تقارير | 22 02 2025

أثارت الدعوات التي وجهتها "اللجنة التحضيرية" لمؤتمر الحوار الوطني إلى مؤثرين وبلوجرز (مدونين) لحضور جلسات الحوار التمهيدية في المحافظات جدلاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بينما أوضحت "اللجنة" الهدف من تلك الدعوات.
وفي الوقت الذي انتقد فيه الكثيرون تلك الدعوات مبررين بأنها لن تقدم شيئاً لمؤتمر الحوار الوطني، اعتبر آخرون أنها البيئة الصحية التي يمكن أن تخرج بنتائج إيجابية للجميع.
دعوات
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لدعوات نشرها عدد من البلوجرز والمؤثرين من أجل حضور جلسات حوارية تمهيدية لمؤتمر الحوار الوطني، والتي تنظمها "اللجنة التحضيرية".
اقرأ أيضاً: بدء جولات اللجنة التحضيرية لـ"مؤتمر الحوار الوطني" في سوريا .. ما أهدافها؟
ونشر اليوتيوبرز السوري المقيم في ألمانيا آدم كادورة مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، أكد من خلاله حصوله على دعوة عن طريق وزارة الإعلام السورية لحضور جلسة حوارية في دمشق، مشيراً إلى أنه سيحضر تلك الجلسة.
وأثارت دعوة موجهة للشابة ماسة قنوع ابنة الممثل الراحل محمد قنوع انتقاداً واسعاً من قبل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعها للاعتذار عن الحضور.
ونشرت قنوع في حسابها على إنستغرام: "لكي لا أكون مصدر إزعاج لأحد، قررت الاعتذار عن الحضور، لأترك الفرصة لمن يمتلك خبرة حياتية أكبر مني.
وأضافت: "ولكن هذا لا يعني عدم دعمي لهذا المؤتمر. على العكس تماماً، أؤمن بأهمية هذه الخطوة وأدعم كل جهد يصب في بناء سوريا جديدة، حرة ومتنوعة".
وطالت الانتقادات دعوة ماسة قنوع بسبب ما برره المنتقدون "مواقف والدها الداعمة للنظام السوري السابق".
وتلقى صانع المحتوى السوري أحمد عزيز الجاسم دعوة لحضور جلسة حوارية في دمشق، ما عرّضه لانتقادات من قبل عدد من المتابعين الذين انتقدوه بسبب إيحاءات جنسية موجهة لأهالي محافظة إدلب أثناء زيارة سابقة لها.
ومن بين صناع المحتوى الذين حصلوا على دعوات لحضور الجلسات الحوارية، نشرت البلوجر السورية مايا نجار عبر خاصية الستوري في "إنستغرام" بطاقة الدعوة التي وجهت لها.
انتقادات
انتقد سوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي توجيه تلك الدعوات إلى المؤثرين، مبررين مواقفهم بأسباب مختلفة.
وقال لـ"روزنة" الصحفي السوري عمر حاج أحمد إن جلسات النقاش التمهيدي لمؤتمر الحوار الوطني ليست حكراً على أحد، طالما لديه المواطنة السورية ولم تتلطخ يداه بدماء السوريين.
وأوضح الحاج أحمد: "يجب أن تكون هناك محددات ومعايير للمدعوين والمشاركين، وانتخاب نخبة النخبة لهذه الدعوات، كون الغاية منها هو تحديد مسار مستقبل سوريا".
واعتبر أنه من غير الواجب أن تكون معايير هذه الدعوات هو عدد المتابعين، "أو التأثير السلبي بالمجتمع لمثل هؤلاء البلوجرز، وكذلك لا يجب أن يكون هناك جلسة خاصة بهم، وإنما هم جزء من مجموعة أجزاء وأطياف ضمن المجتمع السوري".
وأضاف الصحفي السوري: "إن كان هؤلاء البلوجرز أو اليوتيوبرية لديهم الدراية والخبرة بمواد الدستور السوري، والعقود المجتمعية الناظمة للدولة والمجتمع، وآليات وضع الأسس القانونية والمجتمعية والإصلاحية للدولة والمجتمع، فأهلاً وسهلاً بهم في تلك الجلسات، ونشدّ على أيديهم وأيدي الداعين لهم".
وأردف: "لكن إن كانت خبراتهم ومعارفهم سطحية وساذجة، وهذا ما يبدو لدينا حالياً، فلا يمكن اعتبار هذه الجلسات إيجابية لبناء شكل ومضمون سوريا الجديدة من خلالهم، لأن نتائج هذه الجلسات سيكون سطحياً وبعيداً عن التكنوقراطية المطلوبة في الفترة المقبلة".
بدوره، تساءل المحامي السوري صلاح الدين الدباغ، وفق رأيه، عن الدور الذي لعبه المؤثرون خلال السنوات الماضية، وما هي المؤهلات لحضورهم الجلسات الحوارية لمؤتمر الحوار الوطني.
وكتب الدباغ في حسابه على "فيسبوك": "يا حيف بس إذا تيكتوكرز ويوتيوبرز وبلوغرات حيكونو موجودين بمؤتمر يحدد مصير البلد، إذا هيك الحوار الوطني ففتحوا بث عالفيسبوك أوفر من الجمعات والتكاليف يا جماعة".
"اختلاف صحي"
في المقابل، رأى سوريون آخرون أن توجيه الدعوات إلى طبقات فكرية وعمرية مختلفة هو "حالة صحية"، وهذا ما يمكن أن يخرج بنتائج إيجابية، وفق تعبيرهم.
وكتب الدكتور مهيب القدور على حسابه في فيسبوك: "لقد هرمنا بانتظار هذه اللحظة التاريخية، لا قيمة ولا مبرر لأي حوار بين متماثلين ومتوافقين ومتواصلين".
وأشار إلى أن "الحوار الحقيقي، بين متناقضين مختلفين، متحاربين"، وأن الحوار هو "قيمة أخلاقية عليا، في سوريا القادمة".
وأضاف القدور: "إن تغيير عقل المجتمع والسلطة من ذهنية التلقين والإخبار والإبلاغ وأحادية التفكير إلى عقل جمعي يعتمد ثقافة الحوار التفاعلي بالاتجاهات المختلفة مع تصوير وتطبيق مخرجات الحوار".
واعتبر أن هذا التحول "هو أمر عسير، وطويل، ومسار لا ينتهي".
توضيح
أوضحت "اللجنة التحضيرية" لمؤتمر الحوار الوطني الهدف من تلك الدعوات.
ونقلت وكالة "سانا" عن "اللجنة" أن هذه الدعوات لا تعني دعوة رسمية لحضور مؤتمر الحوار الوطني، بل تأتي في إطار الجهود التمهيدية لتسهيل عمل اللجنة التحضيرية.
وأضافت اللجنة بأن جلسات الاستماع والحوار التي يتم تنظيمها بمشاركة شخصيات وفرق تطوعية تهدف إلى إشراك المواطنين في مناقشة مسار الحوار الوطني، ويتم توجيه دعوات لهذه الجلسات من قبل المتطوعين وهي مفتوحة للجميع وأحيانا تُنظم وفق الشرائح والتخصصات.
وبدأت، يوم الأحد الماضي، اللجنة التحضيرية لـ"مؤتمر الحوار الوطني" بإجراء جولات على المحافظات السورية، لمناقشة محاور تتعلق بالمؤتمر مع سوريين وسوريات من المجتمع المحلي.