تقارير | 25 01 2025

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية شاركت معلومات مع الإدارة السورية الجديدة، ساهمت من خلالها في إحباط مخطط لـ"تنظيم الدولة" (داعش) باستهداف مقام السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، أمس الجمعة، أن الاستخبارات الأمريكية ساعدت في إحباط مخطط لـ"تنظيم الدولة" لمهاجمة مزار ديني خارج دمشق في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال المسؤولون إن تبادل المعلومات الاستخباراتية يأتي انطلاقاً من مصلحة مشتركة في منع مثل هذه العودة، ولا يعكس احتضاناً كاملاً لـ"هيئة تحرير الشام"، التي لا تزال منظمة إرهابية مصنفة.
اقرأ أيضاً: الشرع يوجه رسالة تهنئة لترامب.. ما مضمونها؟
وبحسب مسؤول أمريكي سابق، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر: "هذا هو الشيء الصحيح والحكيم والمناسب، نظراً لوجود معلومات موثوقة ومحددة (حول تهديدات الدولة الإسلامية)، إلى جانب جهودنا الرامية إلى تنمية علاقة مع هؤلاء الرجال".
لقاءات مباشرة
قال المسؤولون إن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع هيئة تحرير الشام، والذي لم يتم الإبلاغ عنه من قبل، حدث في لقاءات مباشرة بين مسؤولي الاستخبارات الأمريكية وممثلي "هيئة تحرير الشام"، وليس عبر أطراف ثالثة.
وشمل ذلك تبادلات بين الجانبين، في سوريا ودولة ثالثة. وأضاف المسؤول السابق أن ذلك بدأ بعد أسبوعين تقريباً من وصول "هيئة تحرير الشام" إلى السلطة في الثامن من كانون الأول.
واعتبر مسؤولون مسؤولون حاليون وسابقون أن "هذا الهجوم تم تجنبه بفضل التحذيرات التي قدمتها وكالات الاستخبارات الأمريكية"، في حين رفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق للصحيفة.
وأضاف المسؤول السابق: "نحن نشارك المعلومات الاستخباراتية مع الروس، ونشارك المعلومات الاستخباراتية مع الإيرانيين عندما نواجه تهديدات معينة، وفي بعض الحالات، يكون لدينا واجب التحذير".
وتابع حديثه للصحيفة الأمريكية: "لذا كان ذلك نتيجة للجهود المبذولة لتطوير وتنمية العلاقة مع هيئة تحرير الشام، لكنه لم يكن استثنائياً بهذا المعنى. حتى عندما لا تتوافق مصالحنا تماماً، فإننا نتحمل مسؤولية، في بعض الحالات، لمشاركة المعلومات الاستخباراتية".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بموجب سياسة قديمة معروفة باسم "واجب التحذير "، فإن وكالات التجسس الأمريكية ملزمة بتنبيه الضحايا المقصودين، سواء الأمريكيين أو الأجانب، إذا علموا بوقوع هجوم عنيف أو قتل متعمد أو اختطاف مخطط له.
وأعلنت "الإدارة السورية الجديدة" في 11 كانون الثاني، إحباط مخطط لتنظيم الدولة الإسلامية لتفجير قنبلة في مقام السيدة زينب، وهو مزار شيعي وموقع رئيسي للحج في إحدى ضواحي دمشق، حسبما ذكرت وكالة "سانا".
زيارة وفد أمريكي
في كانون الأول الماضي، زار وفد أمريكي دمشق، التقى خلالها بقيادات من الإدارة السورية الجديدة، ومن بينهم قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع.
وقالت باربرا ليف، الدبلوماسية في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، للصحفيين، إن أحمد الشرع بدا "براغماتياً".
وأضافت ليف، التي ترأست الوفد الأميركي، في إفادة صحفية بعد إلغاء المؤتمر الصحفي في دمشق "لأسباب أمنية": "كان الاجتماع الأول جيداً، وسوف نحكم على الأمور من خلال الأفعال وليس فقط الأقوال".
وأشارت إلى ما وصفته التزام أحمد الشرع بأن تكون الحكومة السورية الجديدة شاملة. وأن تضمن عدم تمكن الجماعات الإرهابية من تشكيل تهديد.
وكشفت المسؤولة الأمريكية أنها نتيجة تلك المناقشات أخبرت أحمد الشرع، أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت إلغاء مكافأة قدرها 10 ملايين دولار كانت قد وضعتها في وقت سابق لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.