تقارير | 9 02 2025

اختتمت، يوم أمس السبت، فعاليات مؤتمر SYNC’25 في فندق الشيراتون بدمشق، تحت شعار "هيا نناقش التكنولوجيا" (Let’s Tech It Out)، بمشاركة نخبة من الخبراء السوريين والعالميين في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال.
وأقيم المؤتمر بالتعاون مع جامعة دمشق والهيئات الأكاديمية في سوريا، يومي الجمعة والسبت، على شكل مبادرة أطلقها رجال أعمال ومهندسون سوريون يعملون في وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا الأمريكية، بهدف تعزيز التعاون بين القطاع التكنولوجي السوري والخبرات العالمية، وفتح آفاق جديدة أمام المواهب المحلية.
ولم يقتصر المؤتمر على كونه حدثاً تقنياً، بل كان الهدف منه إرساء منظومة مستدامة تجمع بين التدريب والتوظيف والتمكين، مع تركيز خاص على دعم النساء السوريات في المجال التكنولوجي، وفق المنظمين.
اقرأ أيضاً: جمال سليمان من دمشق: متفائل بسوريا الجديدة
ومن خلال هذه المبادرة، يأمل المنظمون في ربط الكفاءات السورية بالفرص التقنية العالمية، ومساعدة رواد الأعمال والمطورين على الاندماج في سوق العمل الرقمي، رغم التحديات الكبيرة التي تواجههم في ظل الظروف الحالية.
تمكين المرأة في التكنولوجيا.. مبادرة "Women in Tech"
من بين المبادرات البارزة التي أُطلقت ضمن "SYNC"، تأتي مبادرة "Women in Tech"، التي تهدف إلى تدريب النساء السوريات وتمكينهن من دخول سوق العمل التكنولوجي.
وفي حديث لـ"روزنة" أكدت ميسر تقي الدين، إحدى منظمات المؤتمر، أن المبادرة جاءت استجابة للحاجة الملحة إلى دعم النساء في مجال التقنية، ومنحهن الأدوات اللازمة لاكتساب مهارات تتيح لهن الوصول إلى وظائف تقنية عالية الجودة.
واعتبرت أن توفير فرص العمل ليس التحدي الوحيد، بل هناك حاجة ماسة إلى تحسين مهارات اللغة الإنكليزية، إذ أن التمكن من اللغة بات شرطاً أساسياً لأي شخص يسعى إلى العمل في بيئات دولية.
25 ألف فرصة عمل للسوريين
أوضحت ميسر تقي الدين أن المبادرة لا تقتصر على تقديم التدريب فقط، بل تسعى أيضاً إلى خلق فرص عمل حقيقية من خلال التعاون مع الشركات السورية والدولية، ودفع هذه الشركات إلى اعتماد أنماط العمل عن بُعد، مما يتيح للسوريين العمل في السوق العالمية رغم التحديات المحلية.
وأشارت إلى أن الهدف بعيد المدى لهذه الجهود، وهو خلق 25 ألف فرصة عمل للسوريين داخل البلاد خلال السنوات الخمس القادمة، وهو تحدٍّ ليس بالسهل، لكنه ممكن بفضل الشغف والالتزام الواضحين لدى المشاركين في المؤتمر.
"SYNC" حالة أمل
بدورها قالت لـ"روزنة" نور الخطيب، المسؤولة عن التسويق وإدارة المؤتمر، "SYNC" إنه أكثر من مجرد حدث تقني، بل هو حالة أمل للسوريين الطموحين الذين يسعون لبناء مستقبلهم في مجال التكنولوجيا.
وأكدت أن أحد أهم أهداف المؤتمر هو كسر العزلة التي يعاني منها الشباب السوري بسبب ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى المعلومات والأدوات الرقمية.
وأوضحت الخطيب أن المؤتمر يعمل على توفير قنوات تواصل مستدامة بين السوريين في الداخل والخارج، وذلك من خلال إطلاق شبكات دعم على منصات مثل "تليغرام"، حيث يمكن للمشاركين تبادل المعرفة والفرص والخبرات.
وأشارت إلى وجود تخطيط لإقامة فعاليات مستقبلية في مراكز التكنولوجيا الكبرى، مثل سيليكون فالي، بهدف تعزيز الروابط بين الخبرات السورية وأصحاب القرار في الشركات التكنولوجية العالمية.
تحديات كبيرة، ولكن الطموح أكبر
كثيرة هي العقبات التي تواجه الجهود المبذولة، إلا أن القائمين على المبادرة يملكون طموحاً أكبر، وفق تعبير الخطيب.
وتابعت حديثها: "بلا شك أن هناك عقبات كبيرة تواجه هذه الجهود، بدءاً من ضعف البنية التحتية وانقطاع الإنترنت في سوريا، مروراً بالعقوبات الاقتصادية، وصولاً إلى الفجوة الكبيرة في المهارات الرقمية مقارنةً بالمعايير العالمية".
واعتبرت أنه بالرغم من ذلك فإن ما يميز "SYNC" "هو الإصرار على مواجهة هذه التحديات من خلال حلول عملية، مثل إطلاق برامج تدريبية، وربط السوريين بفرص عمل عن بُعد، وتعزيز مهاراتهم في اللغة والتواصل، وتمكين النساء بشكل خاص من دخول المجال التقني".
ووصف القائمون على المبادرة "SYNC" بأنه يمثل خطوة جريئة نحو تمكين السوريين من الانخراط في الاقتصاد الرقمي العالمي.
وأشاروا إلى أنه بفضل الجهود المتواصلة والتعاون بين الخبرات المحلية والعالمية، باتت هناك فرصة حقيقية لبناء مستقبل أكثر إشراقاً للسوريين في قطاع التكنولوجيا.
ووفق حديثهم فإن المؤتمر ليس مجرد حدث عابر، بل هو مشروع استراتيجي يمتد على مدار السنوات القادمة، واضعاً الأسس لتغيير جذري في واقع العمل التقني في سوريا، وقادراً على تحقيق نقلة نوعية في حياة الآلاف من الشباب الطموحين.