الحسكة والرقة.. رفع علم الثورة يشعل مظاهرات تنتهي بالعنف

الحسكة والرقة.. رفع علم الثورة يشعل مظاهرات تنتهي بالعنف

تقارير وتحقيقات | 13 12 2024

روزنة

قتل مدنيان على الأقل وأصيب عشرات آخرون في مظاهرات شهدتها مدينتا الرقة والحسكة، أمس الخميس، احتفالاً برفع علم الثورة السورية في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية".

بدأت الأحداث بعد إعلان "الإدارة الذاتية" اعتماد علم الثورة السورية كعلم رسمي ورفعه فوق جميع مؤسساتها في مناطق نفوذها، في خطوة وصفتها بأنها "رمز لانتهاء حقبة القمع والتسلط التي فرضها النظام السوري". البيان الصادر عن الإدارة أشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية.

رفع العلم فوق مؤسسات تابعة للإدارة وأحزاب سياسية، وخرج سكان في الرقة والحسكة والطبقة للاحتفال بشكل عفوي برفع الراية التي ترمز إلى نهاية عقود من الظلم والاستبداد.

وعلى خلفية المظاهرات أعلنت قوى الأمن العام في الرقة، منع تنظيم التجمعات غير المرخصة ومنع التحريض على التظاهر أو أي نشاط يؤدي إلى إثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

احتفالات تتحول إلى مواجهات

في الرقة، تحولت الاحتفالات العفوية المؤيدة للثورة السورية، إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وعناصر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

تجمع المحتفلون في مناطق مثل دوار النعيم وأمام المحكمة، حيث رشق بعض الشبان قوات الأمن بالحجارة، مما دفع العناصر للرد بإطلاق الرصاص الحي.

وأسفرت الهجوم عن مقتل شخص وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة. كما أدت الاحتفالات العشوائية بإطلاق الرصاص في الهواء إلى وقوع إصابات إضافية في دوار النعيم بالرقة.

في الحسكة، شهدت المظاهرات سيناريو مشابهاً، حيث قام متظاهرون بإنزال علم "وحدات حماية الشعب الكردية" (YPG) ورفع علم الثورة السورية. وردت "قسد" بإطلاق النار باتجاه المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة العشرات بجروح.

ردود فعل "الإدارة الذاتية"

لاحقاً نشرت قوى الأمن الداخلي التابعة لـ"الإدارة الذاتية" بياناً تقول فيه إن البعض قاموا "باستفزاز" قواتهم وإطلاق الرصاص بشكل عشوائي على المحتفلين، ما أدى لوقوع إصابات في صفوف المتظاهرين وبعض عناصر الأمن الداخلي.

ودعت الأهالي إلى الحذر وعدم الانجرار وراء الأصوات الداعية لضرب الأمن والاستقرار في مدينة الرقة وفقاً لما جاء في البيان.

إجراءات مشدّدة في الرقة

بعد الأحداث التي شهدتها مدينة الرقة، أمس الخميس، أعلنت القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي "الأسايش" عن إجراءات مشددة في شمال شرقي سوريا، بهدف "حفظ الأمن العام وسلامة المواطنين" وأكدت أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين دون تهاون.

ومنعت "قوى الأمن الداخلي" عبر تعميمها، "تنظيم التجمعات غير المرخصة بأي شكل من الأشكال، وحمل السلاح أو استخدامه في الأماكن العامة أو الخاصة".

ومنعت "التحريض على التظاهر أو أي نشاط يؤدي إلى زعزعة الاستقرار أو إثارة الفتنة بين أبناء الشعب".

وأشار التعميم إلى أنّ تلك التعليمات تهدف إلى حماية المواطنين من أي خطر محتمل، وخاصة تلك التي تمثلها الخلايا النائمة أو الجهات التي تتربص بأمن وسلامة المجتمع.

ووفق وكالة "أنباء هاوار" جرى إطلاق النار على محتفلين في مركز المدينة، من قبل ما وصفتهم بـ"المرتزقين" وهو ما أدى إلى إصابة 43 مواطناً.

مظلوم عبدي: أحداث الرقة مؤسفة

قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي وصف الأحداث في الرقة بـ"المؤسفة"، وقال في منشور على منصة "إكس"، إن "الأمن والاستقرار هما أولويتهم الأولى، وأي تصعيد أو توتر لا يخدم إلا أعداء السلام".

وأكد عبدي التزامه "بمعالجة جميع القضايا بالطرق السلمية، ولن نسمح بأي تجاوزات" وشدد الالتزام "بمحاسبة أي طرف يثبت تورطه أو استغلاله لسلطته بطريقة غير عادلة".

ووعد قائد "قسد" بخطوات عملية وشفافة لمعالجة الوضع الراهن، والعمل على ضمان أن يكون السوريين حاضراً ومسموعاً في كل قرار يُتخذ.

تشهد مناطق شمال شرق سوريا توتراً متصاعداً في ظل دعوات متزايدة لخروج "قسد" من المدن ودخول "إدارة العمليات العسكرية". وفي الوقت نفسه، تدعو أطراف أخرى إلى ضبط النفس والحوار لتجنب تفاقم الأوضاع.

تأتي هذه الأحداث في سياق تغيرات كبيرة في المشهد السوري، حيث سيطرت فصائل "ردع العدوان" بقيادة أحمد الشرع المعروف بأبو محمد الجولاني على دمشق في الثامن من الشهر الجاري، مما أدى إلى انسحاب قوات النظام وهروب بشار الأسد إلى روسيا. كما سيطر "الجيش الوطني" على مدينة منبج ضمن عملية "فجر الحرية"، التي تهدف إلى منع إنشاء ممر عسكري بين تل رفعت وشمال شرق سوريا.

ومع استمرار التوترات، يظل مستقبل شمال شرقي سوريا معلقاً بين دعوات التصعيد والمفاوضات الساعية لتحقيق الاستقرار.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض