تقارير وتحقيقات | 25 02 2025
نور الدين الإسماعيل
تستمر ردات الفعل الشعبية والسياسية في محافظة السويداء، على تهديدات إسرائيلية حول "منطقة منزوعة السلاح جنوبي سوريا"، تمثلت بلقاء وفد محلي مع رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وتظاهرة مركزية "صوناً للأرض ووحدة التراب السوري".
وبعد يوم من التصريحات الإسرائيلية، التقى وفد يرأسه قادة عسكريون محليون ووجهاء من السويداء، برئيس سوريا أحمد الشرع، إذ بحثوا في قصر الشعب أوضاع المحافظة الأمنية والمعيشية، إضافة إلى التشاركية السياسية ومستقبل الدولة.
وبحسب شبكة "السويداء 24" فقد ضم الوفد كلاً من الشيخ سليمان عبد الباقي قائد فصيل "تجمع أحرار جبل العرب"، والشيخ ليث البلعوس قائد فصيل "قوات شيخ الكرامة"، والشيخ مؤنس أبو حلا، والمهندس كرم منذر، وشخصيات أخرى من المحافظة.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو في خطاب له أول أمس بـ"النزع التام" للسلاح في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء.
متمسكون بوحدة الأراضي السورية
نقلت الشبكة المحلية عن المهندس كرم منذر أن اللقاء تطرق إلى التصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول جنوبي سوريا، حيث أكد الحاضرون على تمسك أهالي المحافظة بوحدة الأراضي السورية ورفض أي تدخلات خارجية.
وأكد الوفد على أن "أهالي السويداء لا يحتاجون إلى أية وصاية خارجية"، مضيفاً: "بل يريدون دولة قائمة على القانون العادل".
اقرأ أيضاً: إثر اقتحامها.. انسحاب قوة إسرائيلية من قرية المعلقة بالقنيطرة
ورفض الوفد ما وصفوه الدولة القائمة على المحاصصة الطائفية، وأن السوريين يتطلعون إلى بناء دولة ديمقراطية يكون فيها الأولوية لأصحاب الكفاءات.
مشاريع استثمارية
أفاد كرم منذر في حديثه لـ"السويداء 24" أن رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع وعد بتنفيذ بمشاريع استثمارية في السويداء.
وأشار إلى بحث إمكانية فتح معبر حدودي مع الأردن، بعد طرح الملف على الجانب الأردني، لأنه يحتاج موافقة الدولتين، وتنسيقاً مشتركاً.
وأوضح "منذر" أن سياسة الدولة ستقوم على جذب الاستثمارات، والاعتماد على القدرات السورية لبناء الجيش والأمن والمؤسسات، مع الاستفادة من الخبرات الخارجية.
ونوه إلى تشكيل حكومة سورية جديدة في مطلع آذار القادم، موضحاً أنها ستكون مبنية على الكفاءات والخبرات وليس على المحاصصة الطائفية أو المناطقية.
مظاهرات
خرج أهال في السويداء بمظاهرات احتجاجاً على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما وصفه "حماية الدروز في سوريا".
وهتف متظاهرون في ساحة الكرامة بالسويداء، اليوم الثلاثاء بشعارات مناهضة لتصريحات نتنياهو، منها "يا صهيوني يا محتل الك ما عنا محل" و"نتنياهو يا جزار مثيلك هو بشار".
وعبر المتظاهرون عن رفضهم للتقسيم مؤكدين على انتمائهم إلى سوريا موحدة.
الهجري: نطالب بمشاركة دولية
طالب الرئيس الروحي لطائفة "المسلمين الموحدين الدروز" بـ"مشاركة دولية" لضمان أن تفضي المناقشات إلى إقامة دولة مدنية مع الفصل بين السلطات.
ونقلت الراصد، مساء أمس، تصريحات أدلى بها الهجري لوكالة "رويترز"، قال فيها إنه يحترم جميع الآراء لكنه لا يرى "حتى الآن القدرة على قيادة البلاد أو تشكيل دولة بالطريقة الصحيحة".
وأضاف أنه يأمل أن تصبح الأمور منظمة أو أن يحدث شيء جديد بحلول نهاية الفترة الانتقالية.
مجلس عسكري
أعلن "المجلس العسكري" في السويداء انطلاق أعماله أمس الاثنين، في مطار الكفر الزراعي، جنوبي المحافظة.
وقال رئيس المجلس طارق الشوفي: "إن مشروع المجلس العسكري وطني وينطلق من قاعدة تنظيم التعاون بين القوى المسلحة في المجتمع المحلي"، وفق ما نقلت عنه شبكة "السويداء 24".
وأشار الشوفي إلى تشكيل نواة من كوادر العسكريين المنشقين، داعياً "كل من يرغب من القوى العسكرية للانخراط في المشروع الوطني القائم على تحصيل حق لكل صاحب حق والالتزام بالواجب الوطني".
ولخّص مهمة المجلس في تحقيق "متطلبات حماية المجتمع والأمن الوطني والإقليمي، وحماية الحدود الجنوبية من عصابات التهريب والسلاح والمخدرات، وتسلل المنظمات الإرهابية المتطرفة عبرها، من أقصاها في الغرب حتى منطقة التنف في الشرق".
وأوضح أن المجلس سيكون جزءاً من "الجيش الوطني للدولة السورية الجديدة، دولة الحداثة والمواطنة المتساوية وحقوق الإنسان"، داعياً إلى "دولة ديمقراطية علمانية لامركزية، تهدف إلى "العدالة والسلام الإقليمي والدولي".
وتعرض "المجلس" لانتقادات واسعة محلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، علماً أنه لا يضم كبرى الفصائل المحلية كـ"رجال الكرامة" و"قوات شيخ الكرامة".
تهديدات
صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، في خطاب ألقاه أمام دفعة جديدة من الضباط جنوب تل أبيب بجعل جنوبي سوريا منطقة "منزوعة السلاح بالكامل".
وهدد نتنياهو بأن تل أبيب لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق.
وقال في خطابه: "نطالب بالنزع التام للسلاح من جنوبي سوريا، في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء".
وأضاف: "لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا".
وكانت القوات الإسرائيلية قد توغلت في عدة قرى وبلدات ضمن المنطقة العازلة في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، إثر سقوط النظام السوري السابق، متذرعة بحماية حدودها وسحب السلاح المنتشر في المنطقة.
