تقارير وتحقيقات | 4 03 2025

شيّعت حشود من السوريين، اليوم الثلاثاء، جثمان المنشد قاسم جاموس المعروف بـ"أبو وطن" في مدينة درعا جنوبي سوريا، على إثر وفاته بحادث سير على طريق بلودان في محيط العاصمة دمشق.
ومساء أمس الإثنين، نقل جاموس إلى العناية المشددة في مستشفى الرازي بعد تعرضه لحادث سير لكنه لم ينجُ من إصابته البليغة، وفجراً نقل جثمانه إلى مستشفى درعا الوطني، وفق "تجمع أحرار حوران".
ونعى عشرات السوريين "أبو وطن" عبر منصات التواصل الاجتماعي، واصفين إياه بأنه أحد "أيقونات الثورة السورية"، الذي لم يبخل يوماً بصوته على أهله.
وعلّقت صورة لـ"جاموس" أعلى مئذنة الجامع العمري، وشارك في أداء صلاة الجنازة العشرات حسب ما تظهر الصور الأولية المتداولة، بينما أنشد بعضهم "يا يمّا بثوب جديد" عند وصول جثمانه.
من هو الجاموس؟
قاسم الجاموس، المعروف بلقب "أبو وطن"، هو منشد وناشط سوري ولد في مدينة داعل بمحافظة درعا.
برز خلال الثورة السورية بصوته الجهوري وأهازيجه الثورية التي حركت جموع المتظاهرين منذ اندلاع الثورة ضد النظام السابق.
بعد سيطرة النظام السابق على درعا، انتقل الجاموس إلى الشمال السوري وهناك واصل نشاطه الثوري، وشارك في المظاهرات عبر الأناشيد حتى بعد انتصار الثورة السورية، إذ جمع حشود الأهالي في العديد من المحافظات مثل السويداء وحماة وغيرها.
كان الجاموس نشطاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تجاوز عدد متابعيه على "يوتيوب" أكثر من 56 ألف مشترك، وأكثر بقليل على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أي حوالي 57 ألف متابع، وعلى منصة "إنستغرام" 107 آلاف شخص.
من أشهر أعماله "جاي النصر" و"أقسمنا بالله"، اللتين عكستا نبض الثورة وأحلام السوريين. كذلك أنشد للفلسطينيين: "يا فلسطيني يا ابن العم جيران وأخوة بالدم".
شارك جمهوره مقاطع من أعماله، ونقل تفاصيل من حياته اليومية، معبّراً عن آرائه.
وفي أواخر الشهر الأول من العام الجاري، غنى وسط حشود من الأهالي في حماة.
كما كان له ظهور مع الفنان السوري مازن الناطور، وهو يغني "درعا البلد يا جبل عالي".
سوريون ينعون
عبّر كثير من السوريين عن حزنهم لرحيله، وكتب الممثل السوري نوار بلبل على فيسبوك: "بكرت كتير يا أبو وطن، عشت حراً وغادرتنا حراً، يرحم روحك يا خال".
وكان الجاموس حاضراً أيضاً في الفعاليات الميدانية، وآخر ظهور له كان في ساحة الكرامة بمحافظة السويداء، حيث أشعل حماس الحاضرين بأناشيده الوطنية.
الإعلامي فيصل القاسم، وصفه بـ"صوت الثورة السورية الصادح"، ونعاه قائلاً: "لن أنسى كيف استقبلتني وغنيت لي في الاحتفال الكبير الذي أقيم لي في السويداء قبل أسابيع".
أما الإعلامي هادي العبد الله نعاه مستذكراً تسجيلاً مصوراً عندما غنى "سلام الله يا إدلب" قائلاً: "سلام الله عليك يا أبو وطن، إدلب اليوم تبكيك، حمص ودرعا، كل سوريا تبكيك".
الدكتورة هدى العبسي نعته، وقد وصفته بأنه "أحد أبرز رموز النضال"، وقالت عبر فيسبوك: "كان بلبل الثورة الثورية وصوت الحق الذي لم يهدأ، أكمل مسيرة الشهيد عبد الباسط الساروت (...) كانت كلماته وقوة إرادته ملهمة لنا جميعاً".
كثيرون اعتبروا أن رحيل الجاموس "أبو وطن" خسارة كبيرة للساحة السورية، فقد كان صوته رمزاً للأمل والصمود في وجه الظلم، أهازيجه الثورية وإسهاماته محفورة في ذاكرة السوريين، في سعيها نحو الحرية والكرامة.