حياة | 6 03 2025
إيمان حمراوي
بعد إعلان نقابة الفنانين السوريين، أمس الأربعاء، تعيين الممثل السوري مازن الناطور نقيباً للفنانين، قال الأخير إنّ تكليفه كنقيب سيكون لفترة مؤقتة "لتسيير الأعمال" لحين إجراء انتخابات "نزيهة وشفافة"، مؤكداً أن "النقابة بيت مفتوح للجميع دون استثناء".
وأوضح "الناطور" اليوم الخميس، أن تشكيل المجلس الجديد لتسيير الأعمال في النقابة جاء كحل إسعافي وضروري لضمان استمرار عمل النقابة وعدم تعطيل شؤون أعضائها، خاصة معالجة الملفات العاجلة وعلى رأسها الرواتب المتأخرة للفنانين الفاعلين والمتقاعدين.
وتعهّد في منشور عبر فيسبوك، ألا يوفر جهداً في سبيل خدمة النقابة وأعضائها خلال هذه "المرحلة الحساسة"، وفق قوله.
وجرت مراسم الاستلام والتسليم بين المجلس القديم برئاسة محسن غازي والجديد برئاسة الناطور، في مقر النقابة بدمشق بعد ظهر أمس الأربعاء، وفق صفحة "بوسطة" الفنية.
لا بديل عن المجلس المنتخب
وأشار الناطور إلى أنّ هذا المجلس النقابي ليس بديلاً عن المجلس المنتخب، "وإنما هو حل مؤقت فرضته الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد".
المجلس النقابي، وفق الناطور، "سيقود المرحلة الحالية إلى حين تهيئة بيئة انتخابية نزيهة وشفافة، ومن ثم ستجري انتخابات حرة تشكّل من خلالها نقابة مركزية تمثل الجميع".
وخاطب الناطور الفنانين السوريين قائلاً: "النقابة اليوم بيت مفتوح للجميع دون استثناء، وأيدينا ممدودة للجميع للحوار البناء الذي يخدم مصلحة الفنان السوري، فنحن جميعاً أبناء بيت واحد".
وأضاف: "هذه النقابة صوتكم فيها مسموع، وحقوقكم فيها أمانة في أعناقنا، لن تنجح هذه النقابة إلا بكم، ولن تستمر إلا بجهودكم وتعاونكم".
وجاء تعيين مازن الناطور كنقيب للفنانين السوريين، بعد نحو ثلاثة شهور على سقوط النظام السوري السابق في الثامن من كانون الأول الفائت.
وكان النقيب السابق محسن غازي قد تولى المنصب لنحو عامين، منذ آذار عام 2022 وحتى لحظة سقوط النظام، خلفاً للممثل الراحل زهير رمضان.
من هم أعضاء المجلس الجديد للنقابة؟
نشرت منصة "بوسطة دراما" قائمة بأسماء المجلس الجديد لنقابة الفنانين برئاسة مازن الناطور.
وتسلّم منصب نائب النقيب نور مهنا، ونبيل أبو الشامات بمنصب الخازن، وصلاح طعمة بمنصب أمين السر.
أما الأعضاء فهم: ميس أبو حرب ومحمد آل رشي وجهاد عبده ومحمد حداقي وأمل حويجة ويوسف عبدو ومحمد زغلول.
ووفق "بوسطة" إن تعيين المجلس الجديد صدر عن مكتب النقابات في الأمانة العامة للإدارة السياسية وهو على شكل "لجنة تسيير أعمال" تتولى مهام المكتب التنفيذي للنقابة في المرحلة الانتقالية، ريثما يتم تنظيم انتخابات.
ما بين الترحيب والانتقاد
هنأ العديد من الفنانين السوريين الناطور بمنصبه كنقيب للفنانين، مثل الممثلة غادة بشور وتولاي هارون والمخرج مأمون البني والمخرج ثائر موسى.
كما هنأه سوريون ووصف البعض القرار بأنه "أفضل اختيار" وبأنه "الرجل المناسب في المكان المناسب".
المخرج السوري مأمون البني هنأ قائلاً: "الف مبروك عزيزي مازن ولتنهض النقابة كما يجب أن تكون في طليعة الإشراق الفني".
مروان مؤذن نائب نقيب الفنانين سابقاً، هنأ الناطور متمنياً أن "يساهم في ارتقاء النقابة إلى المكانة التي تليق بها".
وأضاف: ونحن إذ نبارك لك تسلم منصب النقيب فكلنا ثقة بأنك أهل لهذه المهمة التي سبق لي أن عايشت أجواءها في عهد الفنان الكبير الذي غاب ولم يغب المرحوم صباح فخري حيث كنت نائبا له".
وخلال السنوات الماضية، ولا سيما خلال فترة ولاية النقيب الراحل زهير رمضان، تم فصل عدد من الفنانين السوريين المقيمين خارج البلاد من نقابة الفنانين.
وشملت هذه القرارات فنانين عُرفوا بمواقفهم المعارضة للنظام، حيث بررت النقابة الفصل بعدم تسديدهم للاشتراكات، مشترطة حضورهم شخصيًا إلى مقرها لسداد المستحقات وإعادتهم إلى سجلاتها.
وضمت القائمة آنذاك مجموعة من أبرز الفنانين السوريين الذين غادروا البلاد، ومن بينهم مازن الناطور و جمال سليمان، يارا صبري، رامي حنا، عبد الحكيم قطيفان، محمد آل رشي، مكسيم خليل، سامر المصري، عزة البحرة، وآخرون.
اقرأ أيضاً: أبرز مواقف زهير رمضان اتجاه السوريين المعارضين
انتقادات وتساؤلات
المخرج الوثائقي يحيى سليمان، انتقد تعيين الناطور بدون انتخابات قائلاً: "كيف يمكن لفنان ناضل من أجل الحرية أن يقبل بتعيين مفروض من الأعلى، وهو الأمر الذي يعيدنا إلى ممارسات العهد البائد؟ يا حيف".
كذلك انتقدت رباب مرهج، مديرة شركة كارما للإنتاج الفني، قائلة: "تعيينات بدون انتخاب، كيف يتم إقصاء رأي الفنانين جميعاً".
أما ناصر آل عساف برأيه أنه لا يجب تعيين نقيب للفنانين لمجرد "موقف الفنان" السياسي.
الممثلة ناندا محمد، انتقد بقولها: "أحترم مازن الناطور وكل مواقفه المشرفة بالثورة، لكن كيف تم التعيين بدون انتخابات؟ ومع من كانت المشاورات والمداولات؟".
من هو مازن الناطور؟
مازن الناطور هو ممثل سوري من مواليد درعا عام 1966، اشتهر بأدواره في الدراما السورية، خاصة في المسلسلات التاريخية والبدوية. وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق.
بدأ الناطور حياته الفنية من خلال المشاركة بالأداء الصوتي للرسوم المتحركة بعدد من برامج الرسوم المتحركة منها "الكابتن ماجد"، و شارك في العديد من الأعمال الفنية، ومن أبرز مسلسلاته: خلف الجدران، فارس بني مروان، لورنس العرب.
كان مؤيداً للحراك الشعبي ضد النظام السوري السابق منذ انطلاق الثورة في 2011، وعبر عن دعمه للثورة السورية بشكل علني، ووقف ضد سياسات النظام.
وبسبب مواقفه السياسية، اضطر إلى مغادرة سوريا والإقامة خارجها في الإمارات، وعمل بشكل محدود، وكانت من أبرز أعماله الأخيرة التي نالت إعجاب الجمهور دوره في مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" الذي عرض عام 2023.
