تقارير وتحقيقات | 7 12 2024

قال برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، إن أكثر من 280 ألف شخص في شمال غربي سوريا نزحوا خلال أيام، بعد التصعيد العسكري الأخير على المنطقة، ما تسبب "بأزمة فوق أخرى"، في وقت يواجه التمويل الدولي لخطة الاستجابة الإنسانية في سوريا "أكبر عجز على الإطلاق".
سامر عبد الجابر، رئيس دائرة التنسيق في حالات الطوارئ لدى البرنامج، حذّر أنه من المرجح نزوح نحو 1.5 مليون شخص بسبب التصعيد الأخير إذا استمر الوضع الراهن بالوتيرة ذاتها "وسوف يحتاجون إلى دعمنا"، وفق موقع "الأمم المتحدة".
وشدد عبد الجابر أنّ الوضع في سوريا "وصل إلى نقطة الانهيار حالياً، وبعد 14 عاماً من الصراع يعاني أكثر من ثلاثة ملايين سوري من انعدام الأمن الغذائي الشديد ولا يستطيعون تحمل تكاليف الغذاء الكافي"، موضحاً أنّ حوالي 12.9 مليون سوري كانوا بحاجة إلى مساعدات غذائية قبل التصعيد الأخير.
وأشار عبد الجابر إلى أنّ "حالة الطوارئ الجديدة والمتسارعة التي تشهدها البلاد تفاقم الوضع الإنساني الرديء بالفعل، خاصة مع حلول فصل الشتاء"، لافتاً أنّ الفرق الأممية تعمل على الأرض تأمين ممرات آمنة لنقل المساعدات.
اقرأ أيضاً: نورة وأحلام أمومة أجهضتها الحرب على إدلب: 'فقدت جنيني'"
ومنذ الـ 27 من الشهر الفائت ومع بدء عملية "ردع العدوان" ضد قوات النظام السوري، التي سيطرت على مدينتي حلب وحماة وريف حمص الشمالي ومدينة درعا، تشن قوات النظام وروسيا هجمات مكثفّة على شمال غربي سوريا، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
آخر تلك الهجمات كانت لطائرات روسية أدت إلى خروج العديد من المنشآت الصحية عن الخدمة بشكل كامل، منها "المستشفى الجامعي بإدلب، ومستشفى الأمومة والتوليد، ومشفى ابن سينا للأطفال، ومركز جراحة القلب الوحيد في المنطقة، ومركز غسيل الكلى، ومركز التشخيص المتقدّم، ومديرية صحة إدلب ومركز الطبابة الشرعية"، وفق ما صرحت مديرية صحة إدلب لروزنة.
ووفق تقرير لـ"منسقو استجابة سوريا" الأربعاء الفائت، إنّ الهجمات الأخيرة على إدلب وحلب من قبل النظام السوري وروسيا أدت إلى مقتل أكثر من 155 مدنياً وإصابة 392 آخرين.
ورغم الحاجة الواضحة لمزيد من الدعم، فإن التمويل الدولي لخطة الاستجابة الإنسانية في سوريا والبالغة 4.1 مليار دولار "يواجه أكبر عجز على الإطلاق" إذ جرى استلام فقط أقل من ثلث المبلغ المطلوب للعام 2024، يقول المسؤول الأممي عبد الجابر.