فنجان قهوة | 28 12 2024

بعد غياب دام 14 عاماً، عاد الأخوان أحمد ومحمد ملص إلى دمشق لتقديم عرضهما المسرحي "اللاجئان" في مسرح الخيام، ليكون هذا العرض هو الأول من نوعه في العاصمة بعد سقوط النظام.
في فقرة "فنجان قهوة" مع وداد باكير، تحدث الأخوان ملص عن تفاصيل عودتهما إلى دمشق وأصداء العرض المسرحي الذي أثار إعجاب العديد من الحضور.
أشار أحمد إلى أن لحظات العودة الأولى إلى دمشق كانت مشبعة بالمشاعر، واصفاً إياها بأنها حلم تحقق أخيراً بعد سنوات من الغياب.
وأضاف أن الوقوف أمام الجمهور السوري بعد سنوات طويلة كان بمثابة إعادة وصل مع ذكريات الطفولة والشباب، وهو ما جعل هذه اللحظة استثنائية.
من جهته، عبر محمد عن أن عرض "اللاجئان" لم يكن مجرد عرض مسرحي، بل كان حالة احتفالية عكست تفاعل الجمهور مع العمل الفني بشكل غير مسبوق.
وأوضح أن التحضيرات للعرض تمت بسرعة ودون تخطيط مسبق، حيث قرر الأخوان استغلال الفرصة فور دخولهما إلى سوريا لتقديم العمل، مؤكّدين أن الهدف كان توصيل رسالة فنية مباشرة إلى الجمهور السوري.
حول اختيار مسرح الخيام، أوضح أحمد أن هذا الخيار جاء بعد تعقيدات إدارية حالت دون عرض العمل في مسرح القباني.
إلا أن مسرح الخيام قدم مساحة أكبر للجمهور، حيث حضر العرض حوالي 450 شخصاً، معبّراً عن دهشته من الإقبال الكبير على العرض.
أشار أحمد إلى أن المسرحية، التي دارت حول العالم منذ عرضها الأول باللغة الفرنسية، خضعت لتعديلات خاصة عند تقديمها في دمشق.
النسخة السورية من المسرحية تضمنت إضافات تمس الحالة الثورية السورية بشكل أكبر، مثل استخدام علم الثورة على خشبة المسرح، وهو ما أضاف بعداً جديداً للعرض يتناغم مع الواقع السوري الحالي.
مسرحية "اللاجئان" تسلّط الضوء على معاناة اللاجئين في كل مكان، مع التركيز على جذور المشكلة التي دفعتهم للهجرة.
وقد حملت الرسالة الرمزية للمسرحية أهمية كبيرة، حيث قدم الأخوان ملص العرض في دمشق بعد سقوط النظام، في خطوة تعكس عودة الحياة إلى طبيعتها وضرورة التخلص من البيروقراطية التي كانت تعيق الفن في الماضي.
وأكد الأخوان ملص على أهمية إعادة بناء المسرح السوري ليكون مساحة حرة للتعبير الفني بعيداً عن القيود والرقابة.
كما شدّدوا على أن هذا العرض يُعد بداية مرحلة جديدة للمسرح السوري، الذي يحتاج إلى بيئة مفتوحة لاحتضان الإبداع الفني بعيداً عن أي ضغوط سياسية أو اجتماعية.
المزيد من التفاصيل في هذه الحلقة: