تقارير | 9 02 2025

أعلنت إدارة مستشفى باب الهوى توقف الدعم عنه، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى نقص الخدمات الطبية عن مليوني شخص مستفيدين من الخدمات التي يقدمها المستشفى في شمالي غربي سوريا، نتيجة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعليق الدعم الخارجي.
ونظم العاملون في مستشفى باب الهوى وقفة احتجاجية، اليوم الأحد، مطالبين باستمرار الدعم المقدم للمستشفى، ومحذرين من نتائج توقف الدعم التي وصفوها بـ"الكارثية".
ما علاقة قرار ترامب؟
قال لـ"روزنة" مازن كوارة، المدير الإقليمي لمنظمة "SAMS" الداعمة للمستشفى: "كنا على موعد مع تمويل أمريكي عبر منظمة الصحة العالمية في فبراير/شباط ومارس/آذار، لكن هذا الدعم تم تعليقه بسبب قرار إدارة ترامب بإيقاف التمويل الخارجي".
اقرأ أيضاً: بسبب توقف الدعم.. إدلب: مستشفيات مهددة بالإغلاق والنتائج "كارثية"
وأضاف كوارة: "رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها SAMS لتأمين مانح جديد، فإننا لم نحصل على أي التزامات جديدة حتى الآن، ما وضعنا أمام تحدٍ كبير في استمرار تشغيل المستشفى".
وأكد أن توقف التمويل عن المستشفى سيؤدي إلى "كارثة صحية خطيرة تهدد حياة آلاف المرضى، لا سيما الأطفال الذين استفادوا من عمليات زراعة القوقعة، ومرضى الأورام والفشل الكلوي، والذين كانوا يعتمدون على المستشفى لتلقي العلاج المنتظم".
ودعا جميع الجهات الإنسانية والداعمين والمانحين إلى التحرك العاجل لإنقاذ هذا المستشفى الحيوي، وضمان استمرار تقديم خدماته المنقذة للحياة.
إدارة المستشفى تعلّق
قالت إدارة مستشفى باب الهوى في بيان، أمس السبت: "تم إبلاغنا بتوقف دعم المشفى، والبقاء على الحالات الإسعافية والطوارئ المنقذة للحياة، بقسمي الإسعاف والعمليات الاسعافية فقط".
وأشارت الإدارة إلى أن المستشفى "أمام تحدي توقف التمويل في بداية شهر شباط الجاري، وهو ما يهدد توقف الخدمات الحيوية لأكثر من 2 مليون شخص، بينهم المُهجرون داخلياً والمقيمون في المخيمات المحيطة".
وأوضح البيان أن العمل سيستمر في المستشفى ضمن الخدمات المنقذة للحياة في العمل الإسعافي بقسمي الإسعاف والعمليات الإسعافية فقط.
وكان المستشفى منذ 11 عاماً يقدم خدمات طبية متنوعة شملت الرعاية الصحية الأولية والثانوية بالإضافة إلى الجراحات المتخصصة، وعلاجات الأورام، وخدمات الطوارئ، بما فيها تلك المرتبطة بضحايا الهجمات العسكرية وغيرها من الحوادث والإصابات التي يتعرض لها سكان المنطقة.
خدمات مستشفى باب الهوى
وفق الدكتور كوارة فإن مستشفى باب الهوى هو "أول مستشفى في الشمال السوري يجري عمليات زراعة القوقعة للأطفال فاقدي السمع، حيث تم إجراء 50 عملية زراعة قوقعة".
ويعتبر المستشفى المركز الرئيسي في المنطقة لجراحة أورام الدماغ والعمود الفقري، إضافة إلى ما يقدمه من خدمات طبية وجراحية متكاملة تشمل الجراحة العامة، العظمية، الصدرية، الوعائية، البولية، الأذنية، الفكية، العينية، وجراحة الشبكية.
وأشار إلى أن المستشفى ما يزال قيد العمل حالياً ولم يُغلق بشكل كامل، مضيفاً أن "التمويل المخصص له انتهى تماماً. منذ أكتوبر الماضي، وتموّل SAMS المستشفى من تبرعات خاصة، إضافةً إلى منحة صغيرة من GIZ، ومع ذلك، لا يمكنها الاستمرار بتمويله وحدها نظراً لضخامة احتياجاته التشغيلية، التي تتجاوز 2 مليون دولار شهرياً".
شبح توقف الدعم
لم يكن مستشفى باب الهوى هو الوحيد الذي توقف عنه الدعم، وذلك نتيجة التوقف الذي تعرضت له عدة مستشفيات في شمالي غربي خلال الفترة الماضية.
وبحسب تصريح للمسؤول الإعلامي في مديرية صحة إدلب كرم الشيخ علي، لـ"روزنة" فإن عدد المنشآت الصحية التي توقف عنها الدعم لغاية شهر حزيران الماضي، بلغ 112 منشأة تخدم حوالي 1.5 مليون نسمة.
وأشار إلى أنه مع حلول نهاية العام 2024 سوف يرتفع هذا الرقم إلى 136 منشأة من بينها 42 مركز يقدم خدمات الصحة الإنجابية، مشيراً إلى أن هذه المنشآت تخدم 5 مليون شخص يعيشون في هذه المنطقة منهم 3.5 مليون من النازحين ضمن مخيمات قرب الشريط الحدودي مع تركيا.
وقالت الأمم المتحدة إن نصف المرافق الصحية في شمال غربي سوريا معرّضة لخطر الإغلاق بحلول نهاية العام، بسبب نقص التمويل
وأوضحت الأمم المتحدة، في بيان، أيلول الماضي، أنهم تلقوا 26 بالمئة فقط من المبلغ الإجمالي المطلوب لهذا العام، لمساعدة نحو 11 مليون شخص في سوريا والذي يقدر بـ 4.1 مليار دولار.
وفي 20 كانون الثاني الماضي، أصدر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أمراً تنفيذياً، يقضي بأن سياسة الولايات المتحدة هي عدم صرف أي مساعدات خارجية أخرى من الولايات المتحدة، بطريقة لا تتوافق بشكل كامل مع السياسة الخارجية لرئيس الولايات المتحدة.