تقارير | 20 10 2024
نور الدين الإسماعيل
أصدرت السلطات التركية أحكاماً قضائية بحق أفراد "عصابة حديثي الولادة" التي تسببت بوفاة عشرة أطفال وخدج، بينهم سوريون، بهدف تحقيق أرباح كبيرة عبر تحصيل أموال التأمينات الصحية، إضافة إلى أحكام بإغلاق عدد من المستشفيات الخاصة المتورطة في القضية.
وبحسب وكالة "الأناضول" التركية، فقد أُعدت لائحة اتهام ضد 47 مشتبهاً بهم، ألقي القبض على 22 منهم، زُعم أنهم عملوا بالاشتراك مع أشخاص يعملون في مركز اتصالات الطوارئ 112 في إسطنبول، وأحالوا مرضى الطوارئ الأطفال إلى وحدات الأطفال حديثي الولادة في المستشفيات الخاصة التي كانوا يعملون فيها، ما تسبب في وفاة الأطفال، والحصول على أرباح غير عادلة.
اقرأ أيضاً: الشرطة التركية تلقي القبض على متهمين بقتل طفل سوري.. والدافع "الانتقام"
وتعود جذور القضية إلى أيار من عام 2023، حين بدأ مكتب المدعي العام في بويوك شكمجة تحقيقاً، بعد إرسال الإشعار الذي تلقته مديرية الصحة في ولاية إسطنبول عن عمل العصابة إلى إدارة الجرائم المالية.
ما القصة؟
تعتمد العصابة على تحويل الأطفال والخدج إلى حواضن الأطفال في المستشفيات الخاصة، حتى إن كانت حالة الطفل لا تستدعي الوجود في الحواضن، حيث أصيب عدد منهم بالعدوى، في حين كان بعضهم بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية.
ونقلت منصة "TR 99" عن وسائل إعلام تركية، أن العصابة تستند في آلية عملها على سرقة أموال التأمينات الصحية، فيما يتكون أعضاؤها من أطباء وممرضين وعمال في مركز الطوارئ (112) وعمال سيارات إسعاف، فضلاً عن مستشفيات خاصة، وأعضاء في شبكات مافيا.
وتقوم آلية عمل العصابة على توقيع عقود مع المستشفيات الخاصة، وتتعهد فيها عبر شركاتها الوهمية النشطة في الخدمات الطبية بملء أقسام العناية بالمواليد الجدد مقابل حصولها على 40% من الرسوم التي تحصل عليها تلك المستشفيات الخاصة من مؤسسة التأمينات الاجتماعية.
قد يهمّك: بورصة: بـ12 طعنة.. شاب سوري يفارق الحياة على يد مراهق
ووفق المنصة، ثبت حتى الآن وفاة 10 أطفال من الذين تم تحويلهم من مستشفيات حكومية إلى أخرى خاصة عبر العصابة نفسها، وذلك بسبب إبقائهم في الحضانات لمدة أكثر بكثير من اللازم، بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من الأموال من التأمينات.
سوريون من بين الضحايا
كشفت المنصة أن من بين الضحايا سوريون، حيث تكشف المراسلات التي تضمنتها وثائق التحقيقات الرسمية توجيه رئيس العصابة أطباء وممرضين بإغلاق ملف مولود سوري والتستر عليه، مؤكداً أن "العائلة السورية ولا تقلقوا من العواقب القانونية".
وظهر المتهم بإدارة العصابة المنظمة خلال أحد التحقيقات معه يوجه تهديداً للمحقق بإغلاق القضية، نشره رواد مواقع التواصل الاجتماعي على منصة "X".
لوائح اتهام
أفادت وكالة الأناضول التركية بأن لائحة الاتهام أدرجت 10 أطفال متوفين على أنهم "ضحايا"، و 5 أشخاص على أنهم "مشتكون"، وأدرجت مديرية ولاية إسطنبول التابعة لمؤسسة الضمان الاجتماعي على أنها "متضررة من الجريمة"، وأدرج 19 مستشفى وشركة صحية على أنها "المسؤول الرئيسي"، و47 شخصاً على أنهم "مشتبه بهم".
اقرأ المزيد: إسطنبول: مقتل لاجئ سوري متأثراً بإصابات ناجمة عن الضرب المبرح
ووفق "الأناضول" جاء في لائحة الاتهام أن الطبيب المشتبه به إيلكر جونين وسائق سيارة الإسعاف بمركز اتصالات الطوارئ 112 جياستين ميرت أوزديمير كانا مسؤولين عن إدارة وإدارة المنظمة الإجرامية التي يشتبه الطبيب فرات صاري بأنه زعيمها، للحصول على مدفوعات عن طريق التلاعب بالبيانات المالية للمرضى.
وفي لائحة الاتهام، حكم على المشتبه بهما فرات صاري وإلكر جونين بالسجن لمدة إجمالية 177 عاماً، و6 أشهر إلى 582 عاماً، لعشر تهم هي "ارتكاب جريمة قتل متعمد من خلال الإهمال"، و"الاحتيال المشروط"، و"إنشاء منظمة لارتكاب جرائم"، و11 مرة بتهمة "تزوير محررات رسمية".
وحُكم على المشتبه به جياست الدين ميرت أوزديمير بالسجن لمدة 589 عاماً، بتهم جرائم "ارتكاب جريمة قتل متعمد من خلال الإهمال"، و"الحصول بشكل غير قانوني على بيانات شخصية"، و"الاحتيال على حساب المؤسسات والمنظمات العامة"، و"الاحتيال على المؤسسات والمنظمات العامة"، و"إنشاء منظمة بغرض ارتكاب جريمة" و"تزوير وثائق رسمية".
