تقارير وتحقيقات | 30 10 2024
إيمان حمراويقال نائب مديرة الشرق الأوسط في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، آدم كوغل، إنّ السوريين الفارين من العنف في لبنان يجبرون على العودة إلى بلدهم، حتى مع بقاء سوريا غير صالحة للعودة الآمنة، بسبب مخاطر الاعتقال، وتوثيق "وفيات مريبة" لعائدين أثناء اعتقالهم بعد عودتهم.
وأصدرت "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الأربعاء، تقريراً قالت فيه، إنّ السوريين الفارين من الهجمات الإسرائيلية في لبنان، وبخاصة الرجال، لا يزالون يواجهون مخاطر القمع والاضطهاد على يد حكومة النظام السوري عند العودة، ويشمل ذلك الإخفاء القسري والتعذيب والوفاة أثناء الاعتقال.
ووثقت المنظمة اعتقال خمسة سوريين عائدين منذ بداية الحرب على لبنان في أيلول الفائت.
وأشارت المنظمة أنها أجرت مقابلات مع ثلاثة سوريين في لبنان وثمانية سوريين عادوا إلى سوريا، ومع أقارب خمسة رجال اعتقلتهم قوات النظام السوري بعد عودتهم في تشرين الأول الجاري.
من الاعتقالات الخمسة الأخيرة التي وثقتها "هيومن رايتس" في تشرين الأول، وقع اعتقالان عند معبر الدبوسية الحدودي بين شمالي لبنان وحمص.
وأفاد الأقارب بأن "المخابرات العسكرية" لدى النظام السوري هي من نفذت جميع الاعتقالات، من دون تقديم أي معلومات حول أسباب الاعتقالات أو مكان احتجاز المعتقلين.
من جهتها وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقريرها، أمس الثلاثاء، اعتقال ما لا يقل عن 26 شخصاً، بينهم سيدة، ومقتل أحدهم جراء التعذيب على يد قوات النظام داخل المعتقل خلال الفترة من 23 أيلول وحتى 25 تشرين الأول الجاري.
واضطر مئات آلاف السوريين منذ الـ 23 من أيلول الفائت للعودة إلى سوريا على إثر الغارات الإسرائيلية المكثّفة التي استهدفت مختلف الأراضي اللبنانية، وقتل 207 سوريين على الأقل جراء الغارات، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
اقرأ أيضاً: مقتل وإصابة 10 أشخاص باستهداف معبر "مطربا" الحدودي بين سوريا ولبنان
وأشارت "هيومن رايتس" إلى وفاة سوريين اثنين عام 2024 في ظروف مريبة، كان قد جرى ترحيلهما من لبنان وتركيا إلى سوريا عام 2023 وجرى اعتقالهما على يد حكومة النظام السوري، بينما لا يزال هناك اثنان آخران اعتقلا في لبنان مخفيين قسرياً منذ تسليمهما لحكومة النظام في كانون الثاني وتموز.
آدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش قال إنّ "الوفيات المريبة للعائدين أثناء احتجازهم تسلّط الضوء على الخطر الصارخ المتمثل في الاحتجاز التعسفي والانتهاكات والاضطهاد بحق الفارين والحاجة الملحة إلى مراقبة فعالة للانتهاكات الحقوقية في سوريا".
ويضيف: "سوريا ليست أكثر أمناً للعودة مقارنة بما كانت عليه من قبل، لكن المخاطر المتصاعدة في لبنان تجعل العديد من السوريين بلا مكان آخر يذهبون إليه. عودتهم ليست علامة على تحسن الظروف في سوريا، بل هي حقيقة صارخة مفادها أنهم محرومون من البدائل الأكثر أمناً ويجبرون على العودة إلى بلد لا يزالون يواجهون فيه مخاطر الاعتقال والانتهاكات والموت".
ووفق "الهلال الأحمر السوري" لدى حكومة النظام السوري، إنّ حوالي 440 ألف شخص لجؤوا إلى سوريا ما بين 24 أيلول و22 تشرين الأول، 71 بالمئة منهم سوريون و29 بالمئة لبنانيون، عبر المعابر الحدودية الرسمية، ويعتقد أن آخرون عبروا بشكل غير رسمي.
قد يهمك: براً وبحراً… طرق نجاة السوريين من لبنان يعترضها النظام والحرب وخفر السواحل
ونزح إلى شمال شرقي سوريا حتى الـ 25 من تشرين الأول الجاري 30 ألف و779 شخصاً، وإلى شمال غربي سوريا نزح 6 آلاف و600 حتى الـ 24 من الشهر الجاري.
وفي لبنان ذكرت روزنة في تقرير سابق لها، أنّ الملاجئ التي فتحت للنازحين من الغارات الإسرائيلية، منحت الأولوية للبنانيين والفلسطينيين مع منع دخول السوريين، حيث بات الكثيرون في الشوارع بدون مأوى.
وتؤكد منظمة "هيومن رايتس" أن سوريا لا تزال غير آمنة للعودة، وطالبت من الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين توقيف أي عمليات عودة قسرية أو بدون احترام الإجراءات الواجبة أو أي خطة لتسهيل مثل هذه العودة.
كذلك طالبت المنظمة الحقوقية مفوضية اللاجئين البقاء على موقفها في آذار عام 2021، المتمثل في أنّ "سوريا غير آمنة للعودة وأنها لن تشجع العودة أو تسهلها حتى يتم ضمان الظروف الآمنة والكريمة".