تقارير وتحقيقات | 5 03 2025

احتضنت العاصمة المصرية القاهرة، أمس الثلاثاء، قمة عربية طارئة بهدف إعادة إعمار قطاع غزة وبحث التعافي المبكر والتطورات الأخيرة، بحضور زعماء ورؤساء الدول العربية، بينهم أحمد الشرع رئيس سوريا في الفترة الانتقالية.
وبعد الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول 2023، شهد قطاع غزة دماراً واسع النطاق وأزمة إنسانية . استمرت الحرب لمدة 15 شهراً، وانتهت باتفاق وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني 2025.
تبني الخطة المصرية
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيان الختامي للقمة، تبني الزعماء العرب المشاركين، للخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، وفق وكالة "فرانس برس".
الخطة المصرية تهدف إلى تقديم خطط لإعادة إعمار قطاع غزة المدمر دون تهجير سكانه، كبديل لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي نص على إخلاء القطاع من سكانه الفلسطينيين وإعادة توطينهم في دول مجاورة مثل مصر والأردن، بهدف تحويل غزة إلى وجهة سياحية فاخرة تُشبه "ريفييرا الشرق الأوسط".
وقال السيسي في افتتاح القمة، إن الخطة المصرية حول قطاع غزة، تضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم وإعادة بنائها، كما تشمل تشكيل لجنة مستقلة لتولي إدارة القطاع.
ويستغرق إعادة إعمار قطاع غزة وفق الخطة المصرية 5 سنوات تقريباً بتكلفة 53 مليار دولار، وتتضمن أيضاً تدريب مصر والأردن عناصر من الشرطة الفلسطينية لنشرهم في القطاع، وفق "الشرق الأوسط".
وشارك في القمة الطارئة، معظم قادة وملوك ورؤساء الدول العربية، وعدد من ممثلي المنظمات الدولية، بما فيهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وأشار السيسي إلى أنّ القاهرة ستستضيف مؤتمراً لإعادة إعمار غزة في نيسان المقبل.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نظيره الأميركي دونالد ترامب إلى "دعم خطة إعادة إعمار غزة". وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، رفض بلاده القاطع للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني.
كلمة أحمد الشرع في القمة العربية
أكد الرئيس السوري في الفترة الانتقالية، أحمد الشرع، خلال القمة العربية التي يحضرها لأول مرة، أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد سنوات من الغياب تمثل لحظة تاريخية تعزز مفاهيم الوحدة والتعاون العربي المشترك.
وأوضح أن سوريا، بعد استئناف دورها في الجامعة، تسعى لتعزيز التضامن العربي لمواجهة الأزمات المشتركة، مؤكداً التزام دمشق بدعم القضايا العربية العادلة.
واعتبر الشرع أن الدعوات الأخيرة للتهجير القسري من قطاع غزة تعد "وصمة عار ضد الإنسانية بكل المعايير" و"تهديد للأمة العربية
وأكد على ضرورة دعم حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وتقرير مصيرهم، مشدداً على أن سوريا ستظل نصيراً لهذه القضية.
وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في سوريا، أشار الشرع إلى المحاولات الإسرائيلية لفرض واقع جديد في الأراضي السورية المحتلة، مؤكداً تمسك بلاده باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، الذي يحكم الأوضاع في الجولان المحتل.
واختتم الشرع كلمته بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة تستدعي مزيداً من التعاون بين الدول العربية لمواجهة الأزمات، معرباً عن أمله في أن تكون عودة سوريا إلى الجامعة العربية نقطة انطلاق لتعزيز التضامن وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
موقف حماس وإسرائيل
ورحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رحبت باعتماد القمة العربية الطارئة لخطة إعمار غزة، أيدت تشكيل لجنة لمتابعة ملف إعمار وإدارة القطاع.
من جهتها انتقدت إسرائيل الخطة العربية، قائلة إنها لم تتناول حقائق الوضع بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023.
ورفضت الدول العربية وفلسطين والكثير من الدول والمنظمات الدولية اقتراح دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قال الاثنين الفائت أن "الوقت حان لإعطاء سكان غزة حرية المغادرة".
تفاصيل البيان الختامي
أكد البيان الختامي رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو ضم أراضيهم، مشدداً على ضرورة التزام إسرائيل بالقرارات الدولية التي ترفض محاولات تغيير التركيبة السكانية في الأراضي الفلسطينية، ووقف سياسات التجويع والتدمير، وفق "الشرق الأوسط".
كما دعا البيان إلى إنشاء صندوق ائتماني لدعم إعادة الإعمار من كافة الدول، بتكلفة تقدر بـ 53 مليار دولار على مدى خمس سنوات، مع توفير مساكن مؤقتة للنازحين.
وأكد البيان دعم السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع. كما دعت إلى مسار سياسي لتحقيق سلام عادل وشامل، مع التركيز على حل الدولتين، ووقف التصعيد في الضفة الغربية.
وفي تفاصيل "الخطة المصرية" حول "حل الدولتين" جاء فيها أنه "يمكن التعامل مع معضلة تعدد الجهات الفلسطينية الحاملة للسلاح إذا أزيلت أسبابها من خلال عملية سياسية ذات مصداقية"، وشددت على "ضرورة أن تصبّ الجهود المبذولة في تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية".
وطالبت الخطة المصرية بضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة.
وتتألف "الخطة المصرية" من نحو 112 صفحة، وتشتمل على خرائط تفصيلية لإعادة تطوير أراضي غزة، إلى جانب صور ملونة تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي، توضح مشاريع للإسكان، والمساحات الخضراء، والمراكز المجتمعية، بالإضافة إلى ميناء تجاري، ومركز للتكنولوجيا، وفنادق ساحلية، وفقاً لوثيقة اطلعت عليها "رويترز".
وتسببت حرب غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023 وحتى التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل في 19 كانون الثاني 2025، بأضرار واسعة النطاق في البنية التحتية في جميع أنحاء غزة.
ووفق وزارة الصحة في غزة قتل أكثر من 46 ألف فلسطيني خلال العمليات العسكرية ضد القطاع، ودمرت الكثير من البنى التحتية في جميع أنحاء القطاع بسبب الغارات الجوية.