تقارير | 23 02 2025

توعدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بترحيل مرتكبي الجرائم السوريين إلى بلادهم، رداً على حادثة الطعن التي اتهم فيها لاجئ سوري في برلين.
ونقلت وكالة "DW" الألمانية عن فيزر قولها، أمس السبت، إنها ستستخدم جميع الوسائل الممكنة "لإعادة ترحيل مرتكبي جرائم العنف إلى سوريا".
وأضافت الوزيرة الألمانية: "من يرتكب مثل هذه الجرائم ويسيء استغلال الحماية التي توفرها ألمانيا بأبشع طريقة، فإنه يفقد كل حق في البقاء في بلادنا".
اقرأ أيضاً: لجوء السوريين إلى ألمانيا.. هل تتحول السياسات نحو رفض طلبات الحماية؟
وطالبت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار الألماني أولاف شولتس "الاشتراكي الديمقراطي" بمعاقبة المشتبه به بأقصى درجات الحزم وترحيله "مباشرة من السجن" إلى بلاده.
وأعربت نانسي فيزر عن صدمتها من هجوم الطعن على سائح إسباني في برلين، والذي أعلن الادعاء العام الألماني أن له دوافع "معادية للسامية".
وعلّقت على الهجوم بالقول: "إن الهجوم الذي تم بالسكين عند النصب التذكاري للهولوكوست في برلين هو جريمة شنيعة ووحشية".
هجوم بالسكين
أفاد موقع "DW" أن لاجئاً سوريا شاباً هاجم بالسكين سائحاً إسبانياً بالقرب من النصب التذكاري للهولوكوست في العاصمة برلين، مساء أمس الأول.
ووفق الموقع هاجم اللاجئ السوري الشاب الذي يبلغ من العمر 19 عاماً، مساء الجمعة السائح الإسباني من الخلف بسكين في ساحة النصب التذكاري للهولوكوست، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في الرقبة تهدد حياته.
وأعرب رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، جوزيف شوستر، عن اعتقاده بأن الهجوم الذي يرجّح أنه معاد للسامية، "يكشف عن عالم فكري أيديولوجي للمهاجم غالباً ما يكون غير مفهوم.
ووصف شوستر الهجوم بـ"الجريمة المروعة"، مضيفاً أن "ازدراء ذكرى الهولوكوست والكراهية تجاه اليهود يسيران جنباً إلى جنب مع الرفض الأساسي لقيمنا الغربية، وغالبا ما يكونان الجوهر الأيديولوجي للمجرمين ذوي الدوافع الإسلاموية".
"معروف للشرطة"
أعلنت وزارة الداخلية في ولاية سكسونيا أن المشتبه به كان معروفاً لدى الشرطة في الولاية الواقعة شرقي ألمانيا بسبب جرائم مختلفة>
ونقل الموقع عن وزارة الداخلية الألمانية بأن اللاجئ السوري لم يكن من أصحاب السجل الإجرامي الطويل أو الخطير، مشيرة إلى أنه دخل إلى الأراضي الألمانية في عام 2023 وأنه عاش في سكسونيا منذ ذلك الحين.
وأضافت الوزارة أن الشاب كان معروفا لدى الشرطة في سكسونيا بارتكابه "جرائم بسيطة ضمن نطاق الجريمة العامة"، وأنها لم تكن جرائم "ذات صلة بأمن الدولة" أي أنها لم تكن لها خلفية سياسية.
وأوضحت الداخلية اللمانية أن الشاب حصل على وضع اللاجئ وفقاً لاتفاقية جنيف للاجئين من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، وأنه لم يكن ملزماً بمغادرة البلاد.
الانتخابات الألمانية
تزامنت حادثة الطعن مع التحضيرات لإجراء الانتخابات التشريعية الألمانية، والتي انطلقت صباح اليوم الأحد، حيث يتصدرها المحافظون، والتي قد يحقق فيها اليمين المتطرف نتيجة قياسية، وفق "DW".
وأشار الموقع الألماني إلى أن تكتل فريدرتش ميرتس، الذي يضم حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، تصدر استطلاعات الرأي بشكل مستمر ولكن من غير المرجح أن يفوز بالأغلبية في ظل التشظي السياسي في ألمانيا، ما سيضطره للبحث عن شركاء لتكوين ائتلاف.
خطط سابقة
في تموز الماضي، كشفت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، عن إجراء مفاوضات مع دول (لم تسمها) من أجل ترحيل عدد من اللاجئين السوريين والأفغان إلى بلادهم، عبر الدول المجاورة، وذلك قبل سقوط النظام السوري السابق.
حينها، قالت فيزر في تصريح لصحيفة "بيلد" الألمانية: "من الواضح أن المصالح الأمنية الألمانية هي أولويتي القصوى، ونريد بشكل خاص ترحيل مرتكبي العنف الإسلامي بشكل مستمر".
وأضافت الوزيرة: "نحن نتفاوض بشكل سري مع دول مختلفة لجعل عمليات الترحيل إلى أفغانستان وسوريا ممكنة مرة أخرى".
وبحسب رأي الوزيرة، فإنه من المهم "أن تتمكن الشرطة الفيدرالية من دعم الولايات الفيدرالية المسؤولة عن عمليات الترحيل هذه في أسرع وقت ممكن".
ويشكل السوريون منذ عام 2014، أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في ألمانيا، حيث تقدم حوالي 38 ألف سوري بطلب اللجوء في عام 2024 وحده، وتأتي أفغانستان في المركز الثاني بفارق كبير حوالي 20 ألف طلب لجوء، بحسب صحيفة "بيلد".
ووفق "مفوضية اللاجئين" في ألمانيا، أبلغت السلطات الألمانية في منتصف عام 2021، عن وجود ما يقرب من 1.24 مليون لاجئ مما يجعلها أكبر دولة مضيفة للاجئين في أوروبا، ينحدر نصف عدد اللاجئين من سوريا.