تقارير وتحقيقات | 19 09 2024

تحت شعار "تاء التأنيث المقاومة"، من المقرر أن تنطلق النسخة التاسعة من مهرجان الفن السوري "syriennest fait" في العاصمة الفرنسية باريس، يوم غد الجمعة.
ويهدف المهرجان هذا العام إلى تسليط الضوء على الدور المهم للمرأة في المقاومة في سوريا وفي المنطقة، من خلال برنامج متنوع، إذ تشيد هذه النسخة من المهرجان بقوة وشجاعة ومرونة النساء اللواتي يواصلن النضال من أجل الحرية والكرامة والعدالة رغم الشدائد.
ويتميز المهرجان الذي انطلق لأول مرة عام 2016 بأنه متعدد التخصصات للفن الملتزم، ويهدف إلى تسليط الضوء على المشهد المعاصر للفنانين السوريين واستكشاف موضوعات مرتبطة بعمق القضية السورية.
برنامج غني بالنشاطات
ويبدأ المهرجان في الـ 20 من أيلول وحتى الـ 22 منه (من الجمعة إلى الأحد) في ثلاث أماكن ضمن العاصمة باريس وهي: lesarchescitoyennes - petitbain - مسرح la Boutonnière.
ويعرض المهرجان خلال ثلاثة أيام فعاليات ونشاطات مختلفة، منها مجاني ومنها مدفوع، مؤلفة من: "معارض ومؤتمرات وحفلات موسيقية ومسرحيات وورش عمل، ومطبخ سوري، عروض كوميدية (ستاند آب)".
مؤتمرات الفيديو، التي تتخلل الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية والفنية، ستكون لكتاب ومثقفين وفنانين من جنسيات مختلفة، تسلّط الضوء على بعض القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، ولا سيما المرتبطة بالنساء.
نشاطات اليوم الأول
تبدأ فعاليات ونشاطات اليوم الأول من الساعة السادسة مساء بتوقيت باريس.
بداية تعرض أعمال المصورة السورية دينا عيسى شلويت، من مواليد 1990، والتي شاركت في العديد من المعارض الجماعية، وكرّست عملها للحياة اليومية القاسية للنساء السوريات.
ويروي فيلمها القصير "التقنين" عام 2021 كيف تتحول آمال فتاة صغيرة تعيش أيامها الأخيرة في سوريا إلى حلم مشوش.
وأيضاً تعرض أعمال الرسامة السورية بـ"الإكريليك"، فرح عليمي، التي تستمد ذكرياتها من مسقط رأسها دمشق، وهي التي غادرتها عندما كانت في العاشرة من عمرها.
وتثير الرسامة في أعمالها الحنين والقصص العائلية المرتبطة بثقافة بلاد الشام.
كذلك تعرض أعمال المصورة الفلسطينية رهف البتنيجي، المولودة في غزة 1990، وبعد 4 صراعات كبرى شهدتها غزة ترفض الصور الوحشية وتستخدم الألوان كأداة للمقاومة مجسدة ديناميكية الحياة في غزة.
وتعرض أعمال، ديالا آغا مارتين، مصممة السينوغرافيا (مصممة مسرحية) التي تستمد إلهامها من التراث السوري الكوبي لخلق حوار بين هذين البلدين حول موضوعات الهوية والذاكرة والانصهار الثقافي.
وسيتواجد العديد من منصات الجمعيات والناشرين أو بائعي الكتب، إضافة إلى سوق المبدعين والحرف السورية، وسيتم تقديم الفطائر الشامية والأطباق السورية طوال فترة المهرجان.
وسيكون هناك أمسية موسيقية تجمع 3 منسقي أغاني حالمين، تتقاطع عوالمهم وتتشابك لتخلق جواً فريداً من نوعه، تأخذ الشخص عبر رحلة بين الحداثة والتقاليد والمرونة والتجديد.
وسيستضيف المهرجان جناح من مكتبة "lesarchescitoyennes" لعرض كتب مختلفة للبيع، وعقد جلسات توقيع لسيدتين.
طاولة مستديرة
تجمع عدد من الشخصيات تحت عنوان: "مستقبل وتأثير نضال جمعيتين نسويتين"، ولمدة ساعة ونصف من الساعة السابعة مساء يوم الجمعة.
وستكون الجلسة بحضور صحفي متخصص في القضايا السياسية في سوريا وتحرر المرأة السورية، مع إدارة منظمة "النساء الآن من أجل التنمية".
ومن الفعاليات الأخرى، حفل موسيقي بحضور عازفة الفلوت والملحنة نسام جلال وعازفة التشيلو لينا بالعيد.
نشاطات اليوم الثاني (21 أيلول)
تبدأ بـ "ورشة تطريز فلسطينية" تقام على مدار يومين، تهدف إلى التوعية بآثار الاستهلاك المفرط للأزياء السريعة وتقديم البديل من خلال إعادة الحياة للملابس القديمة بتصاميم التطريز الفلسطيني التقليدي.
أيضاً للأطفال حصة من هذا المهرجان، إذ سيجري تنظيم ورشة عمل مجانية لهم ( 3 - 5 مساء) يتخللها أنشطة ورقية وقطع إبداعية، تهدف لتعليم استخدام المواد البسيطة بشكل عملي وإبداعي وفني.
كذلك سيكون هناك مؤتمر عبر الفيديو ( 3 - 4:30 مساء) للمخرجة السينمائية والكاتبة الفلسطينية سماهر القاضي التي فاز فيلمها "كما أريد" بأكثر من 12 جائزة دولية، وبالنسبة لها الفلسطيني الذي يعيش في فلسطين هو مقاتل مقاومة مدى الحياة.
وسيقام مؤتمر آخر يتحدث عن وضع المرأة في غزة ما بين الساعة الخامسة وحتى السادسة إلا ربع.
وستقدّم عدد من العروض الفنية والمسرحية والكوميدية، أحدها بحضور منتج ومقدم البرامج واليوتيوبر السوري، بشر نجار ما بين الساعة السادسة والسابعة مساء، يليه عرض مسرحي "ستاند آب كوميدي" لعدد من الكوميديين.
حفل موسيقي
يبدأ حفل موسيقي من الـ 9 وحتى 10 لثنائي "تالس وأحلام" مؤلف من منتج ومغنية "سيليناتيك"، وهي دعوة للسفر من بيروت إلى باريس عبر شيكاغو ووهران، من خلال المنظور الثقافي لمؤلفيها ورغبتهم في جعل الجمهور يرقص.
كذلك سيقيم اثنان من منسقي الأغاني السوريين، حفلان منفصلان متتاليان، أحدهما لـ"أبو دياب" الذي يدمج بين الإيقاعات الدرامية والأصيلة الرائعة ويستمد من الثقافات ليجد نغمة طقوس الرقص.
نشاطات اليوم الثالث (22 أيلول)
يبدأ اليوم الأخير للمهرجان بوجبة إفطار سورية، يعيد الشخص من خلالها اكتشاف ثروات المطبخ السوري، أحدها المناقيش السورية.
كذلك ستتابع ورشة التطريز الفلسطينية أعمالها التي بدأتها في اليوم السابق.
وسيكون هناك مؤتمر فيديو حول المسرح والمقاومة "مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والأحياء الفقيرة في البرازيل".
وسيكون هناك أمسية مسرحية، ومؤتمر للحديث عن "الرعاية الذاتية في النضالات النسوية" من أجل عالم أكثر مساواة، بحضور عالمة الاجتماع المتخصصة في الدراسات النسوية، ناديا ليلى عيساوي.
وحوالي الساعة السادسة مساء، ستتمكن من الانضمام لحفلة موسيقية تحت عنوان "معك"، إذ بإمكانك إحضار آلتك الموسيقية المفضلة والانضمام إلى جلسة "Jam" والمشاركة بالإيقاع.
وأخيراً من الساعة الثامنة والنصف وحتى الـ 11 سيكون هناك أمسية مسرحية مجانية تحت عنوان: "لم نشعر أبداً بأننا على قيد الحياة".
تعريف عن مهرجان الفن السوري
منذ عام 2016 أصبح مهرجان الفن السوري جزءاً من برنامج الأنشطة الثقافية الباريسية من خلال تسليط الضوء على مشهد الفن السوري المعاصر وتقديم المعارض والمناقشات والحفلات الموسيقية والعروض وورش العمل والمطبخ السوري.
يجري تنظيم المهرجان من قبل جمعية "snf" في باريس، وتهدف إلى تنفيذ وتعزيز الأعمال الثقافية، لتعزيز الحوار بين الثقافات، وتحسين فهم القضايا في العالم العربي والدفاع عن حقوق الإنسان، وتدعم الجمعية أيضاً الفنانين الذين ترتكز أعمالهم على نهج فني ملتزم.