تقارير وتحقيقات | 9 05 2025

يمثل هذا الإجلاء أحدث حلقة في سلسلة من الجهود المنسقة لإعادة الطلاب الدروز إلى السويداء، بعد استعادة الوصول البري بين دمشق والمحافظة الجنوبية في وقت سابق من هذا الأسبوع. وأفادت التقارير أن أحد الطلاب الذين تم إجلاؤهم أصيب في حادث طعن يُعتقد أنه بدافع العداء الطائفي في المدية الجامعبة بحلب.
رغم أن القصة حصلت خلال الفترة الماضية، لكن الصور والفيديوهات لم تنشر حتى وصل جميع الطلاب إلى مدينة السويداء مصاحبين بحماية الأمن العام السوري.
مجد الشوفي، أحد الطلاب العائدين، قال لروزنة: إنهم حاولوا المغادرة منذ اندلاع العنف لأول مرة في 28 أبريل/نيسان. وقال لوسائل الإعلام المحلية: "اضطررنا إلى الإجلاء من جامعات في حلب وحمص وحماة ودمشق". بعد طعن أحدنا، أدركنا ضرورة الخروج، لكن محاولات الإخلاء المتكررة باءت بالفشل بسبب الوضع الأمني.
اندلعت أعمال العنف في البداية بسبب شائعات غير مؤكدة عن ترديد طلاب دروز شعارات طائفية في الحرم الجامعي. وقد نفى الطالب مجد الشيباني هذا الادعاء في مقابلة سابقة بعد الموجة الأولى من عمليات الإخلاء في 29 أبريل.
ولأول مرة تعلو هتافات طائفية بحق الأقليات بهذا الشكل.
تصاعدت الأحداث بسرعة، مما أدى إلى اشتباكات في المناطق ذات الأغلبية الدرزية في جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا، تلتها مواجهات عسكرية في السويداء نفسها أسفرت عن سقوط ضحايا من الجانبين.
انتقد سليمان كنعان، رئيس اتحاد طلاب السويداء، صمت الحكومة وتقاعسها. وقال لروزنة: " أنه يجب فصل التعليم تماماً عن السياسة". وأضاف: "إن ربط مستقبل الطلاب بالوضع الأمني يقوض بشكل مباشر التنمية في سوريا على المدى الطويل".
خرج بعد ذلك في مقابلة اعلامية مدير السكن الجامعي بدمشق عمار الأيوبي لينفي الطرد القسري لطلاب السويداء ويدعوهم للعودة.
وبرر خروجهم من السكن بسبب تخوف الأهالي من ردات الفعل نتيجة الهتافات والتحشيد بسبب الفيديو لشخص مجهول الهوية، قام بسب النبي.
وقد أثار تصاعد العنف قلق الطلاب وعائلاتهم، حيث يشعر الكثير منهم بالتخلي عنهم. في رسالة مشتركة تداولها عدد من الطلاب، كتبوا: "هل يُعقل أن يُكلفك الالتحاق بالجامعة حياتك؟ هل هذا ما ينتظر الطالب في بلده؟ نكتب هذا لأننا لسنا بخير. ما يحدث هو شكل خطير من التمييز الطائفي. نطالب بحقنا في الأمان أولًا، وفي التعليم دون خوف".
وفي نهاية المطاف، تم التوصل إلى اتفاق بين زعماء الدروز المحليين وممثلين عن حكومة دمشق لتنظيم العمليات الأمنية في السويداء عبر القنوات المحلية، على أمل تهدئة الأزمة.