تقارير | 29 12 2024
روزنة
صرحت مديرة "مكتب شؤون المرأة" في حكومة "تصريف الأعمال" السورية عائشة الدبس أن الحكومة لن تفتح المجال لمن يختلف معها بالفكر، التي تتبنى أفكاراً خارج "النموذج الخاص" التي تنوي تبنيه.
وقالت الدبس في مقابلة مع قناة "TRT" التركية، مساء أمس السبت، أن الحكومة ترحب بمنظمات المجتمع المدني الخاصة بالنساء بشرط أن تدعم "النموذج الذي نحن بصدد بنائه"، مضيفةً: "لن أفتح المجال لمن يختلف معي بالفكر".
وأضافت: "نحن عانينا في الفترة الماضية من المنظمات التي كان لها أجندات على أطفالنا، على نسائنا، على بناتنا، ممن كانوا يمارسون كثيراً من البرامج والأنشطة والفعاليات والبرامج التدريبية التي أتت بثمار كارثية".
اقرأ أيضاً: من هي عائشة الدبس مديرة "شؤون المرأة" السورية؟
وبحسب الدبس "في عام 2018 ارتفع معدل الطلاق بشكل رهيب، في المناطق التي فيها بعض المنظمات التي لا تراعي كيفية تمكين المرأة وكيفية إفهامها حقوقها وواجباتها ومسؤولياتها".
"نموذج خاص"
أبدت عائشة الدبس استغرابها من تبني نموذج حكم من دولة أو مجتمع آخر، متسائلة "لماذا لا نصنع نحن النموذج الخاص بنا الذي يناسب بلدنا، يناسب واقعنا، يناسب عادتنا، تقاليدنا، أصالتنا، حضارتنا، نحن لنا جذور تاريخية عميقة".
وتابعت مستنكرةً: "لماذا أنا أتبنى النموذج العلماني أو المدني! لماذا؟ أنا سأصنع نموذجاً خاصاً بالمجتمع السوري"، موضحة أن هذه هي "رؤية القيادة".
ولم توضح مديرة "مكتب شؤون المرأة" طبيعة ذلك النموذج الخاص الذي وصفته بـ"المتفرد".
وأشارت إلى أن المكتب سيدعم مشاركة المرأة في السلطتين التشريعية والتنفيذية، وبما يخص مشاركة المرأة في السلطة القضائية قالت عائشة الدبس: "لن أتكلم في هذا لأن الدستور هو من سيحدد، ومرتكزنا هو الشريعة الإسلامية".
وختمت عائشة الدبس حديثها برسالة إلى المرأة السورية "بكل طوائفها السنية، والدرزية، والعلوية، والمسيحية والآشورية وكل من ذكرته أو لم أذكره، وأتوجه إليها بكل انتماءاتها لأننا كلنا سوريين".
ودعت تلك النساء للمشاركة في العمل، قائلة: "من فضلك كوني معنا، وإذا كانت تمتلك الشهادات والخبرات أن تتوجه إلى المؤسسات الحكومية التي فيها فراغ كبير، وأدعوها أن لا تتجاوز أولويات فطرتها بدورها التربوي".
انتقادات
مع انتشار المقابلة على وسائل التواصل الاجتماعي، انتقدت سوريات تصريحات الدبس، حيث وصفت بعضهن ما قالته بأنه يمثل "إقصاء" لأطياف سورية واسعة لا تتوافق مع فكرها.
منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وتعليقات على مقطع الفيديو للمقابلة الذي انتشر انتشاراً واسعاً، واجهت تصريحات الدبس بالانتقاد الحاد.
وتعليقاً على الفيديو، كتبت لينا الوفائي: "الأخطر عدم فسح المجال لمن يخالفها بالرأي"، بينما ردت صبيحة خليل: "حقنا في الاختلاف محفوظ عارضنا النظام البائد وكسرنا جدران الخوف وسنظل ندافع عن حقنا وحقوق من يختلف معنا أيضاً".
وتساءلت هديل: "هل السيدة عائشة سألت السوريات عن مدى موافقتهن على هذا الكلام الذي سيعيد المرأة إلى الوراء ويمحي تاريخها النضالي.. وكذلك الأمر ينطبق على كلامها عندما رفضت التحدث عن مشاركة المرأة في القضاء هل يعقل أن نرى استبعاد للمرأة من سلك القضاء؟؟ يبدو فعلا أن تاريخ النضال مستمر ولن يتوقف طالما أن هذه العقلية هي من تتحدث".
من هي عائشة الدبس؟
تعرّف عائشة الدبس عن نفسها عبر حسابها في "فيسبوك" بأنها "شخصية عامة وناشطة في مجال تطوير المرأة وتنمية العمل المدني والإنساني". وأسهمت في النشاط الإنساني داخل المخيمات السورية وفي تركيا، متنقلة بين إسطنبول والشمال السوري.
وترأست منصب مديرة مدرسة "الفاتح للموهوبين" في مدينة إسطنبول التركية في وقت سابق، إضافة إلى منصب مدير تنفيذي لمؤسسة "زدني الخيرية" في تركيا، وظهرت في العديد من المقابلات التلفزيونية كاستشارية تربوية.
توجهت عائشة بخطابات توعوية للنساء والفتيات، كما تناولت قضايا تربوية واجتماعية، مثل توجيه الأمهات للتفريق بين مفاهيم الانجذاب والحب عند الأبناء قبل الزواج، إضافة إلى مشاركتها في مقابلات حول "دور المرأة في المجتمع".
وتقول عائشة إن "المرأة يجب أن تدرك أنها منوطة بتكليف الاستخلاف في الأرض مثلها مثل الرجل تماماً" وتضيف: "المرأة أم ومربية وراعية، المرأة لها قيمة من بداية خلقها".
