حياة | 6 11 2024
إيمان حمراوي
اعتدت يومياً على شراء الطعام المغلّف، سواء أكانت الخضروات أو اللحوم أو الأطعمة الأخرى، لكن هل فكرت يوماً بأن ما تشتريه قد يكون ضاراً بصحتك؟
العبوات التي تغلّف الطعام والتي تلامس الأغذية، تحتوي على مئات المواد الكيميائية التي تتسرّب إلى جسم الإنسان وبالتالي تؤثر سلباً على صحتنا.
3 آلاف مادة كيميائية في أجسامنا!
وفي دراسة حديثة نشرت في أيلول الماضي، في مجلة "علم التعرض وعلم الأوبئة البيئية"، اكتشف باحثون من سويسرا ودول أخرى أنه من بين حوالي 14 ألف مادة كيميائية معروفة في أغلفة الأطعمة، تم العثور على 3601 أو حوالي 25 بالمئة منها في جسم الإنسان، في عينات الدم والشعر وحليب الثدي.
تلك المواد الكيميائية تشمل المعادن والمركبات العضوية المتطايرة والفثالات والعديد من المواد الأخرى المعروفة بتعطيل جهاز الغدد الصماء والتسبب في السرطان أو أمراض أخرى.
ولم تفحص الدراسة، بشكل مباشر الارتباط بهذه الأمراض، لكن الباحثين يقولون إن مخزونهم من المواد الكيميائية يمكن أن يساعد في الأبحاث المستقبلية حول المخاطر الصحية.
كبيرة المسؤولين العلميين في "منتدى تغليف الأغذية" وأحد مؤلفي الورقة البحثية، جين مونكي قالت إن "هناك مواداً كيميائية خطرة معروفة مرتبطة بنتائج سلبية على صحة الإنسان، وتتسرب هذه المواد الكيميائية من العبوات".
تأتي معظم المواد الكيميائية المتسربة من عبوات الطعام من البلاستيك، ولكن ليس كلها.
تقول مونكي: "ربما يكون أسوأها هو الورق والكرتون المعاد تدويره، وأنا أعلم أن هذا أمر صعب الهضم".
وأوضحت أن "إعادة تدوير الورق أو الورق المقوى أو البلاستيك لتغليف الأطعمة يؤدي إلى خلط أحبار غير صالحة للأكل بجوار الطعام، مما يزيد من المخاطر الكيميائية".
مواد مسرطنة
وفي دراسة نشرت في "الحدود في علوم السموم" (Frontiers in Toxicology ) في الـ 24 من أيلول الماضي، حدد باحثون من "منتدى تغليف الأغذية" 189 مادة مسرطنة محتملة ومؤكدة اكتشفت في مواد تلامس الأغذية في السوق، بما في ذلك 143 مادة في البلاستيك و89 في الورق أو الكرتون.
ووفق جين مونكي، المديرة الإدارية لـ"منتدى تغليف الأغذية" والمؤلفة المشاركة في الدراسة، إن هذه الدراسة "تُظهر أن هناك فرصة كبيرة لمنع التعرض البشري للمواد الكيميائية المسببة لسرطان الثدي(...) إن إمكانية الوقاية من السرطان عن طريق تقليل المواد الكيميائية الخطرة في حياتك اليومية غير مستكشفة وتستحق المزيد من الاهتمام".
وجرى تعيين المواد المسرطنة المحتملة للثدي التي تم اكتشافها، على سبيل المثال، في العلب المطلية أو حشوات الإغلاق المعدنية.
وكانت المواد المسرطنة المحتملة والمؤكدة للثدي البالغ عددها 76 مادة مسرطنة تم اكتشافها مؤخراً، يجري شراؤها من أسواق في جميع أنحاء العالم بما في ذلك مصر والاتحاد الأوروبي وسوريا وتركيا والولايات المتحدة.
ويشير هذا إلى استمرار تعرض سكان العالم لهذه المواد الكيميائية في ظل ظروف استخدام واقعية.
اقرأ أيضاً: هل عبوة المياه المدرسية الخاصة بطفلك نظيفة؟
يعرف العلماء منذ سنوات عديدة أن المواد الكيميائية يمكن أن تتسرب من عبوات الطعام إلى الطعام نفسه، ويعتمد عدد المواد الكيميائية، وبأي كميات، على نوع العبوة ونوع الطعام.
يمكن أن تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في تسرب المواد الكيميائية بشكل أسرع إلى الطعام، ولهذا السبب يوصي العلماء بتجنب تسخين الطعام في الميكروويف في حاويات الوجبات الجاهزة.
تميل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو الحموضة أيضاً إلى امتصاص المزيد من المواد الكيميائية من عبواتها، كما تفعل الأطعمة الموجودة في حاويات أصغر، فكلما كانت الحاوية ضيقة، زاد اتصالها بالطعام الموجود بداخلها.
نصائح مهمة لتسوق صحي
-أحضر المواد القابلة لإعادة الاستخدام
تخلص من أكياس المنتجات البلاستيكية وأحضر بدلاً من ذلك خياراتك القابلة لإعادة الاستخدام.
يمكنك أيضاً إحضار أكياس حمل قابلة لإعادة الاستخدام لتعبئة طعامك حتى تتمكن من تجنب استخدام الأكياس البلاستيكية.
- تجنب البلاستيك كلما أمكنك
عندما تجد منتجاً غذائياً معبأ في البلاستيك، فمن المحتمل أن يكون هناك نسخة أخرى من نفس الشيء معبأ في كرتون أو زجاج. بدلاً من شراء زيت الزيتون في زجاجة بلاستيكية، احصل على واحد في زجاجة زجاجية.
وبالمثل، بدلاً من شراء كيس من الخضروات المختلطة، اختر النسخة غير المعبأة وضعها في كيس المنتجات القابل لإعادة الاستخدام.
اختر المنتجات المحلية
تبيع العديد من محلات السوبر ماركت الأطعمة والمنتجات المزروعة محلياً، أو المصنوعة بشكل يدوي بعيداً عن إضافة المواد الصناعية.
قد يعني الشراء المحلي أيضاً أن طعامك أكثر نضارة وصحة.
