تقارير | 18 09 2024

تعرَضت شابة سورية، تدعى نايا، قبل يومين، لإطلاق رصاص على يد شاب تركي، في ولاية إسطنبول التركية، بسبب رفضها الارتباط به، لتقبض عليه الشرطة وتحيله إلى السجن بعد محاولته الهروب.
انتصار الفياض، والدة نايا، قالت لروزنة، إنه بينما كانت ابنتها البالغة من العمر 23 عاماً، عائدة إلى المنزل من عملها، أمس الأول، كان الشاب التركي يلاحقها، فأطلق عليها رصاصتين (على الكتف والبطن) وأرداها على الأرض، وهي الآن في العناية المركزة في إحدى مستشفيات إسطنبول.
"لم نرها سوى دقائق معدودة أمس الثلاثاء، وقد تحتاج إلى عملية لإخراج الرصاصة" تقول انتصار لروزنة.
وتدرس نايا في قسم "العلوم الجنائية" وقسم "العلاقات الدولية" بولاية إسطنبول، في السنة الرابعة، وتعمل في محل زيوت عطرية، إضافة إلى تطوعها في الهلال الأحمر التركي.
ماذا حدث؟
تشرح انتصار التي تنحدر من دير الزور، منذ البداية ما حدث معهم، وتوضح أنّه منذ 3 سنوات تعرّفت نايا على الشاب (طبيب أسنان) الذي يكبرها بعامين، وكان هناك مشروع خطوبة، لكن لاحقاً رفضت الارتباط به.
بعدما رفضت نايا الارتباط، حاول الشاب إقناعها، لكنها أصرت على قرارها، ومنذ عام وهي تتعرض للملاحقة والتهديدات من قبله بإنهاء حياتها إن ارتبطت بغيره، توضح انتصار.
وتشير إلى أنّهم قدموا شكوى مرتين بحق الشاب إلى الشرطة، دون فائدة أو استجابة، لكن بعد ارتكاب الجريمة جرى القبض عليه، بينما عائلته تحاول التواصل معهم.
"نعيش في حالة من الرعب بسبب تهديداته، كان يقول لها لن أتركك تعيشين حياتك وأنت لست معي" تقول انتصار.
وذكرت صحيفة "medyatava"، أنه بعد رفض الشابة NA في إسطنبول، عرض اللقاء مع الشاب، نصب لها كميناً أمام مكان عملها، ونفّذ هجوماً مسلحاً عليها أثناء خروجها من العمل وأطلق عليها الرصاص الحي.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الشابة طلبت المساعدة قبل ساعات من وقوع الحادث، دون ذكر تفاصيل ممن طلبت المساعدة.
ويعيش الشاب في حي "أوسكودار" وهو ذات الحي الذي تعيش فيه الشابة، وفق الصحيفة التركية، وحاول الانتحار بذات البندقية التي أطلق منها الرصاص على الشابة، ومن ثم حاول الهروب، لكن ألقي القبض عليه من قبل الشرطة وأحيل إلى السجن.
وتضامن سوريون مع نايا وعائلتها، وشاركوا ما حدث معها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ودعوا إلى محاسبة الفاعل.
وتساءلت رحمة العبد الله، صديقة نايا، عبر منشور على فيسبوك: "المرأة تحاول تأسيس حياتها كما كل النساء، بأي حق تعرّضت لهذا الهجوم الوحشي؟" وأضافت: "لو أخذت شكاوى نايا بعين الاعتبار لما حدث هذا الهجوم المروّع بحقها"، وطالبت بـ"العدالة" لـ"نايا".
اقرأ أيضاً: لرفضهما الزواج .. سوريتان تقتلان طعناً في تركيا والأردن
ويقيم في ولاية إسطنبول نحو 530 ألف لاجئ سوري تحت الحماية المؤقتة، حتى شهر آب الفائت، وفق إحصائيات دائرة الهجرة التركية، من أصل 3 مليون و96 ألف سوري في تركيا، وتبلغ نسبة النساء 48 بالمئة.
وكان وزير الداخلية التركي علي يرليكايا، قال في منشور عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، في شهر آب الفائت: "لن نسامح أي شخص يحاول ارتكاب أعمال عنف ضد المرأة (...) إذا تجرأ أي شخص على القيام بذلك، فسوف يحاسب أمام القانون".
وجاء تصريح وزير الداخلية بعدما تعرّضت 3 سيدات في ولاية إسطنبول لهجوم من قبل موظفين في إحدى الشركات، وفق موقع تلفزيون "NTV" التركي.
حادثة سابقة
وفي حادثة مشابهة قبل أكثر من عامين، توفيت شابة سورية (سيلفا الهنيدي) تبلغ من العمر 22 عاماً، متأثرة بجروحها، حسب ما قال مكتب المدعي العام التركي في ولاية أورفا جنوبي تركيا، بعد طعنها عدة مرات بسكين أثناء ذهابها إلى عملها في أحد مستشفيات المدينة، في أواخر عام 2021.
وحسب صحيفة "ملييت" التركية، فقد رفضت السيدة عرض الزواج المقدم من المشتبه به، وهي أرملة تعيش مع طفلتها الصغيرة البالغة من العمر 4 سنوات.
وقتلت 403 نساء على الأقل في تركيا العام الماضي، معظمهن على يد أزواجهن الحاليين أو السابقين أو رجال آخرين مقربين منهم، وفي 27 شباط الماضي فقط قتلت 7 نساء في نفس اليوم، وفق منظمة "سنوقف قتل النساء".