حداداً على ضحايا الانفجار.. إضراب عام في منبج ومطالبات بضبط الأمن

حداداً على ضحايا الانفجار.. إضراب عام في منبج ومطالبات بضبط الأمن

تقارير وتحقيقات | 4 02 2025

إيمان حمراوي

تشهد أسواق مدينة منبج شرقي حلب، اليوم الثلاثاء، إضراباً عاماً، حداداً على أرواح ضحايا انفجار السيارة المفخخة أمس، الذي تسبب بمقتل وإصابة 33 شخصاً، معظمهم من النساء، ولمطالبة الحكومة السورية الانتقالية، بضبط الأمن.

وبينما يتهم ناشطون وفصائل محلية "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بالوقوف وراء الانفجار، نفت الأخيرة مسؤوليتها وأدانته، واصفة إياه بـ"الإرهابي"، متهمة بالمقابل"الجيش الوطني" بتنفيذه، المنضم مؤخراً إلى وزارة الدفاع، بعد حل الفصائل.

وأفاد "الدفاع المدني السوري"، في آخر حصيلة نشرها حول التفجير، أنّ عدد قتلى التفجير حتى الساعة السابعة من مساء أمس الإثنين، بلغ 15 شخصاً، بينهم 11 امرأة وثلاثة أطفال ورجل، فيما الإصابات بلغت 18 (13 سيدة و5 أطفال).

جميع الضحايا والمصابات هنّ عاملات في الزراعة، وفق الدفاع المدني، حيث انفجرت السيارة المفخخة بجانب سيارة كانت تقلّهنّ إلى الأراضي الزراعية، على طريق رئيسي على أطراف مدينة منبج شرق حلب.

نخاف على أرواحنا

أم أحمد، سيدة من أهالي مدينة منبج تطالب الحكومة السورية الجديدة بضبط الأمن عبر روزنة متسائلة: "وين الأمن وليش الإهمال؟ بدنا نجيب قوت يومنا، ما منعرف إذا منرجع أو لا".

وتضيف: "صارلنا شهرين على هالحالة، بدنا صوتنا يوصل للإدارات والمؤسسات الحكومية".

وحول الإضراب العام في أسواق منبج، يقول حامد العلي، مسؤول المكتب الإعلامي لمدينة منبج وريفها، لروزنة: "الإضراب جاء حداداً على أرواح الضحايا، وللتنديد بالانفجار الذي حصل أمس، ولمطالبة الحكومة السورية الانتقالية بضرورة ملاحقة المجرمين الذين نفّذوا التفجير، وإنهاء ملف قسد".

ويضيف: "هناك اتهامات لقسد بالوقوف وراء هذا التفجير (...) أهالي المدينة يريدون حلاً جذرياً لأمر الانفجارات، هم خائفون وبخاصة مع تردي الوضع الأمني ووقوع سبع تفجيرات جميع ضحايا مدنيون، وأغلبهم أطفال ونساء"

ويشير العلي إلى أنّ هذا الانفجار هو السابع خلال نحو شهرين، بعد سيطرة "الجيش الوطني السوري" على المدينة، والذي أصبح ضمن تشكيلة "الجيش السوري" الجديد، بعد الإعلان عن حله مع بقية الفصائل خلال الأيام الفائتة.

اقرأ أيضاً: منبج: قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة.. ما الذي يحدث؟

وسيطرت فصائل "الجيش الوطني" (المنضوية تحت الجيش السوري مؤخراً) على مدينة منبج في 8 كانون الأول الماضي، ضمن عملية "فجر الحرية"، إثر معارك ضارية مع "قوات سوريا الديمقراطية"، دون مشاركة قوات "ردع العدوان" التي تقودها "هيئة تحرير الشام" في المعارك.

ويتهم ناشطون محليون "قسد" بالمسؤولية عن تفجير المفخخات في منبج بالأسابيع الماضية، بينما تنفي الأخيرة منذ سنوات الاتهامات الموجهة باستهدافها لمدن سيطرة "الجيش الوطني" في شرقي وشمالي حلب.

من جهته يقول زهير، أحد أهالي مدينة منبج لروزنة: "هناك خوف وإضراب عن العمل لمدة أسبوع حتى تتوضح الأمور، لكن في حال حدوث تفجير جديد سوف تشل حركة المدينة نهائياً".

ولفت زهير إلى أنّ "معظم الناس تبتعد عن الازدحام داخل الأسواق والشوارع الرئيسية خوفاً من أي تفجير جديد".

مطالبات بالإبلاغ

"إدارة منبج العسكرية" أصدرت، أمس الإثنين، بياناً، طالبت فيه المواطنين بالانتباه إلى أي مركبة مشبوهة تركن أمام المحال التجارية أو في الأماكن العامة، وبخاصة إن لم يكن صاحبها معروفاً.

وأكد البيان على عدم السماح لأي شخص مجهول بركن سيارته أمام المحال التجارية، خشية أن تكون المركبات مفخخة. وطالب بالتبليغ عن أي أمر مريب حفاظاً على الأمن والسلام.

"إدارة منبج العسكرية"، هي إدارة عسكرية وأمنية طارئة تابعة إلى فصائل "الجيش الوطني" الذي انضم مؤخراً إلى وزارة الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية، وفق حامد العلي مسؤول المكتب الإعلامي لمدينة منبج وريفها.

"قسد" تدين التفجير!

نفت "قسد" مسؤوليتها عن تفجير الأمس، واتهمت "الجيش الوطني" بتنفيذه.

وقالت في بيانها، أمس الإثنين: "إن استخدام الأجهزة المتفجرة والاقتتال الداخلي والإرهاب والفوضى والتحريض على الفتنة هي تكتيكات أساسية تستخدمها الفصائل التابعة لتركيا".

وتابع البيان: "تلجأ هذه الفصائل باستمرار إلى مثل هذه الأساليب لغرس الخوف بين السكان وقمع أي احتجاجات ضد تدهور الأوضاع في منبج، بما في ذلك السرقة والنهب والعنف الجنسي الذي يرتكبه أفرادها".

وعرضت "قسد" استعدادها للتعاون مع إدارة دمشق "لتحديد هوية الفاعلين وراء هذه التفجيرات والأطراف التي تحاول التستر على أفعالها عبر اتهامات لا أساس لها من الصحة والموجهة لقواتنا دون تحقيق أو دليل" وفق البيان.

تفجيرات سابقة

استهدفت سيارة مفخخة مدينة منبج، مساء السبت الماضي، ما تسبب بمقتل أربعة أشخاص وإصابة تسعة آخرين بينهم أطفال.

وقالت "إدارة منبج العسكرية" إن "قسد" مسؤولة عن تفجير سيارة مفخخة يقودها شخص أصله من عين العرب "كوباني" ويسكن مدينة الرقة، ركنها قرب روضة أطفال ومشغل خياطة نسائي في منبج، ومن ثم غادر الموقع مباشرة متوجهاً إلى الرقة بسيارة تكسي، وناشدت سائق التكسي بالإدلاء بشهادته.

وفي 23 كانون الثاني الماضي، استهدفت سيارة مفخخة شارع الرابطة وسط مدينة منبج شرقي حلب، وفق الدفاع المدني السوري.

سبق ذلك في 31 كانون الأول الماضي انفجار سيارة مفخخة في مدينة تل رفعت بريف حلب الشرقي، أدت إلى إصابة ستة أشخاص بجروح.

وفي 27 كانون الأول، انفجرت سيارة مفخخة أمام المسجد الكبير وسط مدينة منبج شرقي حلب، تسببت بوقوع إصابات في المكان، نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

وفي 24 كانون الأول انفجرت سيارة مفخخة قرب مبنى التجنيد وسط مدينة منبج، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى.

وأفاد "الدفاع المدني السوري" بمقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين بينهم طفلان في انفجار السيارة المفخخة التي استهدفت المدينة.

لماذا منبج؟

تكتسب مدينة منبج أهمية كبيرة حيث تعتبر نقطة وصل بين مناطق ريف حلب الشرقي مع مناطق الرقة، إضافة إلى قربها من سد تشرين ونهر الفرات.

وشهدت المدينة توتراً أمنياً عبر استهدافها بالسيارات المفخخة منذ سيطرة فصائل "الجيش الوطني" عليها في 8 كانون الأول الماضي، ضمن عملية "فجر الحرية"، إثر معارك ضارية مع "قوات سوريا الديمقراطية".

وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" قد سيطرت على المدينة، عام 2016، بعد معارك شنتها مع "تنظيم الدولة" داعش" والذي انتهى وجوده في منطقة شرق حلب على إثرها، بعد سنوات من سيطرته على المدينة التي انتزعها من "الجيش الحر" عام 2014.

وفي مطلع عام 2017، أُعلن تشكيل "مجلس منبج العسكري"، والذي يضم مقاتلين من الأكراد والعرب، والذي يتبع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" وشارك معها في معاركها اللاحقة.

وتستمر "قسد" بالسيطرة على أجزاء واسعة من مناطق الجزيرة السورية في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، منذ سقوط النظام السوري السابق وهروب بشار الأسد.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض