تقارير وتحقيقات | 23 01 2025
إيمان حمراوي
قال وزير الدفاع لدى حكومة تصريف الأعمال السورية، مرهف أبو قصرة، إن الانتساب إلى الجيش متاح لكل السوريين بمختلف مكوّناتهم ضمن ضوابط وقانون، ولن يقبل بوجود أي مكوّن ضمن الجيش ككتلة منفصلة.
وفي كانون الأول الفائت، بعد سقوط النظام السوري السابق تشكلت حكومة تصريف الأعمال السورية برئاسة محمد البشير، وجرى تعيين مرهف أبو قصرة وزيراً للدفاع في الحكومة من قبل "القيادة العامة للعمليات العسكرية".
وتحدث وزير الدفاع خلال لقاء مع عدد من الإعلاميين بدمشق، أمس الأربعاء، عن آخر المستجدات على مستوى الوزارة، وشمل ذلك الحديث عن كيفية بناء الجيش، وانسحاب روسيا والسعي لحل المشكلات مع إسرائيل، والبدء بخطة لإزالة الألغام، وغير ذلك من النقاط التي تعنى بها وزارة الدفاع.
"نحتاج لجيش مميز يحمي البلاد"
وأضاف أبو قصرة، خلال حديثه مع الصحفيين حول بناء الجيش: " نحن نسعى للسلام والاستقرار لكن لا بد من وجود جيش قوي لدينا مميز ومحترف يحمي البلاد".
وشدد أبو قصرة أنّ العقيدة العسكرية للجيش هي "الدفاع عن الوطن والشعب"، مشيراً إلى توجه وزارة الدفاع لبناء القوات المسلحة بسواعدها، وأنّ أي صفقة سلاح مستقبلية سيكون هناك ترحيب بها دون تقيّد.
ومنتصف الشهر الفائت، تعهد أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام) والممثل للإدارة السورية الجديدة، بأن يتم حل الفصائل المسلحة وانضواء مقاتليها في الجيش السوري الجديد.
وبيّن وزير الدفاع أنّ هناك دورات لكل القادة العسكريين كضابط أو صف ضابط.
وفيما يتعلق بملف الضباط المنشقين، قال إنّ هناك الضباط الذين كانوا يعملون في فصائل الثورة ولهم الأولوية، وبقية الضباط المنشقين سيكون لهم دور أيضاً "سيكون هناك ترفيع لجميع الضباط المنشقين".
ويبلغ عدد الضباط المنشقين منذ العام 2011 بين 6400 و7 آلاف ضابطاً، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول" عن أبو قصرة.
وأكد أبو قصرة أنه لن يبقى سلاح خارج سلطة الدولة، وسيجري التعاون مع وزارة الداخلية لمنع أي سلاح غير مرخّص.
وأضاف: "من له حق على وزارة الدفاع بإمكانه رفع شكوى للقضاء ونعيد له حقوقه".
اقرأ أيضاً: مرهف أبو قصرة وزيراً للدفاع في سوريا.. من هو؟
وظائف للمصابين
قال وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، إنه ومن خلال "مؤسسة إدارة شؤون الشهداء والجرحى" التي ستكلّف قريباً "سيتم اعتماد جميع بيانات الشهداء والجرحى التي سترفقها الفصائل العسكرية لوزارة الدفاع ضمن بياناتها، وسيجري توظيف المصابين الذين لهم قدرة على العمل ضمن المفاصل المدنية والمكتبية".
وأشار إلى أنهم سيقومون برعاية بقية الجرحى ممن لا يستطيعون العمل، ورعاية "أسر الشهداء" بشكل يليق بهم وبتضحياتهم من باب الوفاء لهم.
ماذا عن الجيش التركي وروسيا في سوريا؟
تحدث وزير الدفاع عن خطوات لإعادة تموضع الجيش التركي في سوريا بحسب ما يخدم الدولة السورية، وفق قوله دون مزيد من التفاصيل.
وأضاف: "الجيش التركي ساندنا بإيقاف هجوم النظام على إدلب سابقاً".
ومنذ سنوات تدعم تركيا فصائل المعارضة السورية المسلحة في الشمال السوري ضد النظام السوري السابق، إضافة إلى تواجد نقاط مراقبة تركية في إطار اتفاقيات خفض التصعيد بموجب اتفاق مع روسيا وإيران.
وفيما يتعلق بالقوات الروسية، قال أبو قصرة، إنّ روسيا انسحبت من معظم سوريا باستثناء قاعدتي حميميم وبانياس، موضحاً أنها سحبت قسماً من قواتها إلى خارج روسيا.
