زيارة سوريا من تركيا.. تجربة شخصية: "تفاجأتُ بإيقاف عنوان إقامتي"

زيارة سوريا من تركيا.. تجربة شخصية:

تقارير وتحقيقات | 22 01 2025

إيمان حمراوي

تحديات وعقبات ومخاوف، تواجه الراغبين بزيارة سوريا، من المقيمين في تركيا تحت الحماية المؤقتة، بعد فتح السلطات التركية الباب أمام السوريين لزيارة بلدهم خلال النصف الأول من العام الجاري بهدف تشجيع العودة الطوعية، إثر سقوط النظام السوري السابق.

بعد إتمام جميع الإجراءات المطلوبة لزيارة سوريا ابتداء من موافقة "إدارة الهجرة" التركية وصولاً إلى موعد المعبر، قد يتفاجأ البعض ممّن عادوا بعد انتهاء الزيارة بتوقف "قيد النفوس" التركي لديهم، ما يعني أن عليهم الحصول على موعد لتثبيت النفوس مجدداً.

مع العلم أنّ عدم تثبيت النفوس قد يهدّد بإلغاء بطاقة الحماية المؤقتة.

ونص القرار التركي على منح شخص واحد من كل عائلة إذناً بالخروج والعودة إلى تركيا، ثلاث مرات خلال الفترة من بداية كانون الثاني المقبل وحتى الأول من تموز 2025.

في هذا الإطار تقدّم روزنة تجربة أحد العائدين الذين زاروا سوريا مؤخراً من حملة بطاقة الحماية المؤقتة "الكمليك"، متضمنة الإجراءات والخطوات وما حدث بعد العودة.

اقرأ أيضاً: تركيا.. زيارة سوريا تشمل حاملي الكمليك والإقامة والمجنسين

البداية من دائرة الهجرة

شارك "أبو تيم" (فضل عدم ذكر اسمه الصريح) تجربته التي وصفها بأنها مليئة بالتحديات والإجراءات المتعددة، وفقاً لما قال لروزنة.

بدأت الرحلة بالحصول على موعد رسمي من دائرة الهجرة بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، من أجل الحصول على إذن سفر لزيارة سوريا، تكون مدته 15 يوماً تمنح لمغادرة تركيا.

وخلال الموعد يحدد الزائر المعبر الحدودي الذي سيسلكه سواء معبر "غصن الزيتون" في منطقة عفرين أو معبر "الراعي" على الحدود السورية التركية.

إضافة لذلك يجب أن يحصل السوري من دائرة الهجرة على ورقة وكالة لزوجته من أجل رعاية الأطفال في غيابه، ويجب أن تكون حاضرة معه.

عند الوصول إلى معبر الراعي للعبور إلى سوريا، تكون الإجراءات بسيطة، ولا بد للشخص أن يكون معه ورقة الموعد المخصصة من المعبر وإذن السفر من دائرة الهجرة.

وحول ذلك، يشرح أبو تيم: "تُؤخذ بصمات الأصابع الأربع لليدين والإبهامين، ومن ثم يعطى ورقة خروج وعودة، يختم عليها ختم خروج من تركيا".

يخرج السوري من قسم الإدارة التركية في معبر الراعي ويسير لمسافة 150 متراً إلى أن يصل للقسم السوري من إدارة المعبر، ويُسلم المسافر ورقة أخرى مختومة تسمح له بالتحرك داخل سوريا.

عند العودة، يجب على المسافر استخدام نفس المعبر الذي غادر منه حصراً، حيث يخضع لتفتيش دقيق على الجانب السوري قبل دخوله إلى الجانب التركي من المعبر.

عند الجانب التركي، تؤخذ من السوري الورقة التي ختمت عند الخروج والتي تكون مدتها 6 شهور، ويقوم الموظف بتصويره، وأخذ البصمات منه مجدداً، وتُفتش الأمتعة قبل السماح بالعودة إلى تركيا، يوضح أبو تيم.

قد يهمك: لحاملي الإقامة والجنسية والكمليك.. جديد تعليمات زيارة سوريا من تركيا

تحدّيات ما بعد العودة

بعد العودة إلى تركيا، تبدأ تحديات أخرى. يروي أبو تيم أنه كان عليه الذهاب إلى دائرة الهجرة التركية لتسليم إذن سفر الزيارة إلى سوريا، ومن أجل إعادة تفعيل "الكمليك" التي تجمدت عند الخروج من تركيا.

يقول لروزنة: "عند الخروج من تركيا تجمد السلطات الكمليك وتضع كوداً على اسم الشخص، وعند العودة تعيد تفعيل الكمليك مع إزالة الكود (...) لكنني اكتشفت أنني بحاجة إلى تثبيت عنوان الذي توقف أيضاً".

وتابع: "يجب أن أحصل على موعد وأنتظر لإعادة تفعيل عنوان سكني، ما يتطلب المزيد من الوقت والجهد".

عند فتح تطبيق الحكومة الإلكترونية التركي "اي دولت" لا يستطيع أبو تيم الحصول على عنوان إقامته، وهو ما يعني أنه أمام مشكلات قانونية يجب حلها.

إدارة الهجرة: سنحل المشكلة

وأكد المحامي السوري، أحمد أولكر، لروزنة، أن زيارة سوريا تؤدي لإيقاف قيد النفوس بالتزامن مع تجميد بطاقة الحماية المؤقتة "الكمليك"، ما يتوجب حجز موعد لتثبيت النفوس مجدداً بعد العودة.

من جهته قال المحامي يوسف نيرباني، عضو الجالية السورية في غازي عنتاب لروزنة، إنهم توجهوا إلى دائرة الهجرة للسؤال عن سبب توقيف قيد النفوس، فإجابت بأنهم سيعملون على حل المشكلة لاحقاَ.

وأشار نيرباني إلى أنه حالياً يجب على كل من عاد من زيارة سوريا تثبيت النفوس لحين حل المشكلة، مرجحاً أن يكون هناك خلل تقني بسبب تجميد قيد "الكمليك".

وصرح وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، في وقت سابق، أن الذين لا يثبتون عناوين إقامتهم خلال فترة محددة لن يستفيدوا من خدمات "الكمليك" بأي شكل من الأشكال.

ونشرت روزنة، تقريراً حول ترحيل سوريين بسبب عدم تثبيت النفوس أو وجود كود الإقامة.

قد يهمك: تركيا: تشديد حول تثبيت السكن للسوريين وآلاف مهدّدون بالترحيل (شهادات خاصة)

وعبّر أبو تيم عن قلقه من تكرار هذه التجربة بقوله: "لو كنت أعلم أن العودة ستكون مليئة بهذه التحديات، لكنت فكرت مرتين قبل النزول إلى سوريا". وأكد أن الطرق داخل سوريا ما زالت غير آمنة.

وختم أبو تيم حديثه لروزنة،  بتعبيره عن أمله في أن تتحسن الظروف ليتمكن من زيارة سوريا دون القلق من التعقيدات والعقبات التي واجهها في هذه الزيارة.

ومطلع الشهر الجاري، بدأت دوائر الهجرة في الولايات التركية، بمنح إذن الزيارة للسوريين الراغبين بزيارة سوريا من معبري "الراعي" ( Çobanbey Sınır Kapısı) ويتبع لولاية كيليس جنوب غازي عنتاب، ويقابله بلدة الراعي السورية في ريف حلب الشمالي.

والمعبر الثاني، غصن الزيتون معبر الحمام hamam kapısı - Zeytin Dalı Sınır Kapısı، ويتبع لولاية هاتاي ويقابله على الجانب السوري ريف عفرين.

وأضافت إدارة الهجرة في خانة "سبب الموعد" داخل موقع حجز المواعيد للأجانب، خيار جديد هو "GÖNÜLLÜ GERİ DÖNÜŞ PLANLAMASI AMACIY" أي "بغرض التخطيط للعودة الطوعية"، وذلك يظهر لحاملي بطاقة الحماية المؤقتة (الكمليك) فقط.

وبعد سقوط النظام السوري السابق في كانون الأول الفائت، بدأ آلاف السوريين بالعودة من تركيا إلى سوريا، وأعلن وزير الداخلية  التركي قبل نحو أسبوعين، أنه خلال شهر عاد إلى سوريا 52 ألفاً و622 شخص. موضحاً أن 2 مليون و888 ألف و876 سورياً يقيمون في تركيا.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض