تقارير | 25 12 2024

جرح أربعة أشخاص بريف القنيطرة، اليوم الأربعاء، خلال مظاهرة منددة بتوغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة العازلة، في ظل استمرار عمليات التوغل التي تمارسها قوات الاحتلال جنوبي سوريا، وتنديد الأهالي بتلك العمليات.
وبحسب مصادر محلية لـ"روزنة" تظاهر أهالٍ في بلدة سويسة بريف القنيطرة، منددين بدخول قوات الاحتلال إلى القرية للتفتيش.
وأفادت المصادر المحلية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقبل انسحابه من القرية، أطلق النار باتجاه المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بينهم طفلان، مشيراً إلى أن معظم الإصابات في الأرجل، وإصابة واحدة في الظهر.
اقرأ أيضاً: القنيطرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدد باقتحام مدينة البعث
وأكد مصدر في مدينة البعث لـ"روزنة" أن سيارات الإسعاف نقلت المصابين إلى مستشفى الجولان في مدينة البعث لتلقي العلاج.
توغل جديد
توغلت، اليوم الأربعاء، الجرافات والآليات الإسرائيلية في منطقة سد المنطرة بمحافظة القنيطرة، حيث أقدمت قوات الاحتلال على تثبيت نقاط عسكرية ورفع سواتر ترابية.
وبحسب مصادر محلية، توغلت القوات الإسرائيلية بعمق حوالي 7 كيلومترات في المنطقة العازلة.
وفي بلدة جباثا الخشب، دخلت قوة إسرائيلية واستدعت وجهاء البلدة، مطالبة بتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي يُزعم أنها ما زالت بحوزة بعض السكان، ومنحتهم مهلة 48 ساعة.
وقالت سيدة من البلدة، رفضت الكشف عن هويتها، لـ"روزنة": "مساء أمس، طالب الجيش الإسرائيلي بتسليم السلاح الثقيل الذي قال إنه يملك معلومات عن وجوده في القرية (جباثا الخشب)، وأعطى مهلة 48 ساعة".
وأضافت السيدة السورية: "تجمع الأهالي أمامهم ما اضطرهم للانسحاب، لكن المهلة لا تزال قائمة"، مضيفة أن "الحركة طبيعية اليوم في البلدة، الأهالي والسيارات يتنقلون إلى مدينة الخان وغيرها، والأطفال في المدارس، لكن لا أحد يعلم ما سيحدث بعد انتهاء المهلة".
حُجج إسرائيلية
تبرر إسرائيل توغلها داخل الأراضي السورية بالبحث عن عناصر من المجموعات المسلحة السابقة التابعة لإيران في سوريا، إضافة إلى سحب السلاح المتوسط والثقيل من المنطقة.
وقال لـ"روزنة" مصدر محلي من مدينة البعث: "تبحث القوات الإسرائيلية عن عناصر يعتقد أنهم مرتبطون بإيران وحزب الله، بالإضافة إلى الأسلحة".
وأضاف المصدر أن القوات لم تتوغل بشكل كبير داخل المدينة، حيث تركزت في مدخلها بجانب مبنى المحافظة، لكنها نفذت مداهمات في عدة قرى مجاورة.
وبحسب المصدر، انتشرت قوات إسرائيلية، يوم الجمعة الماضي، بجانب مسجد بلدة جباثا الخشب، أثناء خطبة الجمعة، لكنها انسحبت قبل انتهاء الصلاة دون تنفيذ أية إجراءات، مرجحاً أن هدف هذه القوة هو معرفة إذا ما كان هناك تحريض ضدهم خلال خطبة الجمعة.
وأشار إلى وجود حالة من القلق المتصاعدة بين السكان، "لا سيما في القرى التي تتمركز فيها القوات الإسرائيلية، مثل الحميدية وأم العظام والعدنانية، حيث يعاني الأهالي من تضييقات شديدة تشمل تحديد أوقات الخروج من منازلهم، ومنع أطفالهم من الوصول إلى المدارس".
تنديد أممي
أعرب مجلس الأمن عن قلقه من أن تؤدي الأنشطة العسكرية في المنطقة إلى تصعيد التوترات.
وفي القرار الذي تم تبنيه يوم الجمعة، أكد مجلس الأمن "أن الطرفين يجب أن يلتزما بشروط اتفاقية فك الاشتباك بين القوات لعام 1974 بين إسرائيل والجمهورية العربية السورية وأن يلتزما بدقة بوقف إطلاق النار".
وأعرب مجلس الأمن عن قلقه من أن "الأنشطة العسكرية المستمرة التي تقوم بها أي جهة في منطقة الفصل لا تزال تنطوي على إمكانية تصعيد التوترات بين إسرائيل والجمهورية العربية السورية، وتعريض وقف إطلاق النار بين البلدين للخطر، وتشكل خطراً على السكان المدنيين المحليين وموظفي الأمم المتحدة على الأرض".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الخميس: "دعوني أكون واضحاً، لا ينبغي أن تكون هناك قوات عسكرية في المنطقة الفاصلة بخلاف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة - نقطة".
وانتقد غوتيرش الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا واصفاً إياها بأنها تشكل انتهاكات لسيادة البلاد وسلامة أراضيها و"يجب أن تتوقف".
وكان مسؤولون إسرائيليون قد وصفوا هذه الخطوة بأنها إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن حدود إسرائيل، لكنهم لم يعطوا أي إشارة إلى موعد سحب القوات.
ولا يُسمح للقوات المسلحة التابعة لكل من قوات الاحتلال الإسرائيلي وسوريا بالتواجد في المنطقة منزوعة السلاح، وهي "منطقة الفصل" التي تبلغ مساحتها 400 كيلومتر مربع (155 ميلاً مربعاً)، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.