تقارير وتحقيقات | 3 10 2024

تناشد عشرات العائلات السورية العالقة عند معبر "عون الدادات " شمالي حلب، منذ يومين، لإدخالها إلى مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" من قبل الشرطة العسكرية التابعة لـ"الحكومة السورية المؤقتة".
مصادر محلية تحدثت لروزنة عن وجود نحو ألف شخص قادمين من مناطق مختلفة، بينهم نازحون من لبنان بسبب الحرب، ينتظرون دخولهم، وسط ظروف إنسانية سيئة، فيما تداول ناشطون معلومات حول وجود أكثر من ألفي عائلة.
ويفصل معبر "عون الدادات" بين مناطق "الإدارة الذاتية" من طرف منبج شمال شرقي حلب، ومناطق "الجيش الوطني السوري" من طرف جرابلس شمالي حلب.
وللدخول من معبر عون الدادات، يتبع الأشخاص طريقتين في العادة، إما عن طريق تقديم طلب لدى الشرطة العسكرية ومن ثم تأتي الموافقة بعد عشرة أيام ويسجل اسم الشخص الذي يريد العبور عند المعبر، أو الدخول بشكل غير شرعي مقابل مبالغ تصل إلى 400 دولار، وفق ما أفادت مصادر محلية لروزنة.
الأزمة الحالية والازدحام الحاصل عند المعبر، يأتي في ظل نزوح الآلاف من لبنان هرباً من القصف الإسرائيلي.
وأشارت المصادر إلى أنّه وبعد جهود من وجهاء المنطقة، أمس الأربعاء، جرى الاتفاق مع الشرطة العسكرية على إدخال العائلات ضمن آلية محددة تسهل عبورهم.
وإلى الآن لم تدخل سوى 8 عائلات كانت سجلت أسماء أفرادها سابقاً، قدمت من ريف حلب والرقة ودير الزور، وشخص واحد من لبنان فقط، فيما أدخلت فرق الدفاع المدني عدداً من المرضى، لم نستطع معرفة أعدادهم حتى اللحظة، وفق مصادر محلية لروزنة.
اقرأ أيضاً: "للحاصلين على إجازات".. فتح معبر "عون الدادات" في حلب باتجاه واحد
أحمد، شاب من مدينة حمص يقيم في الشمال السوري يقول لروزنة، إن شقيقته كانت عند المعبر قبل يومين، وأخبرته بأن الوضع سيء ولا يوجد لا طعام ولا شراب وحتى الانترنت انقطع، ولم يستطع التواصل معها حتى اليوم.
قدمت الشابة من حمص، وتنتظر مع عشرات العائلات لإدخالهم إلى مناطق الشمال السوري، وفق شقيقها.
وانتشرت تسجيلات صوتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأهالي بعض العائلات العالقة عند المعبر، ناشدوا خلالها الجهات المعنية بالتحرك لتسهيل دخولهم إلى مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" في جرابلس.
أحد التسجيلات الصوتية، لرجل قال إنّ ابنته وولديها حالياً في وضع سيء ويعانون من تسمم غذائي بسبب الظروف السيئة، في وقت تفترش فيه العائلات الأراضي.
وكانت إدارة شرطة جرابلس التابعة لـ"الحكومة المؤقتة" أعلنت في نيسان عام 2023 عن فتح معبر "عون الدادات" لعودة المدنيين من مناطق النظام السوري ومناطق "قسد".
اقرأ أيضاً: خشية من تصعيد عسكري.. النيرب تخلو من سكانها
حركة نزوح واسعة
فريق "منسقو استجابة سوريا" قال في بيان، اليوم الخميس، إنّ الشمال السوري شهد خلال الأسبوع الفائت حركة كثيفة لتحركات المدنيين الوافدين إلى المنطقة من عدة مناطق.
وأوضح الفريق أنّ هناك حركة نزوح من مناطق ريف حلب وإدلب القريبة من خطوط التماس إلى مناطق آمنة نسبياً في الشمال بعد زيادة المؤشرات باحتمالية حدوث عمليات عسكرية، وبلغ عددهم حتى الآن 4 آلاف و280 نازحاً مع استمرار حركة النزوح، إضافة إلى الوافدين من تركيا والذين بلغ عددهم خلال شهر أيلول أكثر من 11 ألف لاجئ.
ويضاف إلى ذلك حركة النزوح للسوريين من لبنان إلى الشمال السوري منذ تموز وحتى نهاية أيلول وبلغ عددهم 1.867 لاجئ، ومن المتوقع زيادة أعدادهم من استمرار الهجمات الإسرائيلية في لبنان.
ومنذ الـ 28 من شهر أيلول الفائت، يشهد لبنان غارات إسرائيلية كثيفة أدت إلى مقتل وإصابة المئات ونزوح أكثر من 205 آلاف شخص إلى سوريا بين لبنانيين وسوريين.
وبحسب صحيفة "الوطن" المحلية، اليوم الخميس، بلغ عدد الوافدين إلى سوريا بسبب الحرب على لبنان، 72 ألف لبناني و197 ألف عائد سوري.
قد يهمك: "الشبكة السورية": اعتقال سوريين عائدين من لبنان نتيجة الحرب
ويتخوف سوريون مناهضون للنظام السوري، في لبنان، من العودة إلى مناطق سيطرة النظام خوفاً من الاعتقال والاختفاء القسري، ويلجأ الكثيرون إلى مناطق الشمال السوري.
وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" كشفت أمس الأربعاء، أن النظام السوري اعتقل ما لا يقل عن تسعة أشخاص سوريين من العائدين إلى البلاد هرباً من الغارات الجوية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان.
ورصد التقرير عمليات اعتقال واحتجاز تعسفي استهدفت اللاجئين العائدين عند المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا واقتيد معظمهم إلى مراكز الاحتجاز الأمنية والعسكرية في محافظتي حمص ودمشق.