ولفت إلى أنّ الإدارة السورية الجديدة، تعمل على رسم خطة جديدة مع روسيا وفق ما يحقق مصلحة سوريا.
شمال شرقي سوريا
وكشف أبو قصرة أنّ "قوات سوريا الديمقراطية" عرضت عليهم استلام آبار النفط شرقي سوريا، لكنهم رفضوا ذلك قائلاً: "نحن نريد المؤسسات المدنية والسجون والحدود".
وبيّن أن هناك ثغرة أمنية في الحدود الشرقية لسوريا وهي غير منضبطة لكونها خارج سلطة الإدارة السورية الجديدة.
وذكر أبو قصرة أنّ هناك في المقابل إجراءات لضبط الحدود مع لبنان.
وكان أحمد الشرع أكد خلال لقائه مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بدمشق، في 22 الشهر الفائت، أن كل الأسلحة في البلاد ستخضع لسيطرة الدولة بما فيها سلاح القوات التي تقودها "قوات سوريا الديمقراطية"، ليرد فيدان قائلاً: "إنه لا يوجد مكان لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردية في مستقبل سوريا وإنه يجب تفكيكها".
وقبل أيام أعلن قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي في مقابلة مع قناة "العربية"، أنهم لم يقرروا بعد تسليم السلاح لسلطة دمشق الجديدة، أو حل قواتهم، معرباً عن رغبته في الانخراط بالجيش السوري الجديد.
اقرأ أيضاً: مظلوم عبدي: لم نقرر تسليم السلاح ولا حل قواتنا ونريد الانخراط في الجيش
سعي لحل مشكلة التدخل الإسرائيلي
وحول التدخل الإسرائيلي قال وزير الدفاع أبو قصرة، إنّ "هناك ضغوطات من طرفنا ونسعى من خلال واسطات لحل هذا الأمر".
وأوضح أنّ وزارة الدفاع شكّلت فرقة تابعة لها في حوران جنوبي سوريا، مؤكداً أنهم لا يسعون لأي صدام مع أي جهة، لكن إسرائيل استغلت الفرصة بالتقدّم بالأراضي السورية رغم فائدتها بقطع الإمداد بين إيران ولبنان.
ولفت أبو قصرة إلى إلى سعي وزارة الدفاع لبناء تحالف عربي، وبناء علاقة متزنة مع الشرق والغرب من أجل استقرار سوريا.
وفور سقوط النظام السوري السابق بدأت القوات الإسرائيلية بالتوغل داخل الأراضي السورية في ريف القنيطرة، وتبرّر ذلك بالبحث عن عناصر من المجموعات المسلحة السابقة التابعة لإيران في سوريا، إضافة إلى سحب السلاح المتوسط والثقيل من المنطقة.
وسبق توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة، إعلان إسرائيل أنه بسقوط النظام تم إلغاء اتفاق فك الارتباط بين البلدين الموقع عام 1974، والذي كان مراقب من قبل قوات أممية (الأندوف).
اقرأ أيضاً: ثلاثة قتلى بريف القنيطرة وإسرائيل: "استهدفنا مركبات محمّلة بأسلحة"
إزالة الألغام
وفي ظل وجود الكثير من الألغام في الأراضي السورية، التي خلفتها قوات النظام السوري السابق، ما يمنع المدنيين المهجرين والنازحين من العودة إلى قراهم وبلدتهم ومنازلهم، تحدث أبو قصرة عن خطة لإزالة الألغام.
وقال إنّ وزارة الدفاع ستبدأ بخطة لإزالة الألغام في سوريا وستحصل على كاسحات ألغام من دولة صديقة، دون ذكر اسمها.
وأوضح أنه يوجد خرائط للألغام لكن الظروف الجوية تعيق عملية إزالتها.
وكانت "الأمم المتحدة" أعربت في الـ 11من كانون الأول الفائت، عن قلقها إزاء مخاطر الذخائر المتفجرة مع استمرار تنقل الأشخاص بشكل كبير في سوريا، وقالت إن شركاء الأمم المتحدة حددوا "أكثر من 50 حقل ألغام خلال الأيام العشرة الماضية، مما يحد من حركة المدنيين ويعيق توصيل السلع والخدمات".
وأواخر كانون الأول الفائت، أصدرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" تقريراً قالت فيه إنها وثقت منذ 27 تشرين الثاني وحتى الـ 31 من كانون الأول مقتل 45 مدنياً جراء انفجار الألغام الأرضية، مشددة أن الانتشار الواسع للألغام الأرضية عبر مساحات شاسعة من سوريا يشكل تهديداً مباشراً لحياة النازحين العائدين إلى أراضيهم.
