تقارير وتحقيقات | 12 02 2025

تحدث وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، عن أهداف مؤتمر باريس حول سوريا المزمع عقده يوم غد الخميس في العاصمة الفرنسية باريس، والإعلان عن آلية مخصصة لزيارة اللاجئين السوريين في فرنسا لبلدهم دون فقدان وضعهم كلاجئين.
وحصلت روزنة على نسخة خاصة للقاء المصور باللغة الفرنسية، للوزير يحاوره شادي مطر، نرفق تفريغ كامل لها باللغة العربية، والأسئلة من "مطر" وإجابات السيد "نويل بارو" حول مؤتمر باريس وآلية زيارة اللاجئين لبلدهم وزيارة الوزير الفرنسي مؤخراً إلى دمشق.
كذلك، أشار وزير الخارجية الفرنسي عن رؤية بلاده لعملية الانتقال السياسي في سوريا، ودور باريس في دعم الحوار بين الحكومة الانتقالية في سوريا وقوات سوريا الديمقراطية.
وهذا نص الحوار بالكامل:
شادي مطر: مرحبًا بكم،
السيد جان نويل بارو: مرحبًا بكم،
شادي مطر: ما هي المواضيع الأساسية التي ستتطرقون إليها خلال مؤتمر باريس بشأن سورية؟ وهل تمت دعوة الممثلين الأكراد؟
يمثل هذا المؤتمر الثالث الذي ينظم في هذه الصيغة بشأن سورية ويضم ممثلين عن سورية وشركائها الإقليميين والغربيين كذلك بغية تناول العمل في سورية وتنسيقه مع شركائها وعمل شركاء سورية فيما بينهم. وأصبينا لهذه الدورة الثالثة من المؤتمر الذي عقد مرة كل شهر منذ سقوط نظام بشار الأسد، وبعدما عقدت دورته الأولى في العقبة في الأردن والثانية في الرياض في المملكة العربية السعودية، إفساح المجال للممثلين عن المجتمع المدني السوري الذين سيُستضافون وسيُستمع إلى تطلعاتهم وشواغلهم كذلك. وسنخصص فترةً من الوقت أيضًا للجهات المانحة الدولية التي دُعيت إلى الإسهام في انتعاش سورية الاقتصادي. وسيشارك في هذا المؤتمر إذن وزراء من البلدان الشريكة لسورية، أما الجزء المخصص للمجتمع المدني، فسيشارك فيه السوريون والسوريات بكل أطيافهم التي تشمل الأكراد بطبيعة الحال.
شادي مطر: هل تعتزم فرنسا مواصلة مقاضاة المسؤولين في النظام السابق؟ وهل تدعمون القرار الرامي إلى استرداد الحكومة السورية الأموال المجمدة في المصارف الأوروبية؟
تصدرت فرنسا مكافحة الإفلات من العقاب، قبل سقوط نظام بشار الأسد المجرم بفترة طويلة. ودعمنا قيصر واستضفناه وحميناه بوصفه أول شخص يُطلع المجتمع الدولي على فظائع نظام بشار الأسد. ودعمنا الجمعيات والمنظمات غير الحكومية في جمع الأدلة على جرائم النظام، وأصدر القضاء الفرنسي، حديثًا جدًا، مذكرة توقيف بحق بشار الأسد. وأعربتُ خلال زيارتي إلى دمشق ولقائي الممثلين عن السلطة الانتقالية عن رغبتنا في المشاركة بصورة كاملة في مكافحة الإفلات من العقاب. ولن تتحقق النهضة الأخلاقية في سورية بلا تحقيق العدالة. وتندرج قضية الأصول بلا أدنى شك في هذا العمل الذي نعرب عن استعدادنا الانخراط فيه مع السلطة الانتقالية تماشيًا مع الاقتراحات التي قدمتُها خلال زيارتي.
شادي مطر: تستضيف فرنسا آلاف اللاجئين السوريين. هل تنظرون في إتاحة زيارتهم سورية بلا تقديم تبرير الزيارة بسبب قهري وبلا أن يفقدوا حقهم في اللجوء؟
يجب التذكير أنّه عندما ينتفع شخص بحماية فرنسا الدولية، أي بصفة لاجئ، فلا ينبغي له، من حيث المبدأ، العودة إلى بلده الأصل، وإلا تفقد الحماية الدولية صحتها ولا تعد ملائمة. غير أنّ الحالة تختلف بالنسبة للسوريات والسوريين الذين فروا من الاضطهاد، أي عدة الملايين الذين غادروا بلدهم من جراء قمع نظام بشار الأسد الوحشي لثورة عام 2011. ويرغب في المرحلة الراهنة عدد كبير منهم في فرنسا وفي بلدان أوروبية أخرى في العودة إلى بلدهم، ليتعرّف صغار السن على بلدهم أول مرة، بلا فقدان صفة اللاجئ فور مغادرتهم. وقررنا لذلك منح المواطنين السوريين اللاجئين في فرنسا تصاريح مرور تتيح لهم زيارة سورية بصورة انتقالية، بلا فقدان صفة اللاجئ وحماية فرنسا الدولية.
شادي مطر: ما الذي تستنتجونه من زيارتكم الحديثة إلى دمشق واستوقفكم فيها؟
أستنتج أنّ شعلة أمل اتقدت بعد 13 عامًا من القمع الوحشي، بعدما خنق النظام اقتصاده وشعبه لمدة 13 عامًا. ومع أنّه بصيص أمل، فهو أمل حقيقي يتطلب تحولّه إلى حقيقة فعلية اتحاد السوريات والسوريين بغية بناء مستقبل بلدهم. واستوقفتني صور سجن صيدنايا التي لا تمحى من الذاكرة، معسكر الإبادة هذا، المسلخ البشري الذي استخدمه نظام بشار الأسد كأداة لترهيب شعبه. وإذا أردنا أن تتمكن سورية من النهوض، إذا أردنا أن تصبح موطن استقرار للمنطقة وبذلك لمنطقة البحر الأبيض المتوسط برمتها التي تبلغ أوروبا فيجب تحقيق العدالة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الشنيعة.
شادي مطر: كيف تقيّمون تقدّم الحكومة السورية الجديدة؟
استمعت السلطة الانتقالية التي التقيتها في دمشق إلى توقعاتنا وتوصياتنا أنا وزميلتي الألمانية التي رافقتني، لتنفيذ عملية إعادة الإعمار المؤسساتي والسياسي وإشراك السوريات والسوريين بكل أطيافهم، ولألا يفسح هذا الانتقال السياسي أي مجال لإرهاب تنظيم داعش الإسلامي، الذي حاربناه بلا هوادة منذ عشرة أعوام، إلى جانب شركائنا الأكراد في شمال شرق سورية، أي شركائنا الأكراد الذين يحرسون السجون التي يقبع فيها عدة عشرات من آلاف المقاتلين الإرهابيين وأسرهم، وليتيح هذا الانتقال فرصة السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيميائية التي بناها نظام بشار الأسد واستخدمها ضد شعبه وتدميرها. ونرغب في العمل مع السلطة الانتقالية بناءً على هذا النهج الذي سيمثل الإطار لنمضي قدمًا في تخفيف تدريجي لا رجعة فيه لجزاءات الاتحاد الأوروبي السارية حتى المرحلة الراهنة على سورية، والتي بات يجب تخفيفها بغية تيسير الانتعاش الاقتصادي ونهوض البلد بوجه خاص.
شادي مطر: ما هي الجهود التي تبذلها فرنسا من أجل التقارب بين القوات الكردية والحكومة السورية؟
وجهنا رسائل للسلطة الانتقالية، للحكومة السورية لاستهلال حوار، وهو ما تحقق بالفعل. وسعينا كذلك من أجل استهلال حوار بين أكراد شمال شرق سورية، وأكراد سورية وأكراد العراق، ونصبو بطبيعة الحال إلى أن تُراعى حقوق الأكراد السوريين وأن يتم التوصّل إلى حل يضمن مصالح الجار التركي الأمنية، ويتيح تعبير الأكراد عن مواطنتهم السورية بصورة كاملة كذلك.