السعودي والرئيس التركي لجهودهما في دعم سوريا ورفع العقوبات عنها.
ويأتي اللقاء بين الرئيسين "الشرع" و"ترامب" بعد يوم من إعلان الأخير قراره خلال مؤتمر الاستثمار السعودي الأمريكي في الرياض، رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا لمنحها فرصة لإنجاز تاريخي، وسط احتفالات عمت مختلف المدن السورية عقب ذلك.
ويعتبر لقاء "الشرع ترامب" الذي امتد لمدة نصف ساعة تقريباً بتسهيل من ولي العهد السعودي، قبيل القمة الخليجيية الأمريكية اليوم، الأول على المستوى الرئاسي السوري الأمريكي منذ لقاء حافظ الأسد وبيل كلينتون في شهر آذار عام 2000.
