تقارير | 19 10 2024
نور الدين الإسماعيلعاد الهدوء إلى مناطق شمالي غربي سوريا، إثر تصعيد عسكري شمل غارات جوية روسية وقصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام السوري على عدة مناطق تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام"، واستمر عدة أيام.
وأفاد مصدر محلي لـ"روزنة" بأن يومي الجمعة والسبت لم تشهد فيهما المنطقة أية غارة جوية، إضافة إلى عدم تحليق الطيران الحربي الروسي فوق أجواء محافظة إدلب.
اقرأ أيضاً: بالتزامن مع وجود وفد أممي.. غارات جوية روسية على مناطق في إدلب
وأشار إلى أن الطائرات الروسية التي أقلعت من مطار "حميميم" العسكري، الذي تتمركز فيه القوات الروسية، يوم أمس الجمعة، جميعها توجهت باتجاه البادية السورية.
انخفاض حدة القصف المدفعي
تراجعت عمليات القصف المدفعي والصاروخي على مناطق شمالي غربي سوريا، خلال يومي الجمعة والسبت، حيث تركز القصف على عدد من القرى والمدن المحاذية لخطوط التماس مع قوات النظام السوري والمجموعات المسلحة التابعة له.
وقال المصدر لـ"روزنة" إن المناطق التي شهدت قصفاً مدفعياً وصاروخياً، يوم أمس، هي تفتناز ومعارة النعسان والفطيرة وكنصفرة، وجميعها قريبة من خطوط التماس مع قوات النظام السوري.
قتلى وجرحى
خلال التصعيد الذي شنته القوات الروسية وقوات النظام السوري على مناطق مختلفة من إدلب، قتل وجرح العشرات من المدنيين في المناطق المستهدفة.
وارتكبت الطائرات الروسية مجزرة، يوم الأربعاء الماضي، بحق عمال ورشة نجارة ومعصرة زيتون على أطراف مدينة إدلب راح ضحيتها 10 أشخاص، في حين جرح 32 آخرين، بينهم 10 أطفال، بحسب "الدفاع المدني السوري".
ويوم الأربعاء، فقدت طفلة حياتها، نتيجة قصف مدفعي استهدف منزل عائلتها في قرية معربليت، جنوب إدلب، مصدره مواقع تمركز قوات النظام السوري والمجموعات التابعة له، جنوب شرق المحافظة.
وأفاد "الدفاع المدني السوري" عبر صفحته على فيسبوك، بمقتل الطفلة جنى ذات الخمسة أعوام بقذيفة مدفعية مصدرها قوات النظام السوري، استهدفت منزل عائلتها بين قريتي معربليت ومعرزاف في ريف إدلب الجنوبي.
وتوزعت الغارات الجوية وأهداف القصف المدفعي على مختلف مناطق أرياف إدلب وحلب وحماة، ومنطقة الكبينة بريف اللاذقية.
مسيّرات
أعلنت "وزارة الدفاع" التابعة للنظام السوري إسقاط طائرات مسيرة أطلقتها الفصائل العسكرية المتواجدة في إدلب، باتجاه مواقع تمركز قوات النظام السوري القريبة.
وقالت الوزارة في بيان، يوم الثلاثاء: "تمكنت وحدات من قواتنا المسلحة العاملة على اتجاه ريفي اللاذقية وإدلب من إسقاط وتدمير تسع طائرات مسيرة، حاول من خلالها الإرهابيون الاعتداء على نقاطنا العسكرية والقرى والبلدات الآمنة، ومنعتها من الوصول إلى أهدافها".
تحذير
بحسب تقرير لصحيفة "الوطن" المحلية، يوم الثلاثاء، فإن الضربات الجوية الروسية تأتي "بمثابة رسالة تحذير للإرهابيين من مغبة الإقدام على أي تهور"، بعد الأنباء المتواردة عن احتمال شن "تحرير الشام" هجوماً على مناطق سيطرة النظام السوري.
واعتبرت أن تلك الضربات "اتسمت بالقوة وبشمول بنك الأهداف في أكثر من موقع في المنطقة"، واصفة التصعيد بـ"العنيف" الذي "يراد منه توجيه رسائل نارية توضح رد فعل سلاح الجو الروسي في حال شن عمل عسكري" ضد مناطق سيطرة النظام السوري.
وتزامنت التصعيد العسكري الجديد مع أنباء تداولها أهالٍ في إدلب ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها حسابات تابعة لمنتسبين ضمن "هيئة تحرير الشام" عن عملية عسكرية قريبة ضد قوات النظام السوري.
ولم يصدر عن "تحرير الشام" أي تصريح أو تعليق رسمي، حتى لحظة إعداد التقرير، عن العملية العسكرية المزعومة.
يذكر أن خطوط التماس لم تشهد تغيراً يذكر بين "تحرير الشام" و"قوات النظام السوري" منذ انتهاء العملية العسكرية التي شنها الأخير مدعوماً بالطيران الروسي والمجموعات الرديفة التابعة لإيران على مناطق واسعة من أرياف حماة وإدلب، خلال عامي 2019 – 2020.