أكثر من مئة ألف عائد من المعابر مع تركيا.. ما التحديات المحتملة؟

أكثر من مئة ألف عائد من المعابر مع تركيا.. ما التحديات المحتملة؟

تقارير وتحقيقات | 11 02 2025

نور الدين الإسماعيل

أعلن مدير مكتب العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش أن أكثر من مئة ألف سوري عبروا المنافذ الحدودية مع تركيا وعادوا للاستقرار في بلادهم منذ سقوط النظام السوري السابق في الثامن من كانون الأول الماضي.

وقال علوش لوكالة "سانا" أمس الاثنين: "خلال شهرين من تحرير سوريا من النظام البائد، استقبلت المنافذ الحدودية مع تركيا 100 ألف و 905 أشخاص من السوريين الذين دخلوا الأراضي السورية للاستقرار في بلادهم".

وبحسب علوش، توزع العائدون على معبر باب الهوى بنحو 49 ألفاً و485 شخصاً، ومعبر السلامة 35 ألفاً و834 شخصاً، ومعبر كسب 7 آلاف و644 شخصاً، ومعبر الحمام 5 آلاف و504 أشخاص، ومعبر جرابلس 2438 شخصاً.

تأمين السكن

معظم العائدين يواجهون مشكلة في تأمين السكن بعد سنوات من الهجرة، خاصة المنحدرين من مناطق دمرتها قوات النظام السابق في إدلب وحماة وحلب وحمص وريف دمشق ودير الزور.

اقرأ أيضاً: نسبتهم ضئيلة للغاية.. سوريون عادوا نهائياً من دول الجوار: حلم وتحقق

يقول حسن لـ"روزنة" إنه رغم سعادته بالعودة إلى سوريا إلا أن مشكلة السكن شكلت له تحدياً كبيراً.

ويضيف الرجل الخمسيني: "زرت بلدتي المدمرة (كفرومة) وفوجئت بحجم الدمار الهائل، فمنزلي أمسى ركاماً، ما اضطرني للبحث عن منزل بالإيجار يتناسب مع وضعي المادي".

واستأجر حسن منزلاً في مدينة سلقين غرب إدلب بـ50 دولاراً، بينما يتمكن من عودته إلى وظيفته التي فصله النظام السابق منها في شركة الكهرباء، ما قد يساعده على بداية حياة جديدة، خاتماً حديثه بابتسامة: "تعودنا على التنقل والتأقلم".

مستوى معيشي صعب

تعاني البلاد من التضخم الاقتصادي يقابله قلة فرص العمل وتدني مستوى الأجور، خصوصاً في المناطق التي كان يسيطر عليها النظام السوري السابق قبل سقوطه.

اضطرت عائلة خالد للاستقرار في إدلب شمالي غربي سوريا، بالرغم من أنه ينحدر من حي جوبر بريف دمشق، نتيجة الدمار في الحي وعدم إمكانية العيش فيه.

وتحدث خالد لـ"روزنة"، قائلاً: "عدت من تركيا وأنا أعلم الأوضاع في البلاد، لكن ليس أمامنا الكثير من الخيارات، إلا أن الحياة في إدلب كانت أفضل من بقية المناطق، فأنا غير قادر على الاستئجار في دمشق".

ويشرح خالد أنه بعد زيارة إلى مدينة دمشق فوجئ بالغلاء "الفاحش" في كل شيء، "حتى أجرة المنزل هناك خيالية، تتعدى مليوني ليرة سورية (200 دولار تقريباً) في الأحياء الشعبية".

وأشار إلى أن الغلاء وارتفاع الأسعار يشمل المواد الأساسية، في حين يختلف الوضع "نوعاً ما" في شمالي غربي سوريا، منوهاً إلى أنه سيعمل في مهنته الأساسية نجار موبيليا، حيث يبحث عن مكان لورشته الجديدة.

التعليم

من أعقد المشكلات التي قد يواجهها العائدون إلى سوريا من تركيا يشكل التعليم هاجساً للأهالي الذين كان أطفالهم يتلقون تعليمهم باللغة التركية، في حين يتلقى الطلاب السوريون في الداخل تعليمهم باللغة العربية.

وكشفت أريج التي تعيش في مدينة بورصة التركية لـ"روزنة" أنها رغم رغبتها الشديدة بالعودة إلى سوريا للاستقرار فيها مع العائلة إلا أنها مترددة بسبب مشكلة اللغة حيث اعتاد أطفالها على التعلم باللغة التركية.

وأضافت أريج: "ربما نعود قريباً، لا أدري، وحينها سيواجه أطفالي صعوبة في الدروس والمنهاج الجديد، لكننا لم نتخذ قراراً نهائياً بهذا الخصوص".

تحذيرات أممية

في كانون الأول الماضي، حذرت مديرة المنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب، في تصريح صحفي بجنيف، بعد زيارة أجرتها إلى سوريا من عودة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلادهم في الوقت الراهن.

وقالت بوب: "نعتقد أن عودة ملايين الأشخاص من شأنها أن تخلق صراعاً داخل مجتمع هش بالفعل".

وأضافت المسؤولة الأممية: "نحن لا نشجع العودة على نطاق واسع، المجتمعات ليست مستعدة لاستيعاب النازحين"، ودعت المانحين لتقديم الدعم من أجل المساعدة في استقرار وسوريا وإعادة بنائها.

وقالت "الأمم المتحدة" في تقرير لها، الخميس: "سوريا لا تزال غير مستقرة" وقد دُمرت أو تضررت أجزاء كبيرة منها بسبب الصراع، وهي غير قادرة على دعم تدفق العائدين.

وبالنسبة للعديد من السوريين، فإن الظروف على الأرض في سوريا غير واضحة بما يكفي لمعرفة ما إذا كانت العودة ستكون آمنة أو مرغوبة، في ظل عدم اليقين بشأن من سيسيطر على أجزاء مختلفة من الأراضي السورية، تضيف الأمم المتحدة.

وتشير الأمم المتحدة إلى أنّ العائدين سيواجهون نقصاً كبيراً في المساكن، وفجوات في البنية التحتية، وفرصاً محدودة للعيش، لا سيما في قطاعات الزراعة والبناء والصناعة.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض