تقارير وتحقيقات | 3 02 2025

مع إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب حديثاً دونالد ترامب تعليق المساعدات الأمريكية الخارجية للدول والمنظمات، بدأت ملامح التأثر تظهر على بعض القطاعات في مخيمات شمالي غربي سوريا.
وبحسب مصادر خاصة لـ"روزنة" من العاملين في عدد من المنظمات فإن القطاعات التي توقف عنها الدعم هي التي تصنف ضمن "غير المميتة"، كمشاريع الدعم النفسي وتمكين المرأة، إضافة إلى قطاع النظافة الذي يخدم عدداً كبيراً من المخيمات.
مشاريع الـ" wash" المتضررة
توقفت بعض المنظمات العاملة في شمالي غربي سوريا والتي تحصل على تمويلها من المساعدات الأمريكية عن تقديم خدمات النظافة لسكان المخيمات، والتي تعرف بمشاريع الـ" wash".
اقرأ أيضاً: البيت الأبيض يعيد تقييم وتنظيم المساعدات الخارجية للولايات المتحدة
وتداول ناشطون سوريون صورة لإيميل موجه من منظمة " acted" إلى "مكتب تنسيق العمل الإنساني بحلب" التابع لـ"الإدارة العامة للشؤون الإنسانية"، أكدت صحته لـ"روزنة" مصادر من داخل المنظمة، يعلن توقف المشارع الخاصة بالنظافة التي تديرها المنظمة.
وبحسب نص الرسالة: "نود إعلامكم أنه اعتباراً من يوم 31 كانون الثاني 2025 سيتم إيقاف جميع خدمات الووش تزويد المياه - ترحيل القمامة - شفط الجور الفنية بالإضافة إلى خدمات الفود مشروع النقد مقابل الغذاء التي تقدمها منظمتنا".
وأوضحت المنظمة أن "ذلك في ضوء القرارات التي اتخذتها الخارجية الأمريكية بخصوص تعليق المساعدات الإنسانية لمدة 90 يوماً".
ونوهت إلى أن المنظمة تواصل حالياً التفاوض مع المانحين المعنيين بهدف إيجاد حلول مناسبة تضمن استئناف هذه الخدمات في أقرب وقت ممكن، مضيفةً أنه "في هذه الأثناء، ستكون سلامة وأمن هذه المنشآت تحت مسؤولية السلطات المحلية المعنية".
"خطر كبير"
يشكل توقف الدعم عن قطاع النظافة تحدياً كبيراً يواجه سكان المخيمات في شمالي غربي سوريا، الذين لم يتمكنوا من العودة إلى مناطقهم المدمرة على يد قوات "النظام السوري" السابق.
وقال أحمد السويد مدير "مخيم المدينة المنورة" في باريشا شمال إدلب، لروزنة، إن إيقاف مشاريع النظافة عن المخيمات يشكل "خطراً كبيراً" لما فيه من مخاطر صحية قد تنتشر في المخيمات، حال حدوثه.
وأشار إلى أن ذلك قد يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات، كما سيؤدي إلى انتشار الأمراض في مجتمع هش أساساً يعاني من نقص كبير في الخدمات.
توقف دعم
عدد من المنظمات الإنسانية التي تحصل على تمويل من الإدارة الأمريكية أوقفت مشاريعها في شمالي غربي سوريا، في ظل استمرار عمل منظمات أخرى تُمول من جهات مختلفة.
تدعم منظمة "أكتد" مشروع النظافة والمياه في مخيمات الزوف، إلا أنها أخبرت سكان المخيم بتوقفها عن تقديم خدمات "الووش" عن المخيم بعد ثلاثة أيام.
وقال الصحفي السوري حسن درويشو الذي يعيش في منطقة الزوف، لروزنة، إن المنظمة ستعلّق مشروعها المتضمن ترحيل القمامة وشفط الجور الفنية في المخيم، إضافة إلى إيقاف تزويد المخيم بالمياه.
الأمر ذاته ينطبق على منظمات أخرى عاملة في مناطق مختلفة من شمالي غربي سوريا كمنظمة "شفق" و"الإحسان" إضافة إلى "أكتد"، التي تعمل في مخيمات قاح ومخيمات "الكرامة"، وفق الصحفي السوري المقيم في منطقة قاح عبد الله العبود.
تواصل "مثمر"
أعلنت الصفحة الرسمية لـ"مشروع الأيادي الخضراء" على فيسبوك استئناف تقديم الخدمات الأساسية من تزويد المخيمات بالمياه وجمع النفايات وشفط الجور الفنية، في مخيمات أطمة اعتباراً من يوم السبت، الأول من شباط 2025.
وأوضح "المشروع" الممول من منظمة "مجتمعات عالمية" (Global Communities) الأمريكية، أن الاستئناف قُرر بعد التواصل مع الجهات المانحة لإعفاء الأنشطة الحيوية من قرار التعليق.
وكانت المنظمة قد أعلنت الثلاثاء الماضي "تعليق جميع أنشطة خدمات المياه والصرف الصحي والتوعية، حتى إشعار آخر"، بسبب "إشعار التعليق الصادر عن الجهة المانحة".
وأضافت المنظمة في بيان على الصفحة الرسمية للمشروع في فيسبوك: "بالرغم من أن النتيجة غير مضمونة (نؤكد) أننا على تواصل مع المانحين لإقناعهم بإعفاء الأنشطة الأساسية الضرورية للحياة من قرار التعليق و نعتقد ان هذا الأمر سيستغرق بعض الوقت".
تعليق المساعدات
في 21 كانون الثاني الماضي، أصدر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حزمة من القرارات بعد توليه منصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، منها إعادة تقييم وتنظيم المساعدات الخارجية المقدمة من الولايات المتحدة للدول والجهات الأخرى.
وأصدر الرئيس الأمريكي ترامب أمراً تنفيذياً، يقضي بأن سياسة الولايات المتحدة هي عدم صرف أي مساعدات خارجية أخرى من الولايات المتحدة، بطريقة لا تتوافق بشكل كامل مع السياسة الخارجية لرئيس الولايات المتحدة.
وبحسب الأمر التنفيذي الذي نشره موقع "البيت الأبيض" أمر بتوقف مؤقت لمدة 90 يوماً للمساعدات الإنمائية الخارجية للولايات المتحدة، وذلك لتقييم كفاءتها البرامجية وتوافقها مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
تختلف القراءات حول مستقبل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تعليق المساعدات الإنسانية إن كان سيتسمر أكثر من ثلاثة أشهر، أم ستستأنف المساعدات، وحتى ذلك الحين يبقى المتضررون أمام خطر صحي كبير، قد يهدد صحتهم وصحة عائلاتهم